هذه الايام الساحة مليئة بالخطب والخطابات والتصريحات والآراء حول الانتخابات : الانتخابات نزيهة، الانتخابات حرة، الانتخابات لم تكن نزيهة , الانتخابات مزورة , لم تكن مزورة ولكن هناك اخطاء فنية, لم ترق لمستوى المعايير الدولية , لكننا سنعترف بها , المجتمع الدولي سيتعامل مع الحكومة المنتخبة , لن نعترف بنتجية الانتخابات , سنتعامل معها كأمر واقع, .... اذا تابعت الصحف والقنوات الفضائية قطعا سيصيبك الجنون من كل ما يقال فكل طويل وقصير بات خبيراً في الشأن السوداني وفي الانتخابات التي وصل عدد مراقبيها الظاهرين الى اكثر من 800 ناهيك عن المراقبين الآخرين. في التعداد السكاني الاخير وصل تعداد سكان السودان الى 40 مليون نسمة وحسب الاحصاء فان 76% من هذا العدد اعمارهم اقل من 34 عاماً وبحسبة بسيطة اذا اسقطنا هذ الرقم على الذين سجلوا للتصويت نجد الآتي: الذين سجلوا للانتخاب 16 مليون ناخب من 40 مليون اي بنسبة 40% من جملة السكان نفترض ان هذا الرقم 16 مليون هو النسبة الكلية للناخبين ونأخذ منها 76% ( نسبة الذين لم تتجاوز أعمارهم 34 عاماً )ونجد ان هذا الرقم يساوي 12,6 مليون ناخب اي ان حوالي 12 مليون ناخب اعمارهم اقل من 34 عاماً ما لا تفهمه الاحزاب ومالم يستوعبوه هو أن هناك 12 مليون ناخب في السودان لا يعرف شيئاً عن السيد الصادق المهدي او السيد محمد عثمان الميرغني او السيد محمد ابراهيم نقد واكثر من نصفهم لا يعرف الدكتور حسن عبد الله الترابي هؤلاء الاثناعشر مليونا سادتي كان عمرهم عشر سنوات او اقل حينما اتت الانقاذ قبل اربع وعشرين عاما ولم يروا او يشاهدوا سوى رموز الانقاذ ولم يسمعوا بمشروع تم افتتاحه على يد اي من الاسماء التاريخية التي ذكرتها او باتفاقية تم توقيعها من قبلهم ( ويستثنى من هذا طلاب قسم التاريخ وقسم العلوم السياسية في الجامعات السودانية ) كان حري بالاحزاب ان تستعد لهذا اليوم ببرامج مقنعة او بقليل انجازات او حتى بظهور لائق يليق بتاريخها لا ان يعتمدوا على ان الغرب سيضغط لتاجيل الانتخابات او ان الشرق لن يقبل بها او او او ... الخ لاتبكوا على الانتخابات ونتائجها وان كان لكم عطاء فان الاربع سنوات القادمة في عمر الاحزاب لا شئ والاولى الاستعداد لها والمثل السوداني يقول ( الصقر ان وقع كترة البتابت عيب )