تقدم محامون مصريون ببلاغ للنائب العام ضد «الهيئة العامة لقصور الثقافة» بسبب نشرها كتاب «ألف ليلة وليلة» بدعوى أنه «يخدش الحياء العام» مطالبين بحبس ناشريه. وطالب المحامون الذين يطلقون على أنفسهم «رابطة محامين بلا قيود» فى بلاغهم، بالتحقيق مع د. أحمد مجاهد، رئيس هيئة قصور الثقافة، والأديب جمال الغيطاني وجمال العسكري وسعد عبدالرحمن وسوزان عبدالرحمن، بصفتهم المسؤولين عن سلسلة «الذخائر» التى تصدر عن الهيئة، ومحاكمتهم بموجب المادة 178 من قانون العقوبات المصري، التى تعاقب بالحبس لمدة سنتين والغرامة لكل من ينشر مطبوعات أو صوراً خادشة للحياء العام، واعتبار الكتاب الصادر فى جزءين دليلاً ضدهم، بحسب تقرير نشرته صحيفة «المصري اليوم» القاهرية امس الجمعة. وأصدرت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان بياناً صحفياً، أمس، اعتبرت فيه البلاغ، هجوماً على «حرية التعبير والإبداع»، واستمراراً لظاهرة تنتمى شكلاً وموضوعاً لقائمة طويلة من قضايا الحسبة السياسية والدينية التى باتت «وسيلة سهلة للشهرة، وتضييق الحصار على الكتاب والصحفيين والمبدعين، نتيجة تراخى الحكومة المصرية المتعمد لحصار هذا النوع من القضايا التى تهدد حرية الرأى والتعبير والإبداع فى مصر، بسبب استفادة الحكومة منها لملاحقة بعض الكتاب والصحفيين المنتقدين لسياساتها». وانتقد جمال عيد، مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، صمت وزير الثقافة أمام هذا النوع من القضايا، مثلما حدث عندما تعرضت مجلة «إبداع» التى تصدرها وزارة الثقافة للمصادرة فى أبريل الماضي، حتى أجاز القضاء نشرها مجدداً، مشيراً إلى أن عدم دفاعه عن إصدارات الوزارة بمثابة تشجيع «لهؤلاء المحتسبين الجدد». من جانبه، قال فاروق حسني، وزير الثقافة، إن كتاب «ألف ليلة وليلة» تراث إنساني، وليس من تأليف شخص بعينه، موضحاً أنه لابد من تقديمه كما هو دون حذف أي جزء منه. وأضاف حسني أن «التراث الإنسانى لا يجب التعامل معه بشكل غرائزي»، مشيراً إلى أن “أشعار أبونواس وكل الإنتاج التراثي به مثل هذه الألفاظ التى (تخدش الحياء)، وفقاً لوجهة نظر البعض، لكنها تراث محفوظ في كل المكتبات التراثية، ولا يمكن التخلى عنه”.