الأستاذ المصور التلفزيوني حامد تيراب مصور متميز وصاحب تجربة متنوعة في تركيب الصورة بوصفها لوحة جمالية من جهة، ومن جهة أخرى فالصورة هنا أداة تعبير متكامل عن الفكرة والموضوع الذي تقدمه المادة التلفزيونية المصورة. عمل في العديد من القنوات الفضائية السودانية والعربية. ومن أهم تجاربه تجربته مع تلفزيون الجزيرة وتلفزيون ال (B.B.C) (چنل فور نيوز).. التقت به (الرأي العام) وأثارت معه قضايا التصوير التلفزيوني في ارتباط هذا الفن بالقضايا الاجتماعية والسياسية والثقافية المصورة. * الصورة كتركيب جمالي وكأداة توصيل وكحركة درامية.. كيف هو الأمر؟ - يعتمد الأمر على ذاكرة بصرية ذات تراكم كثيف لشتى صور المرئيات على مستواها في فضاء الواقع اليومي والمعاشي. ومن خلال هذه التجربة البصرية يحدد المصور زوايا الرؤية الخاصة به في تكوين الصور جمالياً وتعبيرياً ودرامياً. وهذا هو ما يجعل الفروق بين المصور المبدع والمصور الراصد فقط للأشياء. فمثلما ان هناك رواية أدبية واقعية فجة وأخرى ذات ابداع، كذلك الأمر بالنسبة للصورة. *أهم الأحداث التي صورتها؟ - سياسياً فترة بداية العنف المسلح بدارفور، وفي الصومال صورت العنف الذي تلى تولى الحكومة الانتقالية من المحاكم الاسلامية . وفي الوثائقيات الاجتماعية الثقافية صورت فيلم (أرجوحة وزيت) للمخرج الدكتور وجدي كامل . كما صورت مسلسلاً درامياً مشتركاً بين السودان وسوريا (الغول) وذكرته لك لتميزه. * شخصية عامة صورتها (حوارياً) وكان لها حضور جمالي وفكري ودرامي؟ - المذيعة «زينب بدوي» مذيعة ال (B.B.C)، فهي تعرف كيف تتعامل مع الكاميرا.. فهي تسيطر على رسم صورتها على عين الكاميرا بدراية كبيرة بحكم معرفتها المهنية وخبرتها لطاقات الكاميرا التصويرية درامياً وتعبيرياً. * مواقف صعبة واجهتك أثناء العمل؟ - هما موقفان.. الأول في الصومال. عندما اشتدت الحرب أغلق المطار. اضطرت القناة ان تسحبنا من مقديشو فأرسلت لنا طائرة خاصة من كينيا . بعد تفاوض شاق مع الحكومة الصومالية نجحت المفاوضات في فتح المطار لنا نحن الاثنان أنا ونعمة الباقر المراسلة لقناة (چنل فورنيوز) البريطانية. والثاني عندما كنا في دارفور على متن مروحية لتغطية المناطق الأولى التي ضربت. تعرضت الطائرة لخلل فني فسقطت وتحطمت ولكننا سلمنا من الكارثة ورجعنا وسط كمائن الحرب والمليشيات المسلحة. * كيف ترعى موهبتك الابداعية؟ - أحافظ على قدراتي الابداعية من خلال دورات تدريبية مهنية بمؤسسات معنية بالتصوير خارج السودان وذلك على نفقاتي الخاصة للوقوف على آخر التقنيات والنظريات المتعلقة بالتصوير. ومما يدفعني لهذا هو أنني أتعامل مع جهات أوروبية ذات مستويات في الأداء التصويري عالية التقنية تطالب بمستويات عالية. كل هذا بسبب تعقيد وظيفتي. فأنا لست مصوراً فقط فالى جانب التصوير هناك عملي المتعلق بالمنتوجات وبتقنية الارسال عبر الأقمار الصناعية الى الفضائيات العالمية والدولية. وأنا أيضاً مسئول عن الصوت والاضاءة .. فعملي باختصار هو تأليف وتركيب المادة التلفزيونية المصورة (صوت وصورة ) وتقنية أرسال. - ماذا تقرأ للتثقيف الذاتي الذي يطور رؤيتك للأشياء حولك ولتلك التي تقوم بتصويرها؟ - أقف أمام الأحداث محلياً وعالمياً. وأصل لوعي محدد لطبيعتها والأسباب التي كونتها بهذه الصورة. فأنا أفكك الحدث كصورة معطاة لأصل (لصورة الصورة) ، ذلك الوجه اللا مرئي للمرئي من الصورة الواقعية أي أنني أرى ما لا يرى بالعين المجردة.