بعد أحداث الحادي عشرمن سبتمبر 2001 ،ومن بعدها الازمة المالية العالمية ،بدأت الاموال العربية تبحث عن ملاذات آمنة للاستثمارداخل فضاء الوطن العربى الكبير،ولعل وجود السودان فى هذا الفضاء العربى وما يتمتع به من موارد وفرص استثمارية واعدة يمكن أن تكون ملاذات آمنة لاستقطاب الاموال العربية،لذلك فإن السودان شهد فى السنوات الخمس الاخيرة تدفقاً فى الأموال العربية عبراستثمارات مباشرة لرجال الاعمال العرب أو استثمارات رسمية عبرشراكات اقتصادية يتم التوقيع عليها بين حكومة السودان وبعض الدول العربية وخاصة الخليجية ليحظى قطاع المصارف بنصيب الاسد فى الاستثمارات العربية بالسودان لتبلغ عدد البنوك العربية العاملة بالسودان نحو (10) بنوك، بينما فاقت رؤوس أموال هذه البنوك ال(800) مليون دولاربنهاية العام 2009،ويتوقع أن تقفزهذه الاستثمارات خلال العام 2010 وبعد نجاح تجربة الانتخابات والتحول الديمقراطى الذى تشهده البلاد،ليأتى انعقاد فعاليات المؤتمرالمصرفي العربي حول مناخات الاستثماروتكامل الموارد في الوطن العربي والذي نظمه اتحاد المصارف السودانى بالتعاون مع بنك السودان المركزي والإتحاد الدولي للمصرفيين العرب ببرج الفاتح الاسبوع الماضى برعاية نائب الرئيس الأستاذ على عثمان محمد طه كأول نشاط اقتصادى عربى بعد الانتخابات حافزاً وموجهاً للاستثمارات ورؤوس الاموال العربية ولتعزيزالتعاون العربى المشترك. ولعل أبلغ وصف لانعقاد هذا المؤتمربالخرطوم فى هذا التوقيت ما قاله الأستاذ على عثمان محمد طه نائب رئيس الجمهورية فى الجلسة الافتتاحية للمؤتمر حيث وصف طه انعقاد مؤتمرالمصارف العربية بالخرطوم بعد اعلان نتائج الانتخابات ومع باكورة انتقال السودان الى مرحلة جديدة بأنه (فأل حسن) لأهل السودان لكونه يأتى كأول نشاط بعد اعلان نتائج الانتخابات الديمقراطية، بجانب انه إشارة موفقة من المصرفيين العرب تؤكد التلاقى الوجدانى والعقلانى . ولم يكتف نائب الرئيس بالحديث عن هذا (الفأل الحسن ) فقط بل نقل لدى مخاطبته الجلسة الافتتاحة تحيات رئيس الجمهورية للمؤتمرين ومتابعته لاعمال مؤتمرهم وتأكيده على دعم القطاع المصرفي الذى تصدر أولويات برنامجه الانتخابى بعد أولوية الاستقرار السياسي والأمنى لتكون نهضة الموارد وتنويعها لتحسين أوضاع المواطنين وتوفيرالخدمات وتعزيزالسلم الاجتماعى فى صدارة أولويات البرنامج الانتخابى لرئيس الجمهورية ليلتقى الرئيس من بعد ذلك بقيادات المصارف العربية ويؤكد لهم ما ذكره نائبه فى الجلسة الافتتاحية للمؤتمر،بل ودعا رئيس الجمهورية قادة المصارف العربية لمزيد من الاستثماربالسودان واستغلال الفرص المتاحة. كما شمل خطاب نائب رئيس الجمهورية وراعى المؤتمرمعانى أخرى حيث وصف طه انعقاد المؤتمرالمصرفى العربى بالخرطوم بأنه يأتى فى وقته لاسيما وان الحكومة تعكف الآن على مراجعة كل التشريعات والقوانين التى تنظم النشاط الاقتصادى إيذاناً بانطلاق مرحلة جديدة تعزز الايجابيات وتراجع وتصحح السلبيات وتابع : ( القيادة تنظر وتنتظر ما ستسفر عنه نتائج المؤتمر من توصيات تعين على تحسين وتهيئة مناخ الاستثمارفى السودان خاصة مناخات الاستثماروملائمتها هى رأس الرمح فى كل النشاطات الاقتصادية ). واختتم طه حديثه بتأكيد حرص الحكومة على تهيئة مناخ الاستثمار وتقديم أفضل الفرص للمستثمرالعربى لتبادل المنافع وخلق شراكة ذكية نافعة على امتداد العالم العربى، بجانب تحقيق التكامل العربى . إذن قيادة المصارف العربية أدركت ما تريده القيادة السودانية، كما أنها تدرك ما يريده رأس المال العربى من ملاذات آمنة،وما وجده رأس المال العربى المستثمربالسودان من مزايا وحوافز وما حققه من نجاحات،ومن هنا تبقى الكورة فى ملعب المصارف العربية بينما نحن ننتظرهذا (الفأل الحسن ) الذى نستبشر به لتتدفق الأموال العربية لدعم التنمية بالسودان ولجعل الوحدة جاذبة ولبناء شراكة اقتصادية تعزز التعاون العربى المشترك .