يعتبرالتمويل الزراعي من اهم العوامل المؤثرة في االعملية الزراعية لكافة مراحلها المختلفة منذ بداية تجهيز الاراضي الى مراحل الحصاد والتسويق،وبهذا ظل تدفق التمويل في الميقات المحدد للمرحلة الزراعية يحدد بدرجة كبيرة فشل أو نجاح العملية الزراعية، ومنذ ان عرف السودان التمويل الزراعي ظل يتم بصورة جماعية بين الجهات الممولة وادارة المشاريع الزراعية على ان تكون المسؤولية جماعية بين ادارة المشروع والمزارعين مما يؤدي صعوبة تحديد اوجه التقصير بين الاطراف في حالة فشل الموسم الزراعي المعين فضلا عن التقصيرفي الحفاظ على مدخلات الانتاج في مراحل العملية الزراعية كافة باعتبارها ملكاً جماعياً والمسؤولية فيه جماعية. وفى خطوة قصد بها تحديد مسؤولية تحمل سداد التمويل شرعت ادارة البنك الزراعي وامانة النهضة الزراعية فى اتباع وسائل جديدة للتمويل باستحداث برنامج التمويل الفردي (الذاتي ) والذى بدأ تنفيذه منذ الموسم الماضي،حيث اثارت الفكرة العديد من الاستفهامات والمخاوف من قبل المزارعين بسبب عدم وجود سياسات محددة للتسويق والتسعيرفضلا عن مخاطرفشل المواسم الزراعية لاسباب مختلفة مما يؤدي الى زيادة المخاوف من تفاقم قضية الاعساروتزايد المعسرين . ويقول غازي حفظ الله نائب مديرالبنك الزراعي ان التمويل الفردي يعتبر واحداً من الوسائل التي يمكن أن تسهم في تطويرالعمل الزراعي وتزيد من اهتمام المزارع بارضه والحفاظ على كافة المدخلات بعد ان تصبح المسؤولية مباشرة بين البنك والمزارع. واضاف غازي في حديثه ل(الرأي العام) ان البنك الزراعي منذ العام الماضي شرع فى انفاذ برامج التمويل الفردي بولاية النيل الابيض بجانب العروة الشتوية في مشروع الجزيرة وولايتي الشمالية ونهرالنيل بتمويل اكثرمن (38) الف مزارع بعد اكمال كافة الاجراءات لهم بعد قيام البنك بافتتاح اكثر (26) فرعاً في ولاية الجزيرة،واشارغازي الى ان التمويل الفردي يمكن البنك من التعامل المباشر مع المزارعين ما يجعلهم احرص على الحفاظ على المدخلات والاهتمام بانجاح العمل وذلك يمثل الضمان ويعمم الفائدة على الاطراف، الا ان غازي اشارالى بعض الصعوبات التي صاحبت التجربة بسبب الاعداد الكبيرة للمزارعين وعدم حوزتهم على المستندات الثبوتية . من جانبه يري د. صديق عيسى مدير مشروع الجزيرة ان هناك اتجاهاً الى تنفيذ الحزم التقنية في كافة المحاصيل الزراعية بالمشروع بانتهاج التجربة الجديدة في التمويل الفردي . ويقول صديق ان التمويل الفردي يحقق عدة مزايا تسهم في انجاح العمل وضمان وصول مدخلات الانتاج في وقت مبكر، واشارالى ان هناك اتجاهاً الى تطبيق حزم تقنية في مجال الاقطان يتحقيق انتاجية (10) قناطيرللفدان من القطن طويل التيلة و(8) قناطير لقصير التيلة بنسبة 50% من قيمة التكلفة. الى ذلك يقول عباس الترابي رئيس اتحاد مزارعي مشروع الجزيرة ان تجربة التمويل الذاتي بدأت في موسم العروة الشتوية الماضي في محصول القمح بتمويل اكثرمن (200) الف فدان. واضاف الترابي ان التمويل الفردي يحقق بعض المزايا بتحمل المزارعين المسؤولية المباشرة في التعامل مع الجهة الممولة مما يؤدي الى تخطي عقبة التمويل وضمان وصول المدخلات في الوقت المناسب،مشيراً الى ان التجربة تحتاج الى بعض الترتيبات حتى تتم بصورة كاملة منها ضرورة تعميم التأمين الزراعي وتأمين التكلفة وضرورة الانتباه الى كافة المخاطرالتي يمكن ان تصاحب ذلك بسبب البنية الضعيفة للمزارعين، وتابع: (تجربة التمويل الفردي تحتاج لمزيد من البحث لتحديد علاقات واضحة للتمويل ومعلومة، وايجاد ضمانات محددة في عمليات التسويق والاسعارباعتبارها المقومات الاساسية في انجاح العمل الزراعي،وهنالك اتصالات بين اتحاد مزارعي الجزيرة وادارة المشروع الى تطويرالتجربة لتحقيق كافة التطلعات، ففكرة التمويل اذا تم تطبيقها تمثل اضمن وسيلة لاعتمادها على هامش اقل من الارباح بين التكلفة والانتاج ، كما انه يمكن تعميم التجربة على الكثيرمن المحاصيل).