عبر وتيرة متثاقلة الخطى انطلقت مسيرة العروة الصيفية بمشروع الجزيرة التي يؤمل في أن تأتي مختلفة عن سابقاتها جراء الدعم والسند السياسي المفرد لها من قبل حكومة ولاية الجزيرة لا سيما بعد فقدان البلاد لجزء كبير من عائدات النفط بعد انفصال الجنوب ومؤازرة ادارة مشروع الجزيرة لإنجاح العروة الصيفية بالتعاون مع شركة الأقطان في تمويل محصول القطن والبنك الزراعي في تمويل بقية المحاصيل وبالرغم من وصول المياه إلى قنوات الري منذ نهاية شهر مايو الماضي إلا أن واقع الحال بالمشروع يوحي أن ثمة ما يخيف على مستقبل العروة الصيفية في ظل الحركة البطيئة لبداية عمليات الزراعة في محصولي الفول السوداني والذرة الرفيعة جراء تأخر وصول المياه إلى القنوات الرئيسة والفرعية بكميات غير كافية علاوة ارتفاع تكلفة التحضيرات الزراعية حيث ان كثيرا من المزارعين لا يستطيع الإيفاء بتكلفتها بجانب ارتفاع أسعار تقاوي المحاصيل حيث وصل سعر تقاوي الفول السوداني إلى 100 جنيه وسعر كيلوجرام تقاوي الذرة إلى 15 جنيها في العينة هجين جنوب أفريقيا و11 جنيها للعينة ألفا 2. وأوضح المزارع بترعة مكوار بمكتب الكتير التابع لقسم وادي شعير عبد الإله عمر العبيد ان إقبال المزارعين على زراعة الفول السوداني والذرة الرفيعة يمكن وصفه بالضعيف مقارنة بالتوقيت الذي انسرب من بين أيدي المزارعين من عمر العروة الصيفية حيث كان يتوجب على المزارعين الانتهاء من زراعة محاصيلهم والتفرغ الآن إلى عمليات النظافة قبل حلول فصل الخريف غير أن ضعف السيولة في ايدي المزارعين وارتفاع كلفة عمليات التحضير وأسعار التقاوى حدا بكثير من المزارعين التراخي وعدم الإسراع في الزراعة وأوضح أن كلفة حرث الفدان بالمحراث العادي 15 جنيها وبالمحراث القرصي (الدسك) 40 جنيها وسعر حراثة أبو ستة 15 جنيها بجانب أن سعر كيلو جرام تقاوى الذرة العينة ألفا 2 وصل إلى 11 جنيها فيما يباع الجوال منه زنة 25 كيلوجرام بواقع 275 جنيها وكيلوجرام تقاوى العينة جنوب أفريقيا 14 والعينة طابت 4 جنيهات واشتكى عبد الإله من قلة العمالة وضعف إيرادات المياه بالقنوات الفرعية والرئيسة بالمشروع الأمر الذي اسهم بصورة كبيرة في عدم الإقبال على الزراعة بالصورة المرجوة. وغير بعيد عن عبد الإله يقول طلحة ابراهيم بمكتب الأمير ود البصير بالقسم ذاته إن سير عمليات الزراعة تسير ببطء ملحوظ نسبة لتكاسل الغالبية العظمى من المزارعين جراء قلة السيولة التي تمكنهم من مقابلة تكاليف الزراعة من تحضير وتقاوى وخلافه في ظل رفع إدارة المشروع يدها عما يجري بالغيط وتخوف المزارعين من طلب التمويل من البنك الزراعي نسبة لما لمسوه منه من تعنت وملاحقة صعبة عند السداد لأجل هذا فضلت الغالبية العظمى من المزارعين الاعتماد على مواردها الذاتية على شحها على طلب التمويل من البنك الزراعي بجانب تأكيد طلحة لقلة الوارد من المياه بالقنوات الرئيسة والفرعية بالمشروع. غير أن رئيس اتحاد مزارعي الجزيرة والمناقل عباس عبد الباقي الترابي اكد اكتمال 40% من تحضيرات القطن وتكوين محفظة تمويل خاصة بالقطن برأسمال 54 مليون جنيه للايفاء بالتمويل المحلي حيث سيتم صرف 200 جنيه لكل فدان لمقابلة العمليات الزراعية من باب التسليف في وقت تم فيه تجهيز المدخلات الزراعية كافة من أسمدة ومبيدات حشائش وحشرات من الخارج تصل الى الغيط والمزارعين في الوقت المحدد وتوقع ارتفاع نسبة الرقعة المزروعة من القطن في الموسم القادم من واقع الانتاجية الجيدة في الموسم السابق وتحقيق المزارعين لأرباح مجزية. وكشف الترابي عن استراتيجية من قبل ادارة ومجلس المشروع وشركة الأقطان الارتفاع بانتاجية الفدان من الأكالا الى 12 قنطارا للفدان والعينات طويلة التيلة الى 8 قناطير.