«عفاف» فتاة حسناء ذات خلق ودين وتبلغ من العمر «03» عاماً رغبت في الزواج من «عصام» فعرضت عليه نفسها لانها وجدت فيه صفات الزوج الصالح لكنها تفاجأت برفضه لها بحجة العادات والتقاليد، وتقدم «عصام» لبنت عمه فرفضته فجاء اليها طالباً يدها بعد ان رفضها أول الامر ولكن بعد فوات الأوان لانها تزوجت!! وندم على فعلته.. هذه القصة واقعية وليست من ضروب الخيال، يقول أهل الشأن حول امكانية ان تعرض المرأة نفسها على صاحب الخلق والدين ليتزوجها وان كان متزوجاً؟ كثيرون يرون ان ليس من العيب ان تعرض المرأة نفسها على صاحب الخلق والدين ليتزوجها وان أنكر ذلك أحد فإنما لا ينكره بميزان الشرع بل بميزان العادات والتقاليد والاعراف، واحياناً تنكره النساء حسداً من عند انفسهن، فالسيدة خديجة رضى الله عنها طلبت الزواج من الرسول «صلى الله عليه وسلم» وكذلك ألمحت بنت شعيب المرأة الصالحة رغبتها بالزواج من موسى عليه السلام كما في قول الله تعالى عنها: «قالت إحداهما يا أبتِ استأجره إن خير من أستأجرت القوى الأمين»، القصص الآية «62». الدكتور أشرف أدهم أستاذ علم الاجتماع والانثروبولجي بجامعة النيلين يقول في كثير من المجتمعات اعتاد الناس ان يبادر الرجل دائماً بالتعبير عن مشاعره للمرأة أو طلبها للزواج ولم تعتاد هذه المجتمعات ان تبادر المرأة بذلك، ولكن يؤكد وجود متغيرات اجتماعية حدثت بسبب التطور الاجتماعي والتكنولوجي وبسبب ازدياد عدد النساء اللائي تلقين التعليم وشاركن في مجالات العمل وهذا المتغير الاخير قد يلعب دوراً في ثقافة من الذي يتقدم للزواج؟ ويعتقد أدهم ان المجتمع سوف يتقبل بصورة تدريجية ان تتقدم الفتاة لخطبة الشاب أو على الأقل تتحدث معه بصورة مباشرة وجادة حول رغبتها بالزواج منه، وربما تواجه هذه المسألة بعض العقبات لأن العادات والتقاليد لا تتغير بسرعة ولكن إصرار الاجيال الجديدة على التغيير يمكن ان يجعل طلب الفتاة لخطبة شاب أمراً مقبولاً إجتماعياً في المجتمع السوداني.