ترأس الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ باك أمس اجتماعاً طارئاً لمجلس الأمن الوطني، لبحث إجراءات «عقابية» ضد كوريا الشمالية التي توعدت بدورها بحرب شاملة إذا فكرت سول في ذلك. وكانت كوريا الجنوبية قد حمّلت جارتها الشمالية مسؤولية إغراق السفينة الحربية الكورية الجنوبية (شيونان) بطوربيد وقتل بحارتها في مارس الماضي. وأمر باك الوزراء المعنيين باتخاذ إجراءات مضادة «حازمة ومنظمة» ضد كوريا الشمالية، تظهر لها أنها «لا تستطيع تكرار عملها المتهور والمستفز». بيد أنه مع ذلك - بحسب ناطقة رسمية - دعا إلى التعقل والحكمة في معالجة هذا الموضوع «الجاد والخطير». ووصف هجوم كوريا الشمالية على سفينة بلاده الحربية بأنه مخالف لقرارات الأممالمتحدة، ويخرق الهدنة الموقعة بين البلدين في 1953م واتفاق المبادئ العام 1993م. وسيوجه الرئيس الكوري الجنوبي خطاباً لشعبه الأسبوع المقبل يطلعهم فيه على القرارات التي اتخذها المجلس، وبحسب مسؤولين سيتضمن إجراءات ملموسة في معاقبة كوريا الشمالية. ويضم مجلس الأمن الوطني رئيس الوزراء ووزراء الخارجية والدفاع والوحدة (بين الكوريتين) والداخلية والمالية ورئيس جهاز الاستخبارات. وهذه هي المرة الأولى التي يجتمع فيها أعلى جهاز استشاري منذ سنة عندما أجرت كوريا الشمالية تجربتها النووية الثانية. وقد حذّرت كوريا الشمالية جارتها من أنها ستلغي ميثاق عدم الاعتداء وستجمد العلاقات الثنائية كافة إذا حاولت سول القيام بأي تصرف ضدها. وأعلنت بيونغ يانغ أنها «سترد بلا رحمة» على أي إجراء مضاد من سول، واتهمتها بأنها تهيئ الأجواء للحرب التي يمكن أن «تشتعل الآن». وقال بيان صادر عن اللجنة الكورية الشمالية لإعادة توحيد الكوريتين سلمياً، نقلته وسائل الإعلام الكورية الجنوبية «من الآن فصاعدا، سننظر إلى الوضع الحالي باعتباره حالة حرب وسنرد بحزم على الأمور كافة التي تنشأ في العلاقات بين الكوريتين». ويأتي التهديد الشمالي الجديد بعد يوم واحد على ظهور نتيجة تحقيق قاده فريق متعدد الجنسيات بشأن غرق السفينة الحربية الجنوبية شيونان (1200 طن) ومقتل (46) بحاراً كانوا عليها في 26 مارس الماضي. وقال الفريق، إن غواصة كورية شمالية تسللت إلى المياه الكورية الجنوبية القريبة من الحدود وأطلقت طوربيداً على السفينة شيونان التي كانت في مهمة دورية روتينية مما أدى لشطرها وغرقها. وقام الفريق بجمع أجزاء من مروحة الدفع بما في ذلك محرك التسيير وقطعة التوجيه من مكان الغرق طابقت حجم وشكل الطوربيدات المستخدمة في كوريا الشمالية حسب دليل الاستعمال المرفق للمشترين الأجانب، وكان عليها أيضاً علامات باللغة الكورية. وقد رفضت كوريا الشمالية نتائج التحقيق واعتبرتها «تمثيلية سخيفة» واتهمت القائمين بالتحقيق بأنهم «لفقوا الأدلة وأطلقوا تخمينات عشوائية مستعينين ببقايا قطع ألمونيوم غير معروفة المصدر واعتبروها دليلاً». وعقب نشر التحقيق أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن دعمه القوي والقاطع لنظيره الكوري الجنوبي، وقال وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ، إن بريطانيا تعمل على إعداد رد جماعي ملائم لهذا «العمل المشين». أما الصين فدعت الأطراف إلى الحذر والهدوء.