أثار الحوار الذي أجرته هنادي عثمان بهذه الصحيفة مع مارتن ماجوت ياك السكرتير القومي للتنظيمات الجماهيرية والفئوية بالحركة الشعبية وسكرتير حملة انتخابات رئيس حكومة الجنوب سلفا كير .. أثار هذا الحوار ضجة بسبب صراحته واستخدامه لعبارات قاسية. قال إنه من خلال عمله التنظيمي قام بزيارة كل مدن وقرى الجنوب، وتوصل الى أن كل مواطني الجنوب يريدون الإنفصال. وقال إن اية علاقة للجنوب بالشمال لن تستمر إلا بالإنفصال لان الثقة انعدمت تماماً. وقال إن الاستقرار للجنوب هو الانفصال. وتساءل : كيف نتوحد مع اناس غير واضحين معنا، ويأخذون نصف بترولنا. سألته المحاورة هل جميع قادة الحركة الشعبية ينادون بالإنفصال، أجاب بشكل حاد : من يقول غير ذلك كاذب ومنافق. قيادة الحركة الشعبية وحكومة ومواطني الجنوب جميعهم مع الانفصال. وقال : بترول الجنوب يقتسمه معنا المؤتمر الوطني، وفي حال الانفصال سينفصل معنا (بترولنا). سيذهب معنا البترول بأجمعه. ولن نسمح لهم ب(جالون بنزين)، واذا ارادوا بترولنا سنتعامل معهم وفق ضوابط الاستيراد والتصدير. وسألته المحاورة : ماذا لو جاءت الوحدة على أسس جديدة. أجاب ضاحكاً: لقد فات الأوان، وكل من يتحدث عن الوحدة في هذا الوقت نقول لهم (حلم الجعان عيش). وأضاف : كانت لدى السودان فرصة (50) عاماً ليثبت ذلك عبر التوعية والتعايش ولكن كل حكومات السودان استمرت في الحروب والقتل ودمار الجنوبيين. وأكمل : حكومة الخرطوم لا تحترم الجنوبيين. دعني أقول مرة أخرى (عليكم ان تستيقظوا من الوهم الذي تعيشون فيه). الحوار يعتبر من الحوارات الطويلة في الصحف السودانية، وهو مكون من «1522» كلمة، وفي ظني أنه من الحوارات المفيدة التي تضع النقاط على الحروف بلا مداراة، ونحن لا نتفق مع المتحدث ولا مع قوله إن ما أدلى به يمثل رأي جميع الجنوبيين، إلا أنه على الأقل يمثل قطاعا قد يكون كبيرا بينهم، لكن الملاحظة أن قيادة الجنوب الآن، وهي قيادة الحركة الشعبية، جزء من هذا القطاع. مهما كانت طريقة تعبير مارتن ماجوت، فهو يمثل رأياً، وكان من الممكن أن يجرى هذا الحوار مع شخص أكثر اعتدالاً، أو شخص أكثر ميلاً للوحدة، حينها فإن الحوار سيخرج بشكل مختلف تماماً. وبعد .. أحد القراء انتقد الحوار ووصفه بأنه دعاية مجانية للإنفصال. وفي ظني أنه ليس كذلك، فما قاله مارتن ماجوت رأي خاص، ورأي مهم، ويجب أن يعرفه الشماليون حتى لا يأتيهم الإنفصال، إذا جاء، على حين غرة. فهو قد يكون مقدمة مهمة لما قد يأتي في يناير 2011م.