رغم أن موضوع السودان غير مدرج كبند مستقل على جدول أعمال القمة الفرنسية الافريقية بحسب مصادر فرنسية تحدثت لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء، الا ان مشاركة السودان ومستوى تمثيله فى القمة ظل محل اهتمام اعلامى كبير، فالقمة التى كان مقرراً لها شرم الشيخ نقلت الى نيس الفرنسية بسبب رفض مصر الاشتراطات الفرنسية بعدم مشاركة الرئيس البشير فى القمة، على خلفية ازمة المحكمة الجنائية الدولية ولم يقتصر حضور السودان فقط على تغيير مكان انعقاد القمة . ....... بل كان لاعلان السودان مشاركته بوفد رفيع المستوى بقيادة نائب الرئيس على عثمان طه اضافة الى الدكتور غازى صلاح الدين مستشار الرئيس البشير، والدكتور مطرف صديق وكيل وزارة الخارجية، ومحمد عطا مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطنى، اصداء واسعة كون مستوى التمثيل جاء عكس توقعات كثير من المراقبين الذى ذهبوا الى ان تداعيات الموقف الفرنسى من مشاركة البشير ستلقى بظلالها على المشاركة وعلى مستقبل العلاقات السودانية الفرنسية، ولكن وفقا لمراقبين تحرك السودان نابع من ان القمة الفرنسية الافريقية مسار العلاقات فيها باتجاهين فرنسا من جهة وافريقيا عموماً من جهة اخرى. والسودان يتمتع الآن بعلاقات جيدة مع جواره الافريقي بل كان واضحا من خلال مشاركة الزعماء الافارقة فى حفل تنصيب الرئيس البشير ان السودان استعاد عمقه الافريقى، فضلاً عن أن القمة ستناقش على هامش جلساتها الرسمية قضايا السودان من خلال اجتماع يضم دول جوار السودان والامم المتحدة والاتحاد الافريقى. حيث قالت وكالة الانباء الايطالية أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ورئيس المفوضية الأفريقية جان بينغ ينظمان «اجتماعاً على هامش القمة مخصصاً لبحث الوضع في السودان بصفة عامة وخاصة مسألة جنوب السودان»، حيث سيقرر الاستفتاء مصيره مطلع العام المقبل. وقالت الوكالة طبقا لمصادرها الفرنسية أن فرنسا قدمت لها الدعوة (دول الجوار) إلى هذا الاجتماع الخاص بالسودان بصفتها الدولة المضيفة، وبالتالى يتضح مدى اهتمام السودان بمستوى مشاركته فى هذه القمة رغم ما يعكر صفو علاقات الخرطوم وباريس ولكن حضور السودان برأى كثير من المراقبين فى محفل دولى يناقش همومه ووجوده ضمن الكتلة الافريقية لمناقشة قضايا تهم القارة وعلاقاتها المستقبلية مع فرنسا أهم دول الاتحاد الاوربى. كان أمراً جيداً فى نظر الكثير وخطوة دبلوماسية مهمة ربما فتحت أبواباً جديدة للسودان الذى أنهى للتو انتخابات عامة افرزت حكومة ورئيساً منتخباً أعلن فى خطاب تنصيبه عزمه فتح صفحة جديدة مع الغرب عبر الحوار والاحترام المتبادل. وتبحث قمة أفريقيا - فرنسا التي تستضيفها مدينة (نيس) جنوبيفرنسا يومى غد الاثنين وبعد غد الثلاثاء عدة قضايا ذات إهتمام مشترك بين فرنسا والقارة السمراء وسبل تعزيز التعاون الفرنسي الافريقي وجهود تنمية القارة السمراء وقضايا القرن الافريقي وحوض نهر النيل، وموقع أفريقيا في المنظمات الدولية والحرب على الإرهاب في أفريقيا وموضوع الأمن والسلم والنزاعات الإقليمية وسبل حلها والمخدرات والهجرة فضلا عن الملفات الاقتصادية التي تشغل أفريقيا وسائل التمويل المتجددة التي تحتاج إليها المحاور التي ستدور حولها المناقشات، وتشارك فيها (35) دولة بمستويات تمثيل مختلفة حيث يشارك (38) من الرؤساء ابرزهم الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة والمصري حسني مبارك والموريتاني محمد ولد عبد العزيز والصومالي شيخ شريف أحمد، بينما يمثل ليبيا وزير الخارجية موسى كوسا والمغرب يمثل الملك عنها الأمير مولاي رشيد. ونشرت وسائط اعلام دولية امس جانبا من نص مقررات قمة نيس التي تتشكل من (18) فقرة و(4) صفحات وتشدد الفقرة الثانية على الحاجة «لإصلاح عاجل» لمجلس الأمن الدولي «لمنح مقاعد أعضاء دائمين» لدول أفريقية فيما تدعو الفقرة الثالثة إلى تمثيل أفريقيا في إطار مجموعة العشرين. وجاء في التوصيات التزام فرنسا التي سترأس مجموعة العشرين في الشهور القادمة دعوة رئاسة الاتحاد الأفريقي للمشاركة في قمة العشرين. وتلتزم فرنسا بموجب الفقرة الرابعة على أن تنحصر مهمة قواتها المرابطة في أفريقيا بدعم عمل الدول الأفريقية والاتحاد الأفريقي والمنظمات الإقليمية لتحسين نظام الأمن الجماعي ودعم القوة الاحتياطية الأفريقية لإدارة أزمات القارة. وتلتزم فرنسا بتوفير (300) مليون يورو لأمن أفريقيا وتأهيل (12) ألف جندي من القارة لمهمات حفظ السلام من الآن وحتى عامين. وتنص الفقرة الخامسة من التوصيات على التزام المشاركين بالاهتمام «بشكل أولي» بالتهديدات العابرة للحدود مثل الإرهاب والقرصنة واللصوصية البحرية وتهريب السلاح والجريمة المنظمة والمخدرات والاتجار بالبشر.