في العام الماضي هرب بعض أصحاب المدارس، من ذوي النفوس الضعيفة، برسوم التلاميذ الخاصة بامتحان شهادة الأساس ولم يقوموا بتوريدها للوزارة مما تسبب في حرمان عدد مقدر من التلاميذ من الجلوس للامتحان.. فهل وضعت الوزارة ضوابط لمنع تكرار مثل هذا السيناريو هذا العام؟ وكيف تنظر الوزارة لظاهرة المراجعة مدفوعة الأجر، التي تنشط قُبيل الامتحان من بعض كبار المعلمين وتحظى بإقبال واسع من التلاميذ بمرحلتي الأساس والثانوي؟ وهل أثرت عطلة السبت على الأداء الأكاديمي للطلاب؟ وما هي المعالجات التي وضعتها الوزارة لحل مشكلة تدني مستوى الطلاب في مادة اللغة العربية؟ «الرأي العام» ناقشت هذه القضايا التعليمية العاجلة والمهمة مع المسؤولين بوزارة التربية والتعليم ولاية الخرطوم بداية العرض قبيل امتحان الشهادة السودانية تنشط الإعلانات الشفهية وسط التلاميذ والتلميذات الجالسين للإمتحان، بإقامة المعلم الفلاني، ذائع الصيت، مراجعة لمادة الفيزياء، أو الكيمياء، أو الأحياء، أو الرياضيات، وغيرها من المواد الأساسية للمساقين العلمي والأدبي، فيتدافع مئات الطلاب على المكان المخصص للمراجعة، وغالبا ما يكون احدى المدارس الخاصة، ويقف معاونو المعلم المشهور أمام الباب قبل بدء المراجعة لتحصيل قيمة الحصة، التي تتراوح بين «5-51» جنيهاً حسب أهميتها، فالمواد العلمية أعلى سعراً. وبعد تحصيل «رسم المراجعة» من كل طالب وطالبة، يغلق «شباك التذاكر» وتوصد أبواب المدرسة ويبدأ «العرض» حصة المراجعة لكل المقرر في ظرف ساعة أو ساعتين، يعقبها العرض «الخاص» والمهم الذي ينتظره مئات الطلاب المحتشدين داخل الفصل، أو ساحة المدرسة ألا وهو «الاسبوتنق» الذي «لا يجلي»، حسب مزاعم مرافقي وسدنة الاستاذ!! للأسف هذه الظاهرة تنشط كل عام قبيل امتحان الشهادة السودانية، وتضاربت حولها آراء المعلمين والتلاميذ وأولياء الأمور، فعدد من المعلمين يرون أنها ظاهرة تعليمية خطيرة، تسيىء للمعلم وللعملية التعليمية والتربوية برمتها، لكونها تحول التعليم الى تجارة، والخطورة أنها توهم التلاميذ بأن ما يراجعه الاستاذ في هذه الحصص الجماعية يمثل «اسبوتنق» مضموناً، سيأتي في الامتحان، بل ان البعض يشيع أنه الامتحان القادم نفسه، ولذلك يعتمد كثير من الطلاب على ما يراجعه الاستاذ في هذه الحصص، ويهملون بقية المقرر، وهنا مكمن الخطورة، حيث يرى بعض المعلمين ان حصص المراجعة والاسبوتنق تشتت أذهان التلاميذ. إلا أن هناك قلة من المعلمين وأولياء الأمور يرون عكس ذلك تماماً، فمن وجهة نظرهم ان المراجعة النهائىة ضرورية للتلاميذ وكذلك «الاسبوتنق»، بشرط ان يكون المعلم من ذوي الخبرة والكفاءة في هذه المادة، أو تلك.. ونفس الحال ينسحب على المعسكرات التي درجت بعض المدارس الحكومية والخاصة على إقامتها قبل امتحان الشهادة السودانية، أو شهادة الأساس وبحوالى شهر أو شهرين.. أما التلاميذ والتلميذات فيرون أن المراجعة مفيدة رغم أنها سريعة، خاصة «الاسبوتنق» الذي يضعه الأستاذ، فهو يمثل حلاً خاصة للتلاميذ الذين لم يستذكروا دروسهم جيداً. معسكرات المراجعة ولكن.. كيف تنظر وزارة التربية والتعليم لمهرجانات «الاسبوتنغ» ومعسكرات المراجعة؟ حملنا القضية وواجهنا بها «د. محمد محيي الدين» مدير إدارة التعليم غير الحكومي بوزارة التربية والتعليم ولاية الخرطوم فقال: صدر منشور لكل المدارس بالولاية يمنع منعاً قاطعاً إقامة معسكرات مراجعة لمقررات طلاب الشهادة، بجميع المدارس الخاصة، ذلك أن المدارس التي تقيم مثل هذه المعسكرات بها خلل، ولم تكمل المقررات، وهي بذلك تتسبب في عدم استقرار الطالب نفسياً، وسوف تقوم الوزارة بسحب ترخيص أية مدرسة خاصة تلجأ لمثل هذه المعسكرات، وحرمانها من الامتحان، لذا ينبغي على جميع المدارس بالولاية الالتزام بالضوابط والإجراءات التي تضعها إدارة التعليم الخاص. إختلاس الرسوم ? قضية اخرى حدثت العام الماضي تتمثل في عدم سداد بعض المدارس الخاصة لرسوم امتحان الشهادة، وبالتالي فقد تلاميذها فرصة الجلوس للامتحان.. فهل وضعت الوزارة من الضوابط ما يحول دون تكرار هذه الممارسة من بعض ضعاف النفوس ببعض المدارس.؟ - د. محمد محيي الدين - مدير إدارة التعليم غير الحكومية أوضح ان المدارس التي هربت برسوم التلاميذ الخاصة بامتحان الشهادة العام الماضي، ليست مدارس خاصة، بل مدارس عشوائىة، وبعض مدارس تعليم الكبار وهي بأطراف الولاية، لكنها للأسف تنسب للتعليم الخاص. فالمدارس الخاصة قدمت للامتحان في المواعيد المقررة، وسددت الرسوم، ولا يوجد بها أية إشكالية، وذلك يعود لوجود إشراف مباشر داخل هذه المدارس. من جهته أكد الاستاذ «محمدين عتيق الله» مدير الادارة العامة لتعليم الأساس أن كل مدارس الولاية قامت بسداد الرسوم، سواء في التعليم الحكومي أو غير الحكومي، حيث أن آخر يوم لسداد الرسوم ونشر الكشوفات كان يوم «13» يناير الماضي، مشيراً أن أي طالب سيجد فرصته في الجلوس للامتحان، وضماناً لعدم تكرار إشكالية عدم سداد بعض المدارس الخاصة وتعليم الكبار لرسوم الإمتحان، كما حدث العام الماضي، عملنا كنترولاً وإحصائية للتعليم الحكومي وغير الحكومي، وبدأنا متابعة المدارس، متابعة شخصية وفردية، حتى لا تتكرر مثل هذه الإشكالية. مراكز الامتحان يبلغ عدد مراكز امتحان شهادة الأساس هذا العام بولاية الخرطوم «545» مركزاً، منها «533» للبنين، و«012» للبنات، وهناك «01» مراكز خارج السودان.. هكذا حدثنا الاستاذ «محمد عثمان العبادي» مدير إدارة القياس والتقويم التربوي بوزارة التربية والتعليم ولاية الخرطوم مؤكداً ان الوزارة استعدت لامتحان شهادة الأساس مبكراً، وقامت بطباعة أوراق كافية للإمتحان، مع توزيع نسخ إضافية بكل مركز، مع كتابة تقارير لكل مركز أثناء الامتحان، ويتم إرجاع نسخ الإمتحان الإضافية، وبالتالي يتم معرفة أين ذهبت بقية النسخ، فالاستعدادات اكتملت للامتحان. من جانبه أكد الاستاذ «محمدين عتيق الله» مدير الادارة العامة لمرحلة الأساس، أن الترتيبات الخاصة بامتحانات مرحلة الأساس اكتملت بنسبة «001%» واجرينا الامتحان التجريبي للصف الثامن، حيث وضعت الوزارة أسئلة للمواد الثلاث الأساسية: «العربي، الرياضيات، الإنجليزي» على مستوى الولاية، أما بقية المواد فوضعتها المحليات والآن نحن في انتظار النتيجة والتحليل، إذا كان هناك خلل في بعض المواد، وعلى ضوئها يضع المكتب الفني الخطط والمعالجات، حسب ظروف وبيئة كل محلية من محليات الولاية السبع. وحول المعالجات التي تبثها الوزارة لمعالجة التدني في مستوى اللغة العربية، قال: عقدت «41» ورشة عمل لمعالجة التدني في مستوى اللغة العربية، ولرفع مستوى التلاميذ، والورش عقدت بحضور مديري المدارس، وموجهي اللغة العربية بالمحليات، وسوف تظهر نتيجة المعالجة في الامتحان التجريبي الذي انعقد أخيراً حيث أننا لاحظنا ان بعض المدارس اتجهت نحو الفهم والتطبيق والتركيز، وليس الحفظ. وحول تخوف البعض من تأثير عطلة السبت على أداء التلاميذ، وعدم إكمال المقررات، أكد مدير الإدارة العامة لتعليم الأساس عدم وجود أي أثر أكاديمي للطلاب من عطلة السبت، خاصة بعد قرار زيادة زمن الحصة من «54» دقيقة الى «05» دقيقة. وأكد الاستاذ «سيد هارون» وزير التربية والتعليم بولاية الخرطوم بالإنابة، إجازة مجلس الوزراء لخطة الوزارة للعام الحالي التي من أهم ملامحها الاهتمام بتدريب وتأهيل المعلمين، والتوسع في التعليم الفني والحرفي، الى جانب المضي في خطط التنمية بمشاريع الوزارة كافة للنهوض بالتعليم.