عبارة (الاستثمار فى العنصر البشرى) ظلت مقولة يرددها الكثير من الخبراء فى المنتديات وورش العمل، ولكنها لم تحول الى واقع نتيجة لضعف الاهتمام من قبل الدولة والقطاع الخاص السودانى، وعدم وجود آليات تساعد فى تدريب وتنمية الموارد البشرية مما أدى الى خروج العامل السودانى من سوق العمل والذى اصبحت تسيطر عليه العمالة الاجنبية طوال السنوات الماضية، ولكن بعد قيام وزارة خاصة ل(تنمية الموارد البشرية)،اصبح الحديث عن الاستثمار فى العنصرى البشرى ضرورة من ضرورات المرحلة،ووفقا لاختصاصات الوزارة الجديدة فان النهوض بالكادرالبشرى يأتى فى قمة الاولويات. ويؤكد وزير الدولة بوزارة التنمية البشرية السمانى الوسيلة ان الوزارة تسعى لتأسيس شراكة مع المجتمع لتغيير المفاهيم الخاطئة عن العمل واساليب التخطيط له، والاستفادة من تجارب الدول المتقدمة باعتبارالانسان السودانى احد اهم عناصرجذب الاستثمار،ويمكنه المشاركة فى المشاريع التنموية والاستثمارات الاجنبية على المستوى العالمى والمحلى . ويرى المراقبون ان التنمية البشرية تحتاج الى جهد كبيرمن الجهات المختصة لمواكبة احتياجات المرحلة وزيادة مراكزالتدريب مما يؤدى الى تدريب الكادر البشرى بصورة جيده وقد تصبح تلك التنمية فيما بعد استثمارلوحده يصدر عبره كوادر للعمل بالخارج، واستثماره محليا بالتوظيف فى الشركات الاجنبية،ويؤكد المراقبون ان انشاء وزارة جديدة للتنمية البشرية جاء فى وقته تماما،واكد دكتورعزالدين ابراهيم الخبيرالاقتصادى ووزير الدولة بالمالية الاسبق أن التنمية استثمارفى البشراذا توافرله التعليم والتدريب والثقافة باشكالها المختلفة ورفع القدرات الانتاجية ويرى ان التنمية انسب وسيلة لازالة الفقر ويجب ان تخاطب احتياجات الاقتصاد مؤكدا ان متطلبات المرحلة القادمة تحتاج من الدولة تبني مشروع منح مساعدة مالية لكل فرد بالتعليم من الابتدائي الى الجامعي هذا بالاضافة الى مجانية التعليم،هذه العملية من شأنها خلق الحوافزالقادرة على انتشال الانسان من حالات الفقرالمدقع وهذه الشريحة التي لايستهان بها ،وينبغى ادخال ابنائها في برامج تعليمية ورفع مستواهم بما يؤهلهم لخلق انسان جديد، وأضاف : اذا استطعنا ان نبلغ هذه الحالة في رفع المستوى العلمي الى جانب المستوى الصحي والثقافي للانسان وتزويد الفرد بالسكن الضروري والملائم، عند ذاك سيكون بناء الانسان سليماً ويؤهله لتقديم عطاء ثر في اي نشاط زراعياً كان ام صناعياً وبشكل متكافيء، وهذا يتطلب ايضاً تسخير مواردنا التفطية المتاحة في بناء الانسان والجوانب الاخرى، الزراعية والصناعية. ونوه د. عزالدين لضرورة اشراك القطاعين الخاص و العام فى مشروع التنمية البشرية والاستفادة من تجارب الدول الاخرى كالفلبيين وغيرهم لمعرفه الوسائل التى يخرج عن طريقها كادرشرى مدرب تصبح له لمسة فى زيادة الانتاج مشيرا الى ان مشكلة التنمية فى السودان هوالتركيزعلى تنمية الموارد الطبيعية واهمال الجانب البشرى الذى فطنت له الحكومة أخيراً ولابد من اعادة التدريب سنويا لضمان سوق للتنمية البشرية عالميا مع دعوة الدول لفتح معاهد بالسودان لنقل التجارب. واتفق دكتورمحمد الحسن على مديرعام اكاديمية السودان للعلوم الادارية مع ما ذهب اليه الخبراء من قول باهمية الاستثمار فى العنصر البشرى، ،واوضح محمد الحسن فى حديثه ل(الرأي العام) اهمية وفوائد التنمية البشرية فى الاقتصاد القومى حيث اثبتت نجاحا فى الفتره الماضية من خلال انتشار المراكزالعامله فى جانب تدريب وتأهيل الكادرالبشرى باعتبار الانسان اهم مورد بالبلاد وتنميته تعد اهم مشروع يجب ان توضع له الدراسات لتنفيذه باسرع وقت، بينما دعا دكتور ادريس سالم استاذ علم الاجتماع بجامعة الخرطوم لضرورة تحديد الموارد وطبيعتها للاستفاده منها فى كافة المجالات وتحديد الاهداف خاصة وان تنمية الموارد البشرية تعتبرتحدىاً كبيراً امام الوزارة الجديدة مما يتطلب اعداد البرامج المناسبة للتأهيل حتى ينافس العامل السودانى وسط سوق الاستثمار البشرى العالمى.