اقترحت لأسباب موضوعية تغيير لقب محمد أحمد للمواطن السوداني.. الى لقب «عبدالدافع طوالي».. لأنه منذ أن يترك النوم ويصحو يبدأ في الدفع ويظل يدفع ويدفع حتى لا يبقى معه ما يدفعه فيختار صينية يقف فيها ويفعل أفاعيل يطلقون عليها صفة الجنون..! وأصبحنا نتعقد من كلمة «ادفع» حتى التي تكتب على أبواب البنوك والصيدليات «ادفع» فأتمنى ان تستبدل بالعبارة العامية «لز» أو «ادفر».. ذات صباح نهضت من النوم كي ادفع حق اللبن.. ثم حق العيش.. ثم حق المدارس.. فقررت أن أتوقف عن الدفع.. وجاء متحصل النفايات.. فقلت ها هي الفرصة قد جاءت لن أدفع حق النفايات، فالعربة لا تدخل الى العمارة التي استأجر شقة فيها لأنها «ما في الظلط» ويلزموننا بحمل النفايات الى الشارع بجانب انني لاحظت ان أحد العاملين يأتي كل صباح ويقوم بحرق النفايات مما يلوث البيئة.. اذاً لن أدفع وسيكون برنامجاً حافلاً بالاثارة.. لكن المتحصل كان لطيفاً طويل البال لا أعرف هل استجلبوه من كوكب المريخ أم من أين أتى؟ قلت للمتحصل لن أدفع وسقت مبرراتي.. فقال: من حقك أن تأتي العربة اليكم وتحمل النفايات وسنلزمها بذلك.. أما العامل الذى يقوم بحرق النفايات فهذا لا أدرى الى أية جهة يتبع لكن من هنا ورايح لن يفعل ذلك.. اترك الموضوع علي.. فقلت في مكابرة: لن أدفع.. فقال: ما مشكلة سأتحمل أنا المبلغ وقطع لي الوصل.. قلت له: ولماذا تدفع.. فقال لي برقة انتم نجوم المجتمع ونحن نقدركم.. انت الآن تمر ب «قرفة» وغضبان.. فليس فيها شيء ان دفعت لك.. قلت: وهل ستدفعها كل شهر؟ قال: ما كتيرة عليك يا استاذ.. فأضطررت أن أدفع وأنا ساخط على لطافة المتحصل..! قلت: اذاً.. فسأشبع رغبتي في عدم الدفع.. ولن أدفع أي مليم أحمر حتى لو طلبت «الجماعة» ذاتها «حق الملاح» وهي طبعاً ليست جماعة انما زوجة واحدة فقط.. ولكنها أيضاً خذلتني وجاءت على استحياء هكذا تصورت هي لم تجيء على استحياء بل جاءت بثقة شديدة.. وقالت: شايفاك «حتيتو قرض» مع بتاع النفايات.. فقاطعتها: آي وح احتو قرضين مع أي زول يقول لي أدفع.. فقالت: لا بس دايرة اقول ليك الليلة جابو لي قروش الختة لانو الصرفة بتاعتي.. وكنت دايرة اشتري بيها حاجات للبيت.. هاك ليها..! هذه أول مرة زول يقول لي هاك غير الصراف! فأسقط في يدي ولو كان الرجال يقبلون زوجاتهم لقبلتها امتناناً.. لكني ما زالت رغبتي في عدم الدفع متأججة ولابد من اطفائها.. وجاءت الفرصة في كو.. كو.. الباب دقة.. وجدتهم جماعة بعمم كبيرة يريدون مساعدة لبناء جامع في قرية «كذا» فحاورتهم كثيراً.. حتى اكتشفت انهم مستهبلين ساكت فهربوا هروباً كبيراً..! ظللت في انتظار زبون جديد.. وكو.. كو.. دق الباب.. فاذا به بتاع العدة ماذا تريد؟ قال: انا بتاع العدة.. فقلت له: يعني شنو بتاع العدة؟ فقال: انت بس كلم الحاجة قول ليها بتاع العدة.. فكلمت الحاجة.. فقالت: ما عشان رمضان جاي انا قلت نبدل لينا شوية دلاقين بي عدة تنفعنا.. والدلاقين دي شنو؟ فأحضرت له الدلاقين ضمنها جلابية «سكروتة» رايحة منى ليها زمن فقلت لها: دي جلابية سمحة.. فقال بتاع العدة: يعني دايره تجيب لينا جلابية ما سمحة.. وقالت: سماحة شنو قعدة واحدة وتتكرفس.. خلينا نبدل ياخي.. المهم اضطررت للمتابعة.. فاذا بالدلاقين كمية مهولة مقابل «جكين ونصف دستة كبابي».. فأصررت على انه بدل غير عادل.. فقلت له: لابد ان تجعل «الجككة» اربعة والكبابي دستة حتى يتم البدل.. كما قالت لي هي فرصة.. قلت لها: سأشتري لك من قروش الختة ما تريدين.. لكن لن تتم الصفقة.. ولدهشتي وافق بتاع العدة على ما طلبت واسقط في يدي مرة أخرى فلن «اتفشى» وسأموت كمداً..!!