قبل انطلاق كأس العالم لكرة القدم لعام 2010 في جنوب أفريقيا، ومثله مثل غيره من مئات الآلاف من المشاهدين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ، قرر «محتار» الضغط على احتياجاته الأساسية وسارع إلى شراء بطاقة الجزيرة الرياضية ممنياً نفسه بالتمتع بمشاهدة ابداعات أقوى المنتخبات العالمية التي تطمع في الفوز بكأس العالم لكرة القدم! انطلق المونديال وشرع طاقم الجزيرة الرياضية في نقل أوضح الصور وأنقى الأصوات من داخل الملاعب الجنوب أفريقية الرائعة والمدرجات المكتظة بالجماهير القادمة من كل القارات، وراحت الجزيرة الرياضية توزع البهجة الرياضية على مشتركيها بل راحت تبثّ بعض المباريات مجاناً لكافة المشاهدين من غير المشتركين في سابقة رياضية لم تحدث مطلقاً من قبل! فجأة وبينما انهمك أفضل لاعبي العالم في صنع المتعة الكروية وانهمكت أفضل المحطات العالمية في نقلها ، انهمك مشوش مجهول في إفساد نقلها عبر التشويش المتعمد ، وراح يمارس هواية التلاعب بأعصاب المشاهدين ويتفنن في تعكير أمزجتهم عبر تقطيع الصور المنقولة أو ترقيصها أو تثبيتها في اللحظات الحاسمة أو قطعها نهائياً حسبما يوحي به شيطانه المريد! احتار «محتار» في فهم دوافع المشوش المجهول، هل هي الغيرة الفنية؟! هل هي رغبة مرضية في إفساد عمل جماعي ممتاز؟! أم هي مجرد دعابة ثقيلة تستهدف أمزجة محبي المتعة الكروية؟! بعد فواصل سخيفة من مسلسل حرق الأعصاب ، شعر «محتار» بارتياح بالغ حينما تم الحد من التشويش إلى أبعد الحدود بفضل المعالجات الفنية التي قدمتها الجزيرة الرياضية متمثلة في تنويع الأقمار الصناعية والترددات الأفقية والرأسية ، تمنى «محتار» أن يتم ضبط ذلك المشوش المجهول ومحاكمته لا بسبب المساس بسمعة الجزيرة الرياضية فحسب بل لارتكابه جريمة حرب رياضية في حق جميع المشاهدين فلا مجال للتعاطف مع الذي يكره صانع المتعة الرياضية وناقلها والمنقولة إليه، ثم راح «محتار» يحلم بسطوع القمر الصناعي القطري «أسهيل» الذي سوف يضع حداً نهائياً لأي تشويش مستقبلي قد يصدر من ذلك المشوش الخفي المستلقي في أحضان الحسد والذي لم يبلغ سن الرشد الأخلاقي ، فقد أزعج مسلكه الجميع واحتجت الفيفا على قرصنته وبدا للعالم وكأنه قد حاول تغطية عجزه الرياضي وعدم ظهوره في دائرة الضوء المونديالي عبر ممارسة التشويش المتعمد على نجاحات الآخرين وعلى أمزجة المشاهدين وكأن لسان حاله يقول وهو قابع في كهفه الخفي: أنا أشوش إذن أنا موجود! المحامي - الدوحة - قطر