يعتبر التخزين احد مراحل ما بعد الحصاد، وهو عملية متكاملة مع المناولة والتوزيع للحاصلات الزراعية من مناطق الانتاج الى المستهلك، والتخزين قد يكون بغرض الاكتفاء الذاتي وهذا يسمى بالتخزين الحقلي، وآخر تجاري، وقد يتعدى ذلك الى الاستراتيجي من أجل الأمن الغذائي وحفظ التوازن لحركة السوق والأسعار، وتشمل عملية التخزين الوقاية والعلاج، وعرف الانسان هذا النمط منذ عهود قديمة، وانتشرت بالسودان وسائله التقليدية كالقوقو، والقيساب والشون والمساطب والمطامير والمخازن التقليدية، ودخلت الصوامع في العام 1963م منها صومعة البنك الزراعي القضارف (100) ألف طن. وأخرى ببورتسودان (50) ألف طن ربك الحديثة (100) ألف طن، والدبيبات (5) آلاف طن، اضافة الى الصوامع التجارية للبنك الفرنسي بالقضارف، وغلال الباقير والبلاستيكية ببورتسودان، وسيقا وويتا وسين، حيث يمثل التخزين التقليدي (22.3%) من اجمالي التخزين بالبلاد، وتواجهه اشكالات جمة، وفاقداً كبيراً في المخزون يصل (25%)، مما يجعل معظم المزارعين يدفعون بانتاجهم مرة واحدة للتجار، الذين لا ينتظرون كثيراً، وتظهر هذه المشاكل في أسواق وبورصة المحاصيل بالبلاد، بجانب ان هنالك محاصيل لا تعرف طريق التخزين ويصعب التعامل معها. وفي ذات السياق يقول ابراهيم حميدة من سوق الأبيض إن معظم المحاصيل لا تحتمل التخزين ولاتوجد أساليب حديثة لتخزينها، لذلك تصاب ببعض الآفات، حيث يصاب الكركدي بالسوسة، والصمغ العربي بتغير لونه ويصبح «أغبش» والسمسم يتغير طعمه ويصبح حامضاً، وتعتريه بعض الخيوط التي تشبه خيوط العنكبوت، وغيرها من الاصابات التي تجعل أسعار البضائع المخزنة أقل بكثير من أسعارها الحقيقية. من جانبه يوضح خبير التخزين بالبنك الزراعي محمد فضل مصطفى ان الصمغ العربي يتم استلامه وتخزينه بصورة سيئة جداً بالسودان، وقال فضل ل (الرأي العام) من المفترض ان تهيأ له ظروف بيئية داخل المخزن، وذلك بابعاده وحمايته عن الأتربة، بجانب عدم تعرضه لدرجات حرارة عالية، مع الاحتفاظ بنسبة معقولة من الرطوبة حتى لا ينكسر. واضاف فضل: أما السمسم فتصيبه آفة حشرة «الكعوك» التي تمتص الزيت وتخلف مرارة وحموضة بما يتبقى من السمسم، بجانب اصابته بخيوط شبيهة بخيوط العنكبوت.