طالب رمضان العمامرة مفوض الاتحاد الأفريقي للأمن والسلم، بانتهاج إستراتيجية واضحة فيما يتعلق بترتيبات استفتاء الجنوب وترتيبات ما بعده، وتحديد الأولويات والأعمال التي يجب تنفيذها لدفع العملية السياسية على ضوء التفويض الممنوح لبعثتي (يونميد) و(يونميس)، وتحليل التوجهات الإقليمية وفتح قنوات الحوار مع دول الإقليم ومنظوماتها. ونادى العمامرة في مستهل المنتدى التشاوري الدولي الأول حول قضايا السودان أمس، بمساعدة الشريكين في تحديد الرؤى الإستراتيجية وترقية التوافق بينهما، بجانب تعزيز العلائق بين الشمال والجنوب بغض النظر عن نتائج الاستفتاء. وفي السياق، جَدّد المؤتمر الوطني، إلتزامه بقيام استفتاء الجنوب في موعده شريطة أن يكون حراً ونزيهاً يُعبِّر عن تطلعات أهل الجنوب، وناشد كمال حسن علي وزير الدولة بالخارجية ممثل الوطني في المنتدى، المجتمع الدولي بالعمل على تنمية الإقليم عوضاً عن الاكتفاء بتقديم الإغاثات، فضلاً عن ممارسة مزيد من الضغوط على الحركات المسلحة للتوجه ناحية منبر الدوحة ووضع سقف زمني للحل. من جانبه رفض لوكا بيونق وزير رئاسة مجلس الوزراء، ممثل الحركة الشعبية، الربط بين قيام الاستفتاء والفراغ من عملية ترسيم الحدود، وقال إن الترسيم ليس شرطاً لقيام الاستفتاء، ودعا المجتمع الدولي للإسهام في تسوية مسائل الحدود بين الشريكين على الرغم من تأكيده أنّ مسؤولية ترسيم الحدود تقع على عاتق الشريكين، وتقديم حزم الدعم لحكومة الجنوب، ومساعدة مفوضية الاستفتاء مالياً وفنياً، وحذّر بيونق من التلكؤ في إنفاذ مقررات نيفاشا بشأن موعد الاستفتاء، والتراخي في إنْزال مخرجات محكمة التحكيم الدولية حول حدود أبيي باعتبارها مسائل قد تؤدي لعواقب وخيمة وتقود لحرب أهلية ثانية. وقطع المنتدى التشاوري، بضرورة الخروج باستفتاء نزيه يرضي الأطراف كافة والأسرة الدولية. وأوصى البيان الختامي للمنتدى أمس، بتكريس الجهود للوصول إلى حل سياسي ينهي مُعاناة أهل دارفور والعبور باتفاق السلام الشامل لبر الأمان، ونادى البيان، بشمولية حل أزمة دارفور من خلال استكمال عملية الأمن والمصالحات القبلية وتعزيز الجوانب الإنسانية والاجتماعية.ووصف البيان، الأوضاع الإنسانية في دارفور بالمتدهورة، وطالب الحكومة بفعل ما تراه مناسباً من أجل تحسين ذلك، وأكد أن الملتقى يجئ من أجل تعزيز ودفع العمل الدولي والخروج بأزمات السودان لبر الأمان. وقال ثامبو إمبيكي رئيس لجنة حكماء أفريقيا في مؤتمر صحفي ببرج الفاتح مساء أمس، إنّ المؤتمرين ناقشوا قضية أبيي بعمق، خاصةً وانّ الاتفاق حول أبيي يمثل الرابط بين الشمال والجنوب، وبَيّنَ أن المشاركين كانوا على دارية بقضايا السودان الأمر الذي من شأنه أن يضع الأمور في نصابها، وأضاف إمبيكي، أن المؤتمر أوصى بضرورة التدخل الجماعي في أزمات السودان والتنسيق من أجل تضافر الجهود وليس بشكل فردي، واضاف ان الملتقي شدد على ضرورة ايفاء المانحين بالتزاماتهم تجاه اتفاقية السلام، وبَيّنَ أن جهود المؤتمر وجدت ترحيباً كبيراً من الشريكين، وأكد إمبيكي أنّ دور الأممالمتحدة حول أبيي سيقتصر على تقديم الدعم الفني واللوجستي بالتنسيق مع مفوضية الاستفتاء، وانها ستقوم بالدور اللازم لإنجاح الاستفتاء وفقاً للتفويض الممنوح لها من مجلس الأمن. وقال إمبيكي إن الوضع الأمني في الجنوب «هش»، الامر الذي يتطلب من الأممالمتحدة وحكومة الجنوب بذل قصارى جهدهمها في المرحلة المقبلة. وفي السياق، طالب الرئيس البوروندي السابق، بعثة الأممالمتحدة في الجنوب بزيادة عدد قواتها في فترة الاستفتاء، وقال إن المنتدى طالب حكومة الجنوب أن تأخذ في الاعتبار المسائل الأمنية، وانه لا يمكن نجاح الاستفتاء في ظل غياب الأمن، ونَفَى أي إتجاه لدى الشريكين بنية تأجيل الاستفتاء، وبَيّنَ أنّ لدى الطرفين رغبة كبيرة في إقامته بالموعد المضروب وفق مصداقية يرتضيها الجميع. من جهته، رحّب آلان لو روي ممثل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام، بتكوين مفوضية استفتاء الجنوب ونادى بالإسراع في تكوين مفوضية استفتاء أبيي، وقال إن جملة من التحديات السياسية والاقتصادية تواجه المفوضية وتتعلق بضيق الوقت وترسيم الحدود، وأعلن ممثل مون عن استعداد الأممالمتحدة لتقديم حزم الدعم التقني والفني للمفوضيتين، وتَعَهّد بمساعدة الأجهزة الأمنية في عمليات حفظ الأمن إبان فترة الاستفتاء.وكانت انطلقت صبيحة أمس أعمال المنتدى التشاوري الدولي الأول حول قضايا السودان ببرج الفاتح بالخرطوم وسط حضور دولي كبير، وبحسب البيان الافتتاحي، فإن المنتدى يهدف لمد يد المساعدة الدولية للسودان كيما يعبر أزماته كافة وصولاً لمراحل الاستقرار والسلام والتحول الديمقراطي. وشارك في أعمال المنتدى ثامبو امبيكي رئيس مجموعة الاتحاد الأفريقي المكلف بملف السودان، إبراهيم قمباري المبعوث الخاص للأمم المتحدة والاتحاد الافريقي، هايلي منكريوس مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، رئيس بعثة الأممالمتحدة في السودان، والجنرال سكوت غرايشون مبعوث الإدارة الأمريكية للسودان، بجانب ممثلين عن الإيقاد، دول الجوار، الدول العربية، دول الساحل والصحراء، الاتحاد الأوروبي وحكومات كل من قطر والنرويج، السفراء، قادة العمل الدولي، وممثلون لطرفي الحكم.