الإثنين الماضي كان الأستاذ علي عثمان محمد طه نائب رئيس الجمهورية في الشمالية في قريته الكرفاب و بعدها بيومين كان في أويل في جنوب السودان. في الكرفاب كان لقاء الطرق و الجسور و في أويل كان لقاء السكة الحديد في الشمالية بناء التنمية وفي أويل بناء وحدة السودان تمددت الطرق و الكهرباء في الشمالية و كانت الشمالية قبلا كما مهملا كانت مهمشة و لكنها لا تشكو التهميش الشمالية كانت دوما تمد السودان بالكثير الفرد المتعلم و ما يخرج من الأرض مما يطعم أهل السودان الشمالية أكثر ربوع السودان ظلما و أكثرها تهميشا و أقلها شكوى لا تحمل السلاح و فيها القادرون المتعلمون الصامدون الطرق التي تعبد في الشمالية و الكهرباء التي تولد فيها هي التي تمد السودان بما يملأ موائد أهل السودان يخرج منها القمح و الفول و البصل عماد المائدة السودانية منها. وأيما منطقة في السودان مهمشة و عصية على الوصول إليها و العيش فيها كان فيها و بين بنيها و أهلها أهل الشمالية الطبيب في منطقة الشدة و المعلم في المدرسة النائية و الممرض في أقصي القرى و ركبان البواخر بين كوستي و جوبا. هكذا الشمالية لا تئن و لا تمن و لا تشكو بل تعطي و تقدم بنيها قدوة و فداء تفتخر الكرفاب بابنها ما قدم للسودان و ليس ما قدم لها و ترجوه أن يسعى بعيدا عنها و هي (( المهمشة )) هنالك في الجنوب ليواصل العطاء للسودان و ليس لها. كانت الزيارة إلى الكرفاب ذات معني و مضمون نائب الرئيس يدعو الضيوف و الزوار إلى بيته هناك. والفخر و الإعتزاز و الضيافة ليس بما نالت المنطقة من مشاريع. شجرة علي ضفاف النيل قدمها الجد للأب و نالها الابن من الأب ليس لدنيا أصابها و لا لشهادة عليا تفرحه نالها (( و قد نالها )) بل بما حقق من صلة وضع بذرتها الجد و صانها الأب و ورثها الحفيد من طه إلى محمد و منه إلى عثمان لينالها علي و ليكون عليها حفيظاً وبحقها قائما. إنها الشجرة بها تتحقق قيمة الإنسان في الشمالية و لا قيمة للإنسان إلا أن يكون حافظا و حفيظا على القرآن لتكون الهدية شجرة يتوارثها من يقوم على القرآن. و من تثبت أرجله في الأرض إلى شجرة يسقيها القرآن هو من يحفظ أرض السودان و يسعى في وحدتها منها يملأ النفس و يمتلئ بالزاد الذي يقوى به على وحدة السودان. و إلي أويل قطارها رمز الوحدة الصامدة التي تجمع لحمة البلاد. أيام المعاني كانت في الأسبوع الذي مضى. ثمن الطريق الممهد عمل مضن لأجل السودان و تنمية السودان. ثمن الكهرباء أن يعود الشمال مائدة لأهل السودان. ابن المنطقة لا يقدم الوعود لأهل المنطقة بل يطلب منهم الوعد أن يبقوا على الأرض أمناء زرعها منهم وما تفئ به لكل السودان ليكون ذلك دعمه في جهده و جهد كل \اهل السودان لوحدة السودان.