الشوق يسابق الرؤية لخطوط ترسم دهشة الوداع لمدينة الأبيض وأنت فى طريقك وسط سهول شمال كردفان. الخضراء ترافقك طوال الرحلة وهى تزين جنبات الطريق مد البصر لتزيل عنك رهق الرحلة . وأنت فى تلك المسيرة لابد أن تتوقف عند محطة (الخوي) لتناول شاى او قهوة من ايادى خبيرة تعينك على مزاج الطريق. الحاجة ام جمعة الطاهر حمدين توقفنا عندها فجراً لنرتشف شاى اللبن الصباحى الذى اعانتنا عليه ببعض البسكويت، وقبل ذلك كان الترحيب بنا فى بشاشة هى سمة أهل كردفان . تحدثنا عن نقاء مياه آبار ودونكى الخوى النقية. قبل ذلك قالت لنا ان عملها يتطلب الحضور باكراً لتجهز شاى اللبن الصباحى والقهوة لاصحاب الشاحنات والعربات التى تأخذ لها سنده عند طريق (الخوى) بولاية شمال كردفان قبل مواصلة الرحلة، مضيفة انها تظبط القهوة حسب مزاج الكيف بالفنجان او الكباية وبجانب ذلك أيضا تعمل الشاى الأخضر والشيريا (الكركدى) . حركة المكان تضج بالعربات المختلفة، أم جمعة عرفت وقالت : هذه محطة أساسية لعربات (الاتوس) وهى مواصلات تأخذك فى طريقها الى داخل (الخوى) بمسافة تقدر بكيلو متر واحد . بجانب ان المكان يمثل حركة سوق او سندة خفيفة للشاحنات قبل ان تواصل طريقها الى مدن كردفان الأخرى. حدثتنا ام جمعة عن الخوى وقالت هى بلد زراعة وغنية بالتراث وأنا أعمل بالزراعة وفى فترة بوار الأرض اشتغل بالشاى . وأردفت: بجانب ذلك الخوى مشهورة بالمناحل و بتصدير ملكات النحل وهى مناطق حمر كما بها عدد من المواشى والضأن تعرف ب (الضان الحمرى) .ومحجر صحى .. ونحن نهم بمواصلة الرحلة أكرمتنا ام جمعة بماء بارد أزال منا عنا السفر الطويل.