يؤمن الأغلبية من الرجال بأن الزواج من المرأة المثقفة يعني حياة غير مستقرة يسودها النقاش والنقد المستمر.. وذلك لأن المرأة المثقفة في ذهنهم ستكون مستقلة بشخصيتها القوية وتتخذ قرارها، ومعتزة بنفسها.. كما إنها تكون نداً قوياً لزوجها مما يشعره بالضعف والدونية وعدم القوامة عليها.. وهؤلاء يعتقدون أن الزواج من غير المثقفة قد ينجح بنسبة «001%» النسبة التي قد لا يحققها زواج شخصين مثقفين وهذا الصنف من الرجال الذي يفضل الزواج من المرأة العادية لا يريد أن تكون في «بيته بعض «الانفتاحات» والتطلعات والتعامل بالمنطق والحوار.. فإنه يفضلها «وديعة» لا يسمع منها غير مقولة «السمع والطاعة» في كل شيء حتى في التصرفات الخاطئة.. ولكن على العكس تماماً هناك رجل يرنو إلى المثقفة الواعية ولا يتزوج حتى يجدها لتكون رفيقته وربة بيته.. * فهل المثقفة والواعية غير مقبولة عند الرجل؟؟ يشعر بأنها مهدد خطر لرجولته؟؟ للإجابة على هذه الاسئلة إستطلعنا عدداً من الشباب غير المتزوجين فكانت إجاباتهم في السطور التالية!!!! «جار النبي عمر» خريج إعلام من جامعة الخرطوم» يرى أن المرأة المثقفة والمتفهمة والتي تناقش الامور بواقعية ووعي هي التي يريدها الكثير من الرجال لأنه سيكون هناك تقارب في الآراء وتنعدم الفوارق بينهما، والطرفان يكملان بعضهما إن كان هناك قصور في أحدهما، أما الذين يريدون غير المثقفة فعليهم بمراجعة دواخلهم فهم يسيطرون على انفسهم بحب التملك وفرض أنفسهم على الزوجة فهي إنسانة ولها دور في الحياة وقال في اعتقادي يجب أن يخشى الرجل المرأة غير المتعلمة لأنها قد تدخل زوجها في مشاكل لا قبل له بها سواء مع أهله أو اصدقائه، وزاد أن الخوف من المثقفة شيء غير منطقي.. أما الطالبة.. لواحظ محمد احمد» إدارة اعمال فتقول الرجل الذي يهرب من المثقفة ويتمني «الجاهلة» وعديمة الثقافة فهو في رأيي رجل غير قادر على التغيير، وصاحب فكر ضعيف وقالت: إن لم أجد الرجل الذي يعطيني مساحة من الحرية ويترك لي فرصة الإختيار فهناك من ينظر إلى الواعية التي تطالب بحقوقها وتتمرد على أشيائه.. بينما ترى «هاجر إسماعيل» طالبة محاسبة: قليل من الشباب السوداني يفضل غير المثقفة لشيء في نفسه وربما تربيته كانت على إنه دائماً كلمته هي المسموعة وإذا تزوج بمثقفة لن تكون راضخة لكل ما يقوله فيفضل «العادية» التي ترضي غروره.. أما «معتصم محمد» فيرى أن الطرفين لابد أن يكونا في مستوى واحد حتى يتم التفاهم والاستقرار وقال المرأة المثقفة مطلوبة خصوصاً من الجيل الحالي.. أما الذي لا يريد المثقفة فان فيه «علة» يجب أن يبحث عنها ويعالجها.. بينما «أحمد السر» تاجر قال: إذا ربنا سهل وقررت الزواج لا أقرب المرأة التي تبادلني كلمة بكلمة وتفرض رأيها والتي تتحدث عن الحرية والديمقراطية والمنطق ومثل هذه تبقى لي (في حلقي) سأذهب وأتزوج من المرأة العادية والتي أحركها بمزاجي ب (الريموت كنترول) وقال أنا أكره التي تشاهد التلفزيون وتطالع الصحف والمجلات لأن هذه الأشياء ستفتح ذهنها وتجعلها متمردة على زوجها وبيتها.. ويرى «بدر الدين أحمد» أن المرأة المثقفة لها صفات جميلة ورائعة تظهر في شكلها وسلوكها وحديثها وتعاملها مع الآخرين، فهي لا تتعب زوجها مثل غير المثقفة بل تريحه ويفتخر بها في كل مكان.. *د. محمد عبد العزيز استاذ علم الاجتماع في عدد من الجامعات يرى أن البيئة التي يعيش فيها الرجل هي التي تسيطر على سلوكه واحلامه وطموحاته فالمجتمع ينظر إلى الرجل بأنه سيد على المرأة وصاحب كل القرارات التي تتخذ في البيت دون النظر الى آراء المرأة.. واشار إلى أن في مجتمعنا السوداني لكي يكون الرجل ناجحاً لابد أن يكون فوق مكانة المرأة لا تعلو عليه في ابسط الاشياء وهذا ما يجعله غير راغب في الزواج من المثقفة والواعية والتي قد تلغي كل هذه الثوابت التي حددها المجتمع للرجل من غير وجه حق.. وقال الرجل السوداني كما هو معروف نتاج مجموعة من المكونات المغلوطة التي إنعكست سلباً على شخصيته وجعلته أشبه بالمريض النفسي الذي يعيش حالة من الإنفصام وإزدواجية الشخصية.. وقال هناك بعض الرجال تمردوا على تربيتهم وصاروا عكس الآخرين يفضلون المثقفة التي تحتج وتعارض وتطالب بحقوقها وهذا هو الصحيح حسب اعتقادي.