قديما كان يقال: (لو لا إختلاف الأذواق لبارت السلع) والذوق حاسة غير مرئية تتداخل فيها المشاعر والأدمغة والمزاج.. وتختلف في الملبس والمأكل وفي النظر إلى الجمال وفي الكثير من أمور الحياة، لكن عنصرها المشترك هو الإنسان. * بعيداً عن التفسير العلمي.. ربما يكون السؤال هل توحدت الأذواق بعد تطور العصر وبلوغ القمة في التكنولوجيا؟.. الغالبية تفضل موديلاً معنياً من السيارات والألوان.. والغذاء.. وماركات الموبايلات.. والموضة في الملبس، حتى التدخين الذي يتسبب في قتل النفس نجد الغالبية فيه تتجه إلى نوع معين منه. والجمال إنتهى ذلك الإعجاب ذوقاً في الطول والعرض إلى الرشاقة والوجه الحسن، عصر تشابكت فيه الخطوط وتقارب فيه الإختلاف الذي ربما يبلغ التطابق.. وكل شعب بما هو فيه معجب ، لكن الأذواق غير مرئية وإنما المرئي منها تلك الرغبة الباحثة عن إرضاء النفس.. فهل توحدت الأذواق؟ .. ذلك ما ذهبنا للبحث عنه. تقول رماز علي آدم «جامعة النيلين».. لا أعرف هذه الوحدة، أما عن نفسي فأعتمد على ذوقي الشخصي.. الألوان الجاذبة.. وتضيف: الذوق أكيد يعتمد على الجيب.. بعد الإحساس مباشرة.. وتتفق معها يسرية محمد يوسف تدرس إقتصاد.. وتضيف: الموضة أكيد لا توحد الأذواق لأنها تزول بسرعة.. يسرية تفضل اللون الأبيض والسيارات الحديثة. * جدي عثمان محمد خير (هندسة .. جامعة السودان) أكدت على إختلاف الأذواق.. وترى أنها لا يمكن أن تتفق.. يسرية لا تفضل إقتناء الاشياء المنتشرة لأنها تبحث لنفسها عن التميز على الآخرين.. وإن كانت تتفق مع الناس في أن الجمال هو جمال الأخلاق.. وتتحدث مني عبد الرحمن - قانون جامعة النيلين - بالقول: ليس معنى أن يتفق الناس على أشياء بعينها.. أن نقول: قد توحد الذوق.. أنا مع (لولا إختلاف الأذواق لبارت السلع). *سوندا فكتور تدرس علوم سياسية قالت: أصبح الذوق واحدا عند الكل.. لأن المال هو الذي يتحكم في حياة هذا العصر. ويعتقد الباقر عبد الله دراسات مالية وأسرية أنه لا يوجد تطابق في الأذواق وانما هنالك تقليد أعمى. *محمد إبراهيم (تاجر): قال: البعض ليس له ذوق وإنما يلبس ويشتري الأشياء حسب ما يسمع عند الناس.. ولكنه يتفق أن الجيب مهم بنسبة «05%».. وأضاف: هنالك إتفاق في الذوق حول بعض الأشياء منها الألوان وموضة الألبسة.. إبراهيم أشار إلى أن الوجه يعبر أحياناً كثيرة عن ذوق صاحبه. الاستاذة نهلة أحمد باحثة إجتماعية أشارت الى أن تقارب الأذواق أصبح سمة مميزة وشيئاً لا يمكن أن تغفل العين ملاحظته وأرجعته الى عدة أسباب منها أن الشابات أصبحن يمضين في متابعة ما تعرضه القنوات الفضائية من أزياء وموضات دون البحث عن التميز والتفرد لذلك تكاد تحس بذات اللمسات في الشكل والهيئة للشارع العام مع إدخال تغييرات ليست بحثاً عن التميز وإنما ليكون مقبولاً ولا يخدش الحياء، وأضافت: إن الوضع المادي للأسر أصبح يتحكم بشكل أو بآخر على الذوق بعيداً عن قاعدة (لولا إختلاف الآراء والاذواق لبارت السلع) حيث أصبحت محلات (سبعة ونص) تقدم ذات الملابس التي تقدمها المحال الراقية لكن بخامات أقمشة رخيصة فتلجأ معظم الفتيات لإقتنائها لضيق ذات اليد.