وصل الرئيس عمر البشير أمس، للعاصمة التشادية انجمينا، للمشاركة في قمة تجمع دول الساحل والصحراء التي تبدأ أعمالها اليوم. واستقبله نظيره ادريس ديبي، ومضي موكب الرئيسين إلى خارج المطار وسط استقبال جماهيري ردد خلاله التشاديون الأهازيج والأغاني الحماسية التي تُمجِّد العلاقات الثنائية بين الخرطوم وانجمينا وتشيد بشجاعة الرئيس البشير. وأكد البشير أن زياته لانجمينا بهدف (طي الصفحة بعد الخلافات) التي اندلعت مع تشاد. وقال: (وجودي في انجمينا يؤكد تصميمنا على طي الصفحة بعد الخلافات بين بلدينا)، وأضاف: (نحن في مرحلة جديدة من تاريخ بلدينا، لمصلحة شعبينا). من جانبه قال إدريس ديبي، إن زيارة البشير ومشاركته في قمة دول تجمع الساحل والصحراء (س ص) أمر مهم جداً ويشير إلى أن السودان وتشاد قد طويا الصفحة الماضية ويسيران الآن نحو التعاون والإخاء بين البلدين. وقال في تصريحات صحفية عقب جلسة مُباحثات مُغلقة مع البشير: نعتقد أننا سيطرنا على المسببات التي كَانت وراء ذلك الوضع، وأكّد أنّ الحدود الآن مؤمنة، وان المواطنين السودانيين والتشاديين يتحرّكون بيسرٍ وسهولةٍ بين البلدين، وقال ديبي، إنّ صفحة الأيام السوداء قد أصبحت الآن خلفنا وانفتح أمامنا طريق التعاون. وفي السياق طمأن موسى فكي وزير خارجية تشاد، القيادة السودانية على ان بلاده لن تتخذ أي موقف داعم للمحكمة الجنائية بعد تحسن العلاقات مع الخرطوم. وقال موسى إنّ انجمينا ملتزمة ب (موقف الاتحاد الافريقي) الذي قَرّرَ عدم التعاون مع اوكامبو. وزاد: (البشير عليه أن يطمئن من ناحية تشاد). وأكد بحسب «بي. بي. سي» أمس، أنّ الأولوية لإرساء السلام والاستقرار في السودان خصوصاً بالنسبة لبلد مثل تشاد، وأضاف أن موقف الاتحاد الأفريقي هو الأكثر واقعية. من ناحيته قال أحمد محمد باشر وزير الداخلية والأمن التشادي «لرويترز»: لسنا ملزمين بتوقيف البشير، وإنه جاء لحضور (اجتماع قمة دول الساحل والصحراء) وسيعود الى بلده سالماً. وفي الخرطوم أكّدَ المؤتمر الوطني، عدم وجود أيِّ تخوف من مُشاركة البشير في قمة دول الساحل والصحراء على خلفية توقيع تشاد لميثاق روما. وقال د. قطبي المهدي أمين أمانة المنظمات بالحزب للصحفيين أمس، إنّ توقيع تشاد على ميثاق روما ليس قضية، وأشار إلى أنّ هنالك دولاً كثيرة موقعة، وأضاف: نحن أنفسنا في البداية كنا موقعين ولكننا لم نشهد على الاتفاقية فيما بعد، وزاد: إن الزيارة تَأتي لتأكيد متانة العلاقات الثنائية بين البلدين والتنسيق المشترك حول قضايا الأمن الإقليمي، وعَبّرَ د. قطبي عن أمله في أن تصب الزيارة في تصحيح الاستقرار الأمني في أفريقيا. واقام الرئيس البشير بمنزل الرئيس التشادي بانجمينا تعبيراً عن قوة العلاقة بين الزعيمين.