اختلفت الآراء بين الخبراء بشأن استفادة السودان من علاقاته الثنائية التجارية مع كثير من الدول. وفي وقت أكدت فيه وزارة التجارة الخارجية وجود بعض الايجابيات أو الفائدة من العلاقات الثنائية مع بعض الدول لكنها ليست بالصورة المطلوبة، أقرت غيرها بضعف العلاقات التجارية وعدم تحقيق اية فائدة منها بل العكس يميل الميزان التجاري لغير صالح السودان. وقال د. عيسى شاطر - نائب مدير إدارة العلاقات الثنائية بوزارة التجارة الخارجية - إن الغالب في علاقاتنا الثنائية التجارية سالبة لوجود بعض المعوقات التي تهدد سير التبادل التجاري وعدم اعطاء الاولوية المطلوبة لزيادة هذا التبادل. وأوضح عيسى ان هناك عدة طرق يمكنها ان تسهم في ايجاد حلول لهذه المشكلات منها أهمية ايجاد وتطوير آليات للتجارة الخارجية سواء أكانت ثنائية أو متعددة الاطراف أو في اللجان الوزارية المشتركة بالاضافة لأهمية ومشاركة الجهات المعنية فقط بالتجارة في المعارض أو المؤتمرات أو أي تمثيل خارجي. وأوضح د. عيسى ان السودان يستفيد من علاقاته التجارية الثنائية مع عدد من الدول الاسيوية مثل الصين والهند وماليزيا.. الخ. إلاّ أن مصادر ذات صلة بالتجارة كشفت عن ميل الميزان التجاري لصالح السودان في اطار تعامله الثنائي مع دول اوروبا وبعض الدول الأفريقية خاصة دول الكوميسا وبعض الدول العربية ودول شرق آسيا والتي تزيد فيها نسبة العائد من التبادل التجاري مع هذه الدول لأكثر من (75%) في العام الماضي 2009م. وأكدت المصادر ل (الرأي العام) ان تجارة السودان الثنائية مع كثيراً من الدول تتوقف على المصالح السياسية اولاً. وأقر قنديل ابراهيم - أمين أمانة الاتفاقيات الدولية باتحاد عام أصحاب العمل بأن السودان لم يستفد الفائدة المطلوبة من علاقاته الثنائية التجارية مع الكثير من الدول. وقال قنديل ل (الرأي العام) إن استفادة السودان من علاقاته الثنائية التجارية وتحقيق الفائدة منها يتطلب وضع خطة متكاملة لتأهيل بيئة الصادرات واتاحة الفرصة للمنافسة مع الدول الخارجية. وأضاف: ان عدم استفادتنا من علاقاتنا الثنائية يرجع لعدم قدرة منافسة سلعنا في الأسواق الخارجية. وتفيد متابعات (الرأي العام) بأن علاقات السودان مع بعض الدول التي نتعامل معها وفقاً لبروتوكولات ثنائية مثل مصر يميل الميزان التجاري لصالح السودان واستفادتنا في تصدير السلع والمنتجات الزراعية والصناعية لها. وتؤكد المتابعات ان صادرات السودان غير البترولية الثنائية مع الدول الآسيوية للعام الماضي 2009م، تزيد عن ال (600) مليون دولار وان «الصادرات تمثل (10%) من الميزان التجاري بالاضافة لاستفادة السودان من علاقاته مع دول الكوميسا وارتفاع عائد صادراته للعام الماضي 2009م إلى (89.8) مليون دولار تقريباً. في ذات السياق دعا د. عادل عبد العزيز - الخبير الاقتصادي إلى ضرورة الاهتمام بتفعيل قاعدة الصادرات السودانية بالتركيز على الزراعة والاتجاه لتحسين مدخلات الانتاج بغرض الوصول للاستفادة المطلوبة من علاقاته التجارية خاصة الثنائية التجارية. وأوضح عادل ل (الرأي العام) أن هناك معوقات كثيرة تحول دون الاستفادة من علاقاتنا التجارية الثنائية في الوقت الحالي.