يحتفظ حي عووضة بودمدني حاضرة ولاية الجزيرة، بنماذج نادرة للتعايش والإخاء بين أسر شمالية وجنوبية قصدت المنطقة لأكثر من ثلاثين عاماً، وأبدى جورج طفل جنوبي ترعرع بالمنطقة، حبه لترابها وأنه لن يتركها ولو تحقق الانفصال. وعكس موقع ( الشروق) لمحات من حياة مواطني عووضة، حيث يعتبر التواصل والتقارب سمة رئيسة بين الشماليين والجنوبيين هناك من خلال جلسات الأنس و»لمات» القهوة والزيارات المتبادلة. وتحتضن مدرسة عووضة التي تتوسط الحي أعداداً كبيرة من أبناء الجنوبيين، وتلعب إدارتها دوراً كبيراً في خلق نوع من الترابط بينهم وأبناء المنطقة، وتركز الأنشطة الثقافية على دعم خيار الوحدة ونبذ الانفصال، ويتغنى الطلاب في وقت الراحة وعند تناول وجبة الإفطار بأغاني الوحدة والسلام. وأبرز جورج، وهو طفل جنوبي من أبناء المدرسة وترعرع ونشأ في حي عووضة، أنه لا يحس بفرق بينه والشماليين ويحب جيرانه أكثر من أي شيء في حياته. وقال إنه يحب تراب المنطقة ولن يتخلى عنها حتى إذا حدث الانفصال، موضحاً أنه لا يعرف الجنوب ولم يره في حياته، وان ودمدني تعني له الكثير. وأضافت فكتوريا أتويل جنوبية تقطن الحي لأكثر من «30» عاماً: «قصدت المنطقة وعمري «15» عاماً فقط، ولم تأت والدتي معي، وعندما وضعت جنيني الأول وجدت أمهات كثر بالمنطقة، مؤكدة أن حاجة آمنة التي تنتمي للعقليين بمنطقة ود راوة اعتنت بها وبطفلها». وقالت، من حينها رغبت في البقاء وسط جيراني الطيبين وقررت أن أرد الجميل، فكان التواصل والإخاء ديدننا طوال هذه الفترة الطويلة. وترى الحاجة آمنة بدورها أنه لا فرق بين شمالي وجنوبي، مؤكدة أن منطقتها تدعم الوحدة وتقف موقفاً مناهضاً للانفصال، وأكدت أن الجنوبيين ليسوا غرباء وهم جزء أصيل منا. ورأى السلطان جوزيف مكواج، أن حي عووضة نموذج جيد للإخاء والتعايش، وقال أنا أتواصل مع كل الجيران وأقوم بزيارتهم، واتفقد أحوالهم وأشاركهم الأفراح والأتراح.
