طالب عضو المجلس الوطني محمد الحسن الأمين بضرورة إسقاط الجنسية عن الجنوبيين عبر أمر قضائي، منتقدا إسقاطها من قبل الجهاز التنفيذي. وأوضح الأمين في تصريحات صحفية عقب اجتماع لجنة التشريع والعدل بالبرلمان أن اللجنة ناقشت ثلاثة تعديلات في قانون الجنسية منها المادة 10/2 المتعلقة بحرمان كل شخص يمتلك جنسية جنوب السودان بجانب إسقاط المادة التي اشترطت منح الجنسية للشخص السليم، بالإضافة إلى إسقاط الجنسية عن القصّر من أبناء الجنوب، وزاد الأمين "انه تقدم بمقترح استثناء المواطنين الذين أحد أبويهم ينتمي للشمال "غير انه عاد وأكد أن اللجنة رفضت المقترح، ملوحا بتقديمه في جلسة البرلمان اليوم. الاخبار جنوبيون فضلوا البقاء بالشمال الانفصال الجغرافي لا يعني انفصام الوجدان الخرطوم: محمد صديق أحمد: مع انبلاج فجر السبت التاسع من يوليو من العام 2011 دخل السودان مرحلة جديدة بكل ما تحمل المفردة من معنى في كل شيء جراء انفصال الجنوب عن الشمال الذي ظل ينادي به الغالبية العظمى من أبناء الجنوب منذ أمد بعيد ولم يتوان الجنوبيون من الاصطلاء بنيران الحرب والعيش تحت رحاها ردحا من الزمان إلى ان جاءت اتفاقية السلام الشامل في 2005 فأعطت الجنوبيين حق تقرير مصيرهم بين الوحدة أو الانفصال عن الشمال بعد فترة انتقالية امتدت خمس سنوات يجرى بعدها استفتاء أبناء الجنوب في الانفصال أو الوحدة وقد كانت نتيجة الاستفتاء انفصال الجنوب الذي يطبق فعليا على أرض الواقع اليوم وبالرغم من النتيجة الحاسمة للاستفتاء بالانفصال إلا أن بعض أبناء الجنوب ما زالوا يرابطون بحمى الشمال بل ان فئة كبيرة منهم لا تنتوي الانتقال جنوبا ويرون الانفصال ما هو إلا من قبيل السياسة لا الناحية الاجتماعية فهم يرون أن علاقتهم بالشمال لا تحدها حدود ولا تهتك بنيتها مصالح السياسة. * أنا باق بالشمال يقول سانتنيو مكير الذي ولد وترعرع في مدينة بحري ولم ير الجنوب سوى في بعض المرات بغرض الزيارة: إن انفصال الجنوب عن الشمال قد حز في نفسه وأنه نشأ وشب في الشمال علاوة على أنه لم يصوت للانفصال وما زال وحدويا وأن علاقته مع الشماليين سمن على عسل ولا يتوقع أن يعكر صفوها الانفصال علاوة وأنه الآن بواصل عمله بالشمال دون مضايقات، وزاد أنه لا يتوقع أن تصله أي مضايقات في المستقبل لما عرف عن الشماليين من رحابة صدر وحسن ترحاب ووفادة للغرباء فما بال أبناء جلدتهم. وختم بأنه باق بالشمال ويتمنى أن تعود الأوضاع لسابق عهدها وأن يتحد الشمال والجنوب مرة أخرى وتصفو الليالي بعد كدرتها. * كرم شمالي وبالكلاكلة القطعية قال جون مجوك الذي يمتلك منزلا بالحي ويعيش في جوار سلمي مع جيرانه إنه وأسرته لم يفكروا في الانتقال إلى الجنوب على الرغم من إعلان نتيجة الاستفتاء ليس لسبب سوى ما وجده من الشماليين من كرم وحسن جوار وأمن واطمئنان على ماله وأسرته ونفسه الأمر الذي تخوف من فقدانه حال الانتقال إلى الجنوب جراء ما يسود ويشاع عن عدم الأمن والاستقرار ببقاع كثيرة في الجنوب، وزاد: إن لم يتسع وطن الشمال عن استضافتهم فإنه سيفكر في الانتقال إلى بلد آخر غير الجنوب، وزاد: إن أبناءه بالمدارس الشمالية ويعيشون في سلام اجتماعي مع رصفائهم في المدارس المحلية وتمنى أن تعود الأوضاع إلى سابق عهدها وأن يتحد الشمال والجنوب مرة أخرى. * الشمال أو بلاد الله واسعة وغير بعيد عن افاداته تقول زوجته تريزا مادوت إنها تعيش في الحي مع جاراتها منذ أكثر من عشرين سنة وأنها لم تر من سكان الحي قاطبة سوى الاحترام المتبادل لأجل هذا ومن واقع معاناتها في فترة الحرب التي دمرت الجنوب في الفترة السابقة تعتزم عدم العودة إلى الجنوب حتى لو دعا الأمر إلى الهجرة إلى بلاد أخرى. * مدني الجمال وفي مدينة ودمدني حاضرة الجزيرة يقول أجوك جيمس العامل بالسوق الكبير إنه نشأ وترعرع في حمى مدينة ود مدني الجمال ولمس رحابة صدر أهل الجزيرة قاطبة ولم يجد منهم سوى الاحترام المتبادل والنأي عن المشكلات وكل ما يثير القلاقل والفتن وزاد إنه حزين لانفصال الجنوب عن الشمال، وأردف: إن الشمال والجنوب سيخسران من الانفصال على حد سواء وأن الخاسر الأكبر من الانفصال هو الجنوب نسبة لعدم جاهزية الجنوب لقيام دولة قوية لا سيما أنه خارج من حرب طويلة أنهكته لأكثر من عقدين من عمر الزمان وأن الفترة الانتقالية للأسف لم تقم فيها حكومة الجنوب بتأسيس بنيات تحتية تساعد في تهيئة الدولة الوليدة ومساعدتها للانطلاق هذا علاوة على الانشقاقات وفقدان المؤسسية في إدارة الدولة الوليدة وأنه ليس هناك ما يغري ذي بال على الذهاب إلى الجنوب في ظل ما يجده في الشمال من احترام. * أنا محتار وبمدينة كبرى من مدن ولاية الجزيرة يقول عبد الله جون: إنه لا يدري إلى وجهة يتجه رغم بقائه بالشمال إلى الآن حيث أتى إلى الشمال منذ صغره وتزوج من شمالية وأنجب البنين والبنات الذين اشتهروا بين أقرانهم وفي المنطقة بأبناء عبد الله الجنوبي وأن أبناءه لا علاقة لهم بالجنوب وأن مصيره مرتبط بالشمال وأنه لم يجد في الشمال سوى الاحترام واستدل على تقوية رأيه أن الفارين من الجنوب من جحيم الحرب إبان نشوبها لم يهربوا إلى بلدان أخرى إنما اتجهوا إلى الشمال الذي تحاربهم قواته، وختم بأن انفصال الجنوب نقطة تحول في مسار البلدين وتمنى أن يمتد حبل التواصل بينهما وأن يعتمدا مبدأ الحريات الأربع بين شعبيهما وان تظل مقولة منقو قل لا عاش من يفصلنا حية بين الشعبين وأن يكون الانفصال مكانيا غير قادر على التأثير على الوجدان والنسيج الاجتماعي. * يجب ألا يحمل أكثر مما يحتمل وعلى صعيد الشماليين يقول ابراهيم خالد أحمد: إن انفصال الجنوب بالرغم من ألم وقعه على نفوس الجانبين يجب ألا يحمل أكثر مما يحتمل وألا يضار شعبا البلدين على الصعيد الاجتماعي جراء اختيار الجنوبيين للانفصال فهذا حق مكفول حتى على مستوى الأسر الصغيرة فمن ينفصل عن أسرته الكبيرة لا يقاطع وتمنى أن يتفهم شعب الشمال هذه النقطة وألا يغيروا معاملتهم للجنوبيين وأن اعتبروهم ضيوفا عليهم فيتوجب حسن وفادتهم، ولفت ابراهيم أن الانفصال جرت إليه السياسة وبعض الأجندة الخارجية الآثمة عبر تكثيف الإعلام وزيادة جرعات الكراهية والتأليب وسط الجنوبيين، وختم بأن من بقي من الجنوبيين بالشمال يجب ألا يجد من الشماليين سوى الاحترام فالسودان عرف باتساعه للجميع فكم من الجاليات الأجنبية تملأ الشوارع فلماذا الاستهجان والرفض للجنوبيين؟ * ولا تنسوا الفضل بينكم أما مديحة منصور عبد الباقي خريجة كلية الآداب جامعة الخرطوم ترى أن انفصال الجنوب أمر محزن لجهة أن السودان فقد جزءا عزيزا من أراضيه وشعبه الذي سمته التنوع في كل شيء والذي ضرب مثالا للتعايش الأمني، وأضافت أن بقاء بعض الجنوبيين بالشمال يجب ألا يشكل هاجسا للجميع وألا ينصاعوا للتعامل بردة الفعل فاختيار الجنوبيين للانفصال حق مشروع أقره الشمال بالتراضي غير أنه لا يعني بأية حال من الأحوال نسيان الفضل بين الناس والملح والملاح بين الشماليين والجنوبين، وجزمت أن كثيرا من الجنوبيين لا يد لهم في الانفصال إنما أملته عليهم بعض الجهات التي لها مصلحة في الانفصال وتوقعت عدم حدوث تفلتات أمنية تستهدف الجنوبيين بالباقين بالشمال وأن سحابة الانفصال لن تعكر صفو النسيج الاجتماعي المتين بين الشماليين والجنوبيين * وشائج نفسية ووجدانية متأصلة يقول الأستاذ في علم الاجتماع فيصل محمد شطة إن انفصال الجنوب جغرافيا لا يلغي وحدة الوجدان وقوة ملامح الوحدة النفسية بين الشماليين والجنوبيين وزاد أن بعض الممارسات السياسية الخاطئة قادت لتجميع تراكمات نفسية تصاعدت وتيرتها بفعل الآلة الإعلامية التي يحركها الغرب تحقيقا لمطامعه العالمية ومن القارة السمراء على وجه الخصوص بغية الحصول على الموارد، وأضاف إنه لا يستبعد أن تبقى فئة كبيرة من الجنوبيين بالشمال مفضلة البقاء عن الرحيل إلى الجنوب نسبة للوشائج النفسية والوجدانية التي تأصلت في نفوسهم تجاه الشمال وتوقع ألا تحدث ردة فعل من قبل الشماليين تجاه وجودهم بعد الانفصال واعتبر كل من يقدم على فعل يهدد أمن الجنوبيين غير متوافق نفسيا ويسعى للتشفي والانتصار للذات ليس لسبب سوى اختيار الجنوبيين لحق أصيل وطالب السلطات الشمالية بالعمل على حماية الجنوبيين وتوفيق أوضاعهم أسوة ببقية الجاليات بل منحهم ميزات أكثر من سواهم من الأجانب فهم مهما حصل إخوة للشماليين قربت أم بعدت الشقة. * الجنوبيون بالشمال لن يضاروا بالانفصال أمنيا وعلى صعيد وزارة الداخلية أوضح مصدر فضل حجب اسمه أن الجنوبيين بالشمال لن يضاروا بالانفصال أمنيا وأن الشرطة ستعمل على حمايتهم وستمنع كل يد تمتد إليهم وزاد أن السلطات إمعانا منها في مراعاة الوشائج الاخوية المتينة بين الشماليين والجنوبيين منحت الجنوبيين الباقين بالشمال فترة ستة أشهر لتوفيق اوضاعهم للبقاء بالشمال وفقا للقوانين المنظمة وأضاف أنه لا ضير من وجود بعض الاخوة الجنوبيين بالشمال فالسودان يعج بالأجانب ودعا الشماليين للالتزام بقواعد الأمن ومراعاة سلامة الاخوة الجنوبيين بين ظهرانيهم حتى يقدم شعب السودان أروع مثال في الانفصال السلس والتعايش السلمي. الصحافة