يتساءل زملاؤه في الجامعة عن حظوظه في المعركة الانتخابية المقبلة بكثير من الاشفاق على حداثة تجربته، ويتخيل البعض أنه سيناديه قريبا ب (سيادة النائب). المتحمسون له كثر وهم الذين كانت تتردد هتافاتهم (سين حيث سين.. العجلة عجلة مين) و(صاد حيث صاد.. العجلة بالمرصاد) عقب ندواته ولقاءاته في الأندية والتجمعات بمدينة عطبرة. ويتسق نهج المرشح الشاب حاتم شناب محمد أحمد الأمين في خوض انتخابات ابريل الجاري العامة مع حقائق كثيرة تمنح الشباب الصوت الأعلى والفرص الأكبر في التأثير على الانتخابات ومستقبل السودان، فمعظم النتائج الخاصة بتوزيع سكان السودان حسب العمر تشير إلى أن الذين سيشاركون في الانتخابات لأول مرة يمثلون نحو (33.1%) من اجمالي السكان، ويدخل شناب بطولة الانتخابات مدفوعا بحماس الشباب ومدفوعا بفئة ستكون كلمتها هي العليا في الانتخابات. تقول السيرة الذاتية للمرشح المستقل حاتم شناب إنه من مواليد مدينة عطبرة بولاية نهر النيل في الربع الأخير من العام 1987م وتحديدا في السادس عشر من اكتوبر من ذلك العام، أي انه سيبلغ الثالثة والعشرين بعد نهاية الانتخابات بستة أشهر كاملة، وتلقى تعليمة الأساسي والثانوي في عطبرة وهو ما دفعه لاحقا للترشح فيها دفاعا عن قضايا إقليمية تهم المنطقة كما يقول، وقفزت فكرة ترشح الطالب بكلية الدراسات الإقتصادية والإجتماعية بجامعة الخرطوم، للمجلس الوطني عن الدائرة القومية (3) عطبرة، لإعتقاد جازم بإمتلاكه قدرات تؤهله ليس للترشح وإنما للفوز كذلك، يقول حاتم في حديث ل (الرأي العام): «قد أصنف بأنني أصغر مرشح للمجلس الوطني فيبلغ عمري (22) سنة، لكن مع ذلك أعتقد أنني أملك من الخبرة والقدرات في العمل العام ما يؤهلني لأن أكون في المجلس الوطني المنتخب القادم»، ويجابه حاتم تساؤلنا المندهش عن فرص فوزه بالقول: «مما يزيد من فرص فوزي هو أنني مستقل ولا أنتمي لاي حزب او تنظيم في الوقت الحالي، وهذا هو حال أغلب السودانيين الذين لا ينتمون الى اي تيار سياسي بسبب فقدان الثقة في جميع الأحزاب الحالية التي أدمنت الفشل منذ الاستقلال، ولم تأت بجديد ملموس في حياة المواطنين سواء في ذلك من في سدة الحكم او في المعارضة». اختار حاتم أن (يردف) طموحات الشباب وأحلام العطبراويين على صهوة (العجلة) او (الدراجة الهوائية)، وهو رمز اختاره بعناية وهو معروف لكل من شهد صافرة السكة الحديد في عطبرة وقت الإفطار او نهاية اليوم حيث يتقاطر عشرات العمال في طريقهم للمنازل على ظهر دراجاتهم، يقول حاتم: «العجلة رمز الكد والعمل والمشقة التي عاناها مواطن عطبرة وما زال، لذلك كنت حريصا على هذا الرمز لما يعنيه في وجدان العطبراوي». وكان من الطبيعي أن نتساءل عن مقدرات شناب المالية لخوض معركة الانتخابات، فهو لا يزال طالبا لا تتوافر له القدرة على توفير الإمكانيات المالية واللوجستية لحملته الانتخابية، ويقر بأن هذه إحدى الصعوبات التي واجهته، إلى جانب عدم مقدرتهم في الوصول إلى بعض المراكز وإخطارهم المفوضية بذلك، ويقول إن الحملة الى الآن حجر العثرة الوحيد، «فأعتمد في تمويلي على مساهمات الأصدقاء والجماهير فقط، وهنالك حديث عن ان المفوضية ستقوم بتمويل حملات المرشحين ولكني لم أتسلم منها فلسا واحدا»، لكنه يؤكد أن معظم زملائه يدعمون فكرته وأنهم ساهموا بشكل او بآخر في حملته الانتخابية فيما يشبه (الشيرنق)، فتكلل ذلك الجهد بطباعة البرنامج الانتخابي في قصاصات ملونة جميلة تصل الناخبين بصورة شخصية ليتعرف على المرشح وبرنامجه، بجانب عمل ملصقات، وحملة إذاعية على ظهر (تاكسي) بالمايكروفون بجهد أحد الأصدقاء، بجانب الندوات والتعاطي المباشر في الأندية والتجمعات، وكل ذلك بالتمويل الذاتي. ويتصور الجميع برنامجا حالما لمرشح في عمر الزهور، لكن الحقيقة أن حاتم يمتلك برنامجا طموحا، لم يفصح عن إمكانيات تحقيقه لكنه يضعه نصب عينيه وهو يأمل في الفوز بمقعد الدائرة، ويؤكد أن برنامجه الانتخابي يعتمد بدرجة أساس على تفعيل شرائح مهمة في المجتمع، ومحاولة زجها في العمل العام بحيث تصبح هي قائدة التغيير، لأنها صاحبة المصلحة الوحيدة في التغيير، ويقول: «أعتمد في هذا على وسائل قد تكون جديدة في المشهد السياسي العام في البلاد، ولكن تظل قضايا جيلي في مقدمة البرنامج الانتخابي من (أزمة البطالة والخريجين وفرص عمل بصورة عامة)، بجانب قضايا الصحة والتعليم وقضايا المعاشيين بعطبرة، ومن أهم ما في البرنامج هو رد المظالم التي تكونت نتيجة لسياسات الصالح العام، وأعني عمال السكة الحديد». المرشح المستقل ذي الاثنين وعشرين عاما حاتم شناب يقول عن منافسيه: «هنالك منافسون على الورق فقط والملصقات وهم كثر، أما على صعيد الواقع والعمل الحقيقي فلم اصادفهم ولا مرة واحدة»، وعلى مستوى مرشحي الرئاسة يقول إنه لا يساند اي مرشح لرئاسة الجمهورية، والى الآن انا محتار في صوتي لرئاسة الجمهورية لا أدري من يستحقه فعلا»، ويؤكد أنهم سيقبلون النتيجة النهائية للانتخابات إذا مضت بالصورة السليمة لأن ذلك هو الخيار الديمقراطي، وسيهنئون الفائزين. تجربة حاتم شناب ومن حذا حذوه ممن هم في بدايات الشباب، وبغض النظر عن النتائج النهائية، جديرة بالتوثيق، وربما تسهم في خلق واقع جديد عبر انتخابات ابريل 2010 والتي تعتبر أيضا واقعا جديدا ينتظره السودانيون.