في محاضرة له بالولايات المتحدة وهو يبشر بإتفاقيات نيفاشا قال الدكتور جون قرنق إنه لا يقبل أن يعيش في دولة وهو يوصف فيها بأنه ((عبد)). هذا هو المفهوم الذي يخرج منه الفهم بأن المواطن الجنوبي هو مواطن درجة ثانية في السودان. اليوم لا تصف الدولة السودانية اي مواطن بأنّه ((عبد))، وقد تجد هذه اللفظة القبيحة عن البعض الذين يشكلون حالة شاذة. ولا يوجد ما يصنف المواطن الحنوبي بأنه درجة ثانية ومن هذا الفهم يقول جنوبيون كثر ان الإنقاذ لم تجعل الوحدة جاذبةً ومسببات الأزمة تنطلق منذ العهد الذي انطلقت فيه مثل هذه الأقاويل الكريهة التى تصف البعض بالعبودية. جعل الوحدة جاذبةً ليست بسبب الحكومة الحالية هذا إرث يشارك فيه الجميع. والمؤتمر الوطني لم يساوم بالوحدة في مقابل الشريعة كل الأحزاب والقوى السياسية السودانية قبلت بمنح حق الجنوبيين حق تقرير المصير. توضيح مثل هذه الحقائق تمنعه الحركة الشعبية وحكومة الجنوب بمنعها وحجرها مخاطبة المواطن الجنوبي في الجنوب الذي سيصوت على الوحدة. يمنعون الصحف التي تنادي بالانفصال (ونحن نرفض توجهها) ويسمحون للصحف الجنوبية بأن تدعو للانفصال وشاركها قناة الجنوب الفضائية. حق تقرير المصير ممارسة حكرية على مواطني الجنوب ولكن أثرها على كل السودان والواجب اليوم أن تذهب الحكومة والقوى الوحدوية إلى المواطن الجنوبي. وصول هذا الصوت للجنوب سيزيل الكثير من المفاهيم الخاطئة التي تروّج لها الحركة الشعبية وقيادات لها، ومن هذه المفاهيم الربط بين الشريعة الإسلامية وحقوق المواطن السوداني. الديمقراطية تعني أنّ رأي الأغلبية هو الذي يسود وأغلبية سكان السودان من المسلمين ولا معنى أن يشكل غير المسلمين كوابح لمنعهم من حقوقهم. لا يجوز أن يكون طريق وحدة السودان ديكتاتورية الأقلية في الجنوب لتحدد مصير وتوجهات الأمة.. لم يمنع جنوبي مسيحي من دينه. خلط المفاهيم تستغله الحركة الشعبية وقيادات لها لتواصل سيطرتها وحكمها في الجنوب وتسليط سيف الاتهامات والإبتزاز على الشمال وبقية السودان. وردت أنباء عن وجود احتمال تأجيل الإستفتاء وإن صحت فإنّ الزمن الذي توافر سيكون مفيداً إذا كسبناه في مخاطبة المواطن الجنوبي صاحب الصوت والقرار في وحدة السودان.