واجهت الصادرات الحيوانية السودانية فى الفترات السابقة العديد من المشاكل والعقبات التى كانت قد اسهمت بصورة رئيسية فى تراجعها عن المنافسة الخارجية فى السوق العالمية، ابرزها عدم توفرالتمويل الكافي لعمليات الصادرعند ما يأتى وقت التصدير، بجانب الرسوم والجبايات القانونية وغير القانونية من قبل الجهات المختصة كافة والتى لها علاقة بتسيير القطاع سواء كانت اتحادية أو ولائية ومحلية، وعدم الالتزام بالمواصفات المطلوبة فى الصادرمن حيث الاشتراطات الصحية والالتزام بالمواصفات العالمية، بجانب تردى وسائل نقل الماشية الى موانئ التصدير مما يؤدى الى نفوق معظمها قبل وصولها الى هذه الموانئ، علاوة على ان ضعف خبرات القائمين على امر التصديرخاصة البيطريين بسبب غياب التدريب أسهم فى تدنى الانتاجية فى القطاع. -- ولكن رغم ذلك تمكن القطاع من المساهمة فى دفع عجلة التنمية بالبلاد فى الفترة السابقة واستطاع ان يرفد ويوفر للبلاد العملات الصعبة من خلال الصادرات فى السنوات الماضية حيث يسهم فى العديد من مجالات التنمية بالبلاد خاصة فى محاربة الفقر وتحقيق الامن الغذائى وتعدت مساهمته اليوم اكثر من (20%) من اجمالى الناتج القومى لما يزخر به القطاع من رصيد كبير من الحيوانات تقدر بأكثر من (160) مليون رأس من المواشي، وقد استطاع القطاع ان يحقق عائداً بلغ اكثر عائد صادرات قيمته (86.6 ) مليون جنيه فى العام 2007م، ولكن كان العام 2008م عام النكسة فى القطاع بسبب اصابة القطيع بحمى الوادى االمتصدع، ولم تعد اليه العافية الا فى العام الماضى حيث حققت الصادرات الحيوانية عائدا فاق ال (265) مليون دولار من جملة الصادرات للدول العربية التى من أبرزها مصر والاردن والامارات والكويت، ويتوقع ان تحقق جميع الصادرات فى العام الجارى بما فيها صادرات الهدى التى تجاوزت حتى الآن المليونى رأس، اكثر من (400) مليون دولار. وشهدت الايام الماضية تصدير دفعة من اللحوم السودانية الى مصر بلغت (20) طنا من جملة (750) طنا تم التعاقد عليها بين شركة النيل الذهبى السودانية والشركة المصرية الايطالية، بعد قيام لجنة فنية مشتركة بالاشراف على عمليات التصدير من مسلخ غناوة لضمان الالتزام بالاشتراطات الصحية، ويأتى التصديرالى مصربعد شكوك كثيرة من قبل بعض المصريين على معايير جودة اللحوم السودانية، رغم ان السودان ظل يرفد السوق المصرية باللحوم. وتعهد د. فيصل حسن ابراهيم وزير الثروة الحيوانية بالتزام وزارته التام بتذليل العقبات كافة التى تواجه عمليات التصدير الى جميع الدول العربية بما يضمن وصولها الى هذه الدول وبالتالى تحقيق العائد المطلوب منها، مؤكدا ان الوزارة وضعت خطة متكاملة لتحديد الجوانب الفنية المتعلقة بجميع صادرات العام الجارى من عمليات تمويل وتأمين صادرات قبل الشحن، علاوة عن بحثها للجوانب المتعلقة بالنقل والترحيل، بجانب التزامها بتوفير الاشتراطات الصحية للصادرات عبر الخبراء البيطريين، مشيراً أن وزارته تستهدف تصدير اكثر من مليونى رأس فى موسم الهدى الحالى، لافتا الى الاستعدادات المبكرة لموسم الصادر من شأنها المجئ بنتائج ايجابية تعود بالفائدة على القطاع. ويصف صديق حيدوب الامين العام لشعبة المصدرين خطوة بدء انسياب الصادرات سواء كانت فى الماشية الحية او اللحوم المذبوحة الى الدول العربية بالجيدة باعتبارها مؤشراً على عودة ثقة هذه الدول فى القطيع السودانى، خاصة وان السودان تمكن من فتح سوق جديدة للمواشي السودانية فى الدول العربية شملت مصر، والاردن ، والامارات، قطرتستقبل المواشى هناك، واكد حدوب فى حديثه ل (الرأى العام) ان استمرار انسياب تصدير دفعات اللحوم لمصر سيسهم فى تحقيق عائد ارباح مجزٍ للمصدرين من وراء بيع الطن الواحد فى السوق المصرى، مشيراً الى اكتمال الترتيبات كافة من قبل الجهات المعنية بامر القطاع والتى تصب فى نهاية الامر في صالح الصادر، إلا أن حدوب يرى ان الرسوم والجبايات التى لاتزال مفروضة على القطاع تشكل عقبات حقيقية فى طريقه ، واعتبر ان ارتفاع التكلفة الداخلية لجميع الصادرات الحيوانية بسبب الرسوم المفروضة على القطاع من مختلف الجهات التى لها علاقة به خاصة المفروضة عشوائيا من الولايات التى يمر عبرها قطيع الصادر أسهمت بصورة رئيسية فى تراجع حجم الصادرات. وكان د. محمد عبدالرازق عبدالعزيز وكيل الثروة الحيوانية اكد فى حديث سابق ان وزارته تهدف فى اطار الخطة الخمسية الى تطوير القطاع من خلال جملة من الخطط الموضوعة تركز على زيادة حجم الصادرات لتحقيق العوائد المجزية للاقتصاد الوطنى، بجانب فتح المزيد من الاسواق لتسهيل انسياب الصادرات الحيوانية للدول العربية، مشيراً الى ان ذلك يتطلب تحسين الصادر ومكافحة الأوبئة والامراض المستوطنة التى اكد ان الوزارة خصصت لها (20) وحدة بيطرية متحركة.