أخيراً بعد توقف إستمر لقرابة العامين بين السودان ومصر في جانب تصدير الماشية السودانية الحية (الأبقار)، تتجه وزارة الثروة الحيوانية والسمكية في غضون أيام إلى تصدير حوالى (10) آلاف رأس من الأبقار الحية للجارة الشمالية خلال اسبوع، عقب توقيع الجانبين في الأيام الماضية لاتفاقية تتعلق بإستئناف صادر الأبقار مجدداً لمصر. ولم يكن هذا الإنقطاع بحسب المراقبين المتسبب فيه السودان وان كانت على حد وصفهم تتحمل مصر جانباً منه بسبب عدم ثقتها حتى وقت قريب في الماشية السودانية واعتقادها حتى بعد توقيع الاتفاقية ان مرض حمى الوادي المتصدع الذي ضرب بعضاً من قطاع الثروة الحيوانية بالسودان في العام قبل الماضي وتسبب في انهيار القطاع لايزال موجوداً على الرغم من تأكيد وزارة الثروة الحيوانية في وقت سابق على لسان وزيرها د. فيصل حسن ابراهيم وشهادة المنظمات الدولية المعنية بخلو القطاع من المرض، وقال الوزير إن الحديث عن وجود المرض الهدف منه اعاقة انسياب الصادرات الحيوانية للدول العربية، كما هنالك اعتقاد راسخ وفقا لمراقبين ان السلطات المصرية ترى ان اللحوم الحمراء السودانية باهظة الثمن وان كان اعترافها بانها من افضل اللحوم مقارنة ببقية الصادر اليها، علاوة على ان عملية الاستيراد من السودان تواجهها الكثير من العقبات متعلقة بفرض الجهات الحكومية السودانية المعنية بالضرائب والرسوم الباهظة على الصادرات الحيوانية بجانب ان العملية محفوفة بجملة من المخاطر الأمنية منها عدم وجود نقاط مراقبة حقيقية مفعلة بين الدولتين لمراقبة الصادر والوارد مما يعرض الصادر لعمليات النهب والسرقات من قبل قراصنة الماشية لاسيما وان الصادرات تعتمد على وسائل النقل التقليدية( السكة حديد)، ولكن يبدو ان ثقة مصر بدأت تتجدد مرة اخرى في القطاع حيث وقعت وزارة الزراعة بها بالوكالة في الأيام الماضية للإتفاقية الجديدة الهادفة لاستيراد الماشية من السودان، كما تركت بنود الاتفاقية مفتوحة مع وزارة الثروة الحيوانية لاستئناف صادرات اخرى من الماشية مثل الإبل والضان. ولكن يبقى السؤال الجوهرى ماهو الضامن لإنسياب قطيع الأبقار لمصرفي ظل مهددات الصفقة آنفة الذكر، بجانب اقناع المصريين بمعقولية اسعار الابقار. ولايتفاءل كثير من المراقبين بنجاح هذه الصفقة، وجاءت تبريراتهم في ذلك الى ان مصر لازالت تبدى خشيتها من نوعية امراض الماشية المنتشرة في المناطق الحارة الجافة. ولكن وزارة الثروة الحيوانية والسمكية تذهب الى غير ما ساقه المراقبون بوجود عقبات محيطة بالصفقة مع مصر، واستهجن د. محمد عبدالرازق عبدالعزيز وكيل الثروة الحيوانية الحديث عن وجود مخاطر يمكن ان تواجه عملية الصفقة بين البلدين، وقال ان ما اشار اليه المراقبون حديث غير صحيح ولايسنده اى دليل، مؤكداً عدم وجود اية عقبات تعترض عملية سير تصدير كميات الابقار المذكورة لمصر، ونفى بشدة الحديث عن اصابة الماشية السودانية بمرض حمى الوادى المتصدع، داعياً في هذا الخصوص الذين يتحدثون عن المرض الاتيان بدليل يبرهن ما ذهبوا اليه، واشار الى ان توقف تصدير الماشية خلال السنتين الماضيتين لاعلاقة له بتوفر الثقة، وقال: على العكس ان مصرتعد من اكثر الدول العربية ثقة في الماشية السودانية، وفيما يتعلق باقناع المصدرين باسعار صفقة الابقار، اشار الى انهم توصلوا لاتفاق مع الجانب المصرى بخصوص هذا الامر لكنه لم يخض في تفاصيله، ووصف د. محمد عبد الرازق توقيع وزارته للاتفاقية مع مصر بالتاريخى وقال انه يأتى في اطار تفعيل البروتوكولات الثنائية الموقعة بين البلدين في مجال الثروة الحيوانية، مؤكداً سعيها لتوسيع فرص التعاون بين الجانبين في مجال تصدير المواشي الحية واللحوم عبر التنوع في الصادرات الحيوانية، كما جدد حرص الوزارة على فتح المزيد من الأسواق لتسهيل انسياب الصادرات لمصر، واشاد بدور مصر وتعاونها الوثيق مع السودان في مجال الخدمات البيطرية وصحة الحيوان. ويتفق معه في هذا الاتجاه صديق حدوب الامين العام لشعبة مصدرى الماشية على عدم وجود مهددات تعترض صفقة تصدير الابقار الحية لمصر، وقال في حديثه ل(الرأي العام) ليس هنالك اى عقبات تواجه عملية تصديرالماشية لجمهورية مصر، ونفى صديق ان تتجه مصر لالغاء الاتفاقية وقال: انهم كانوا اكثر حرصاً منا على توقيع الاتفاقية في مرحلة المفاوضات، واضاف قاموا بكل الترتيبات الممكنة لاتمامها، ووصف حدوب الصفقة بالناجحة وقال انها تمت بالطريقة السليمة التى كنا نتوقعها، وتوقع ان تفتح الباب واسعاً امام فرص التعاون السودانى المصرى وتوفر للبلاد العملات الصعبة من الصادرات غير البترولية. وفي السياق وصفت الوكالة الوطنية لتأمين الصادرات الصفقة بالناجحة واعتبرتها علامة من العلامات الفارقة في مستقبل العلاقات السودانية المصرية، واكد مصدر مطلع بالوكالة حرص الوكالة على تأمين قطيع صادر الابقار المتجه لمصر، كاشفاً عن توفير وكالته لمبلغ (60) مليون جنيه لعملية التأمين.