«الحفير» الذي يلهو بقربه الصغار في قرية «النافعاب» بمحلية مروي، لم تكن تتوقع الحاجة نورا خير السيد بأنها ستفقد فيه فلذات كبدها الثلاثة غرقاً، بينما فرحة العيد تشع في أرجاء القرية. «الحفير» المتاخم للنهر هناك لم يكن يعلم التومات «مروة وصفاء» وشقيقهن «حذيفة» وليدات المكلوم علي حماد، لم يكونوا يعلمون بأن «كراكة» قد حفرت فيه فصار عمقه يبلع الزول «الحفير» مرتع لهو للصغار، كان بقربه التومات وحذيفة وشقيقهن الصغير إبراهيم يمرحون، والدنيا ثاني عيد، انزلقت قدم «حذيفة» «10 سنوات» فلحقت لتنقذه التومة «مروة» «12» سنة، فجرها القدر الى القاع وشاء ان تلحق بهما «صفاء» لتنقذ تومتها وشقيقها فغابت فرحة العيد في القرية الصغيرة بغيابهن في قاع الحفير غرقى شهداء. ابن خال الفقداء ناصر عبيد قال ل«الرأي العام» وسط عبراته، الصغير «إبراهيم» جرى ليخبر والدته بغرقهن وكانت وقتها في المنزل تعد طعام الغداء، حين وقفت على «الحفير» وجدت أن سطحه هادئاً، حدثت نفسها ربما خرج صغارها من الترعة ليلهوا في مكان آخر، قلب الأم، ما أراد ان يركن لفجيعة الرحيل، دموع «إبراهيم» لم تتوقف وهو يلح على وجودهم في القاع الساكن، أحد المارة بقربهم وقع بجلبابه في الحفير ليجد ثلاثتهم متماسكين وقد حلقت أرواحهم السمحة الى برزخها.. متشبثين ببعضهم في الحياة والممات.