نظمت (الرأي العام) السبت الماضي منتدى (الحد من الحوادث بطرق المرور السريع) تحدث فيه قادة إدارة المرور والدفاع المدني، وممثلون لوزارة الطرق والجسور والهيئة القومية للغابات.. وغرفة النقل.. واتحاد أصحاب البصات والحافلات السفرية.. ونقابة سائقي البصات والحافلات السفرية.. وشركة التأمين الإسلامية.. والمنظمة المدنية لحركة المرور والنقل.. بجانب عدد كبير من المهتمين بحركة النقل.. ادار وأشرف على المنتدى الأستاذتان سامية علي وهادية صباح الخير . ---- مواصفات الطرق المهندس أحمد ابراهيم أحمد وكيل وزارة الطرق والجسور لم يدفع اللوم عن المسؤولين في الوزارة ولكن اشار الى ضرورة مراجعة حوادث المرور للوصول الى الحقيقة والمعلومة الصحيحة. وقال ان مواصفات الطرق والجسور مواصفات عالمية (7) أمتار من الاسفلت وهذه الطرق كافية لمرور العربات بأمان، وعلينا ان نعي ان هناك حوادث يكون المتسبب فيها الانسان، ونحن نسعى لجعل الطرق في أكثر من مسارين وعلينا ان نلتزم بوجود سائق واعٍ بعلامات المرور والالتزام بالسرعة المحددة ويجب ان يكون هذا السائق على خلق وصادق في معاملاته وما لم يكن كذلك فلن تتوقف الحوادث المرورية، والتوعية مهمة جداً للسائقين كذلك مراقبة الطرق بالصورة السليمة. وفيما يخص (الطرق) قال المهندس أحمد إن «الصيانة» مكلفة للغاية حيث ان تكلفة كيلو (الاسفلت) للطبقة الواحدة تبلغ أكثر من (300) مليون جنيه وبالنسبة للسائق نعم هو لديه رخصة ولكن. هل هو مؤهل للقيادة؟ وهناك ايضاً (الحفر) وقد وجهنا بمعالجتها اولاً بأول، غير أن السائقين احياناً يقفون في (الاسفلت) نفسه. نحن نعاني ونعالج في آن واحد، وأشار المهندس الى ان (الزحف الصحراوي) يسبب لنا مشكلة كبيرة والمزعج انه مستمر ويكلف اموالاً طائلة في (شريان الشمال) ونحن نسعى لعمل دراسات لتثبيت الرملة. وانتقل أحمد للحديث عن المعاناة الناتجة عن وضع علامة المرور والتي يأتي المواطن ليزيحها عن الطريق بلا مبرر من هنا يصبح أمر التوعية لهذا المواطن لازماً وواجباً. حوادث متعمدة أحمد عبد الرحمن العرش مدير الفرع الرئىسي لشركة التأمين الاسلامية قال إنه في رحلة المخاطرات التي يتعرض لها المواطن يومياً نحن الجهة التي تدفع في نهاية الأمر بواسطة المحكمة إذ أن القانون يلزم شركات التأمين بالدفع خاصة عند الاصابة والتلف، وشركات التأمين هي أكثر الشركات التي تنوء بحمل كل المشكلات التي ذكرت ويجب ان نقول بأن مشاكل الطرق تحتاج لعلاج واضح ونحن كشركة لدينا وثيقة معروفة يتم الاحتكام بها، كما اننا نريد من وزارة الطرق والجسور نشر المواصفة العالمية ونحن سنتشدد في اللجوء الى القانون ضد وزارة الطرق اذا ثبت وجود حادث كان السبب فيه الطريق. لذا لا بد من مراجعة موضوع الطرق لأن فيه مشاكل كثيرة مع الاشارة الى ان الادارة العامة للمرور لا تدخر جهداً في أداء واجبها المنوط بها. ونحن نركز على بث ثقافة احترام القوانين ونلزم باستخدام المهرة من السائقين واستخدام الاحتياجات اللازمة الموصى بها من قبل ادارة المرور، وعلى الرغم من الانتشار الكثيف من قبل المرور إلا أننا نجد استهتاراً واضحاً من قبل السائقين، بالاضافة الى ان هناك حوادث متعمدة معروفة اسبابها لدينا. وقال أحمد نحن في السودان نتعامل بالعواطف والمجاملة فاذا كان السائق يسير بصورة غير قانونية لماذا لا نبلغ عنه؟! لماذا لا يساعد المواطن رجل المرور في اداء واجبه، وطالب ان تكون المعلومات المتعلقة بالمركبة موضوعة في مكان بارز خلف المركبة كي تساعد الناس على الاتصال بشرطة المرور لاعطاء المعلومات. وواصل حديثه منتقلاً الى نقطة أخرى تتعلق بالسفر ليلاً والذي يكبدنا على حد قوله تكلفة اضافية عدا تكلفة الموت والارواح لذلك لا بد من تطبيق القوانين خاصة ما يلي : الحمولة الزائدة والتي لا تدخل في اطار التأمين وأي شخص يريد السفر ليلاً يتكبد دفع الرسوم في المقابل، ذلك ان غرف النقل لا حيلة لها مثل شركات التأمين. وارجع أحمد ما يقع من حوادث سواء أكان حريقاً أو غرفاً في البحر او اصطداماً الى السرعة الزائدة واستهتار السائقين.. وقال ان أي حادث يجب ان يقاس بملابساته، واشار الى دخول ظاهرة جديدة وهي «سباق العربات» أو «التفحيط» والقيادة بصورة خطرة، وفي ختام حديثه أشار إلى أن اسعار التأمين في السودان (متدنية) جداً اذا قارناها بدول مثل مصر واثيوبيا.. علماً بأن شركات التأمين تواجه بضغط مالي كبير بسبب الحوادث، علماً بأن (70%) من الحوادث السبب المباشر فيها الانسان وذلك لعدم مراجعة المركبة وعدم توافر الاسبيرات مع وجود خلل واضح في الكثير منها وهذا يلي المواصفات وبسبب عدم توافر الاسبير المطابق للمواصفات يلجأ الناس لاستخدام غير الاصلي.. قانون الغابات من الهيئة القومية للغابات تحدث أحمد عصمت حسن رئيس الادارة الفنية للغابات رداً على ما أثاره اللواء الطاهر عابدين من أن الغابات قد سدت الطرق قائلاً: نحن نتحدث في إطار قانون هو قانون الغابات ومن خلاله نقول انه ليس للانسان الحق في نزع جزء من الغابة، غير ان هذا الحق يخول للدولة نزولاً الى المصلحة العامة نزع جزء من الغابات المحجوزة وهذا الحق في يد رئىس الجمهورية فقط. وقال ان لدينا (30) مليون فدان غابات محجوزة منسقة تنسيقاً كاملاً وليست عشوائية وأي طرق قامت أو ستقوم ستعترض مسارات الغابات وقد قمنا منذ قيام الهيئة بالتنسيق الكامل مع بعض الادارات المعنية في ازالة الاشجار من مسارات الطرق السريعة، لذا لا بد من التحدث بشكل شفاف خاصة وان الناس قد درجوا على الحديث عن الغابات عند وقوع حادث مرور، ونحن دولة ذات سيادة ولديها دستور فعندما تقطع شجرة هذا العام فإنك تحتاج لخمسة اعوام أو اربعة لشجرة تنمو من جديد، واذا تحدثنا عن (بنى تحتية) فإن هذه المشكلة ستتضاعف والناس تتحدث الآن عن الاشجار والغابات في ولاية الخرطوم يقولون ان الاشجار تحجب الاشارات الضوئية لذا لابد أن تكون الاشجار محوراً في التخطيط السليم، والشجر كائن ينمو لذا لا نقول اقطعوه نعم سبق وان حدثت اشكالية في شارع النيل بسبب الاشجار لكن لم تكن مبرراً لقطعها لذا نؤكد على ضرورة التنسيق بين كل الجهات داخل المدن او طرق المرور السريع لأن جزءاً من الغابة يكون جزءاً من طرق المرور السريع. مواصفات خاصة للسائقين محمد حسن محمد عثمان - رئيس الغرفة القومية لاتحاد اصحاب غرف النقل بالسودان تناول محاور معينة مثل المركبات والسائقين والطريق ورجل المرور، وقال عند الحديث عن العربات الموجودة الآن في طرق النقل السريع ب (موديلات) حديثة منذ العام (2000م) حتى الآن لذا ليس هنالك سبب لنقول بأنها المتهمة بالتسبب في وقوع الحوادث وسهل لها العمل وجود الاسبيرات الاصلية، وفيما يخص السائقين اقول اننا دولة من الدول الرائدة في اعارة السائقين المهرة لمعظم الدول العربية وقد عرفوا بالأمانة والاخلاص وكانوا خير سفراء للسودان حيث بثوا الاحساس بالأمان والثقة في نفوس الآخرين. وقال محمد حسن إننا منذ عشر سنوات نطالب بأن يكون السائق في سن معينة (35) عاماً وان تكون له اسرة، لكن الاخوة في المرور يعطون الرخص لسائقين صغار في السن مما الحق الاذى بسمعة السائق، من هنا أقول إننا نحتاج لتوعية هؤلاء السائقين وقد تحدثنا مع الإخوة في المرور في هذا الشأن لأن السائق من هؤلاء يجب ان يعرف واجبه قبل ان يعرف حقه، لذا أنا لا القى اللوم على جهات أخرى بل علينا نحن، نحتاج للتوعية ايضاً بماهية الاخطاء المرورية، ورجل المرور هو الذي نلقي عليه شماعة اخطائنا على الرغم من وجوده في جميع الاوقات ، في حر الصيف وزمهرير الشتاء ومع ذلك يتهم بأخذ الرشوة والاختلاس !! ماذا يفعل هذا الرجل وهو يمثل السلطة؟! أرى ان نقف معه لكي نأخذ منه. وانتقل محمد حسن بعد ذلك للحديث عن الطريق والذي وصفه بثالثة (الاثافي) والمصيبة الكبرى مشيراً الى انه كان يجب التفكير عند البدء في تشييد الطرق وضع استراتيجية ل(35) عاماً للامام. فمثلاً طريق مثل طريق بورتسودان والنيل الابيض تجد فيها اشجار وغابات ومنحنيات وفي (المسيد) المحطة تجد الناس في الشارع تبيع وتشتري وفي الجديد الثورة الناس تقطع الشارع بلا وعي فيتفاجأ السائق بعبوره أمامه، هذا بالاضافة الى وجود الحيوانات التي تعترض الطريق تراها وأنت متوجهاً الى سنار لذا لابد من وجود آلية لتنظيم الطرق، والمصيبة الثالثة كما اطلق عليها محمد هي (المحليات) التي تمنح تصاديق على طريق المرور السريع والمحلية هدفها التحصيل من الباعة الذين تمنحهم الرخص، علماً بأن هؤلاء الباعة يتسببون في اعاقة الطريق ووقوع الحوادث، وتلك المحليات تتدخل في أشياء وأمور لا تخصها فهي تعطي تصاديق وتصاريح سفر لعربات متهالكة، ومن هنا أكرر واؤكد على حاجتنا لكم من الثقافة المرورية للراجل قاطع الطريق او السائر فيه. وختم بقوله: نحن لا نحترم رجل المرور أساساً نحن أصبحنا شعباً يخاف ولا يختشي!!