الشاعر الكبير الياس فتح الرحمن قدم ديوانه الأول (صوت الطائف آخر الليل) في منتصف السبعينيات، حيث قدم الديوان شعراً جديداً ومتميزاً في طرائق الاداء الشعري. لقد جاء (الياس) مع موجة شعرية جديدة تعتبر امتداداً وتطويراً في الرؤى الشعرية للمدرسة السابقة.. وان تتلمذ شعراء هذه الموجة على شعراء الجيل السابق لهم.. سند وصلاح أحمد إبراهيم والنور عثمان. ويمثل شعراء هذه الموجة عالم عباس والياس ومحمد محيى الدين وأبوبكر يسن الشنقيطي والفاضل الباشا الجاك وحسن أبوكدوك ومحمد نجيب محمد علي ومحجوب كبلو وسعد الدين إبراهيم. لقد كانت هذه الموجة هي التأسيس لما يسمى باتجاه (الحبيبة الوطن والوطن الحبيبة) في شعر السبعينيات. ولهذا جاء ديوان الياس الأول (صوت الطائف آخر الليل) مزجاً للرؤية الواقعية للحياة في مستواها السياسي والاقتصادي وفي مستواها الرومانسي العاطفي، حينما تصبح الحبيبة معادلاً موضوعياً للوطن في قضاياه الاجتماعية والسياسية معاً. ومع نضوج تجربة (الياس) كتب قصيدته الشهيرة (الشعراء العباءات) وهي هجائية للمواقف الشعرية الاتباعية المصنوعة وليست تلك التي يبشر بها شعر الياس، حيث التعبير الحقيقي عن الحياة محددة بشروطها التأريخية والاجتماعية، وهذا هو الخط الذي يمسك به شاعرنا في مرحلته الأخيرة التي انتجت ديوانه الجديد (دموع اللات والعزى).