تزايد إرتفاع أصوات أعضاء الفرقة القومية للتمثيل فهم تارة يصرخون لان حقوقهم مهضومة في المشاركة في مهرجان القاهرة التجريبي وأخرى لتهميش الادارة لهم وتجفيف أنشطتهم ويتحدثون عن حرب تهدد بقاء وإستمرارية الفرقة الرسمية خصوصاً بعد قرار المدير بحل المكتب الفني للفرقة بدون سابق إنذار.. وتكاثر تصريحات أعضاء الفرقة.. قادت الرأي العام لمعرفة عما اذا كانت الفرقة القومية ظالمة أو مظلومة؟!وقبل الحديث عن واقع الفرقة ومآلاتها جأر المسرحيون داخل (بيت المسرحيين) بمر الشكوى عن تدني أوضاع المسرح عموماً.. وعدم وجود الاعمال التي تستوعبهم.. وقال بعضهم.. بأنهم يأتون الى مبنى المسرح من باب الاعتياد اليومي، ولا شيء غير (طق الحنك) وشرب الشاي والقهوة. وبقية المشروبات.. أحد المسرحيين.. سد أنفه بيده وقال: الصرف الصحي يا أستاذة حامينا القعدة، والمجاري (طافحة) أما البدروم فهو ممتليء بالمياه الآسنة.. وحال المسرح يغني عن السؤال.. وأشار آخر إلى أكوم متراكمة من الاخشاب في الاركان هي بقايا الديكور القديمة التي لا مجال لإصلاحها.. وترميمها أو حرقها.. هي وغيرها من الانقاض شكلت صورة بصرية لا تحسب للمسرح.. ...... كارثة!! حنان الجاك عضو الفرقة القومية للتمثيل.. قالت أنهم يعانون من ركود عام في المسرح (ويا نكون موظفين ممثلين أو نمشي بيوتنا..!) وأرجعت مسببات ما يحدث إلى أزمة التمويل والانتاج والدعاية، مشيرة إلى أن المسرح يفتقد إلى المتخصصين في الادارة، والانتاج والاعلان وعنهم كفرقة قومية قالت: (في كساد حاصل، وما في شغل نحن عاطلون) وسرحت مع الماضي قائلة: كانت فرقة لها روح ولها كيان في الفترات السابقة ولها مكتب خاص بمدير الفرقة ومكتب تنفيذي وصالة خاصة بالبروفات تستفيد منها حتى الجماعات المسرحية الاخرى.. والآن بعد حل المدير للمكتب التنفيذي للفرقة تضررنا وفقدنا المكتب وأصبحنا نجلس تحت الشجر وتمت مصادرة صالة البروفات لصالح تخزين (عفش) أو أغراض مسرح العرائس.. إستوضحتها عن تدني أوضاع الفرقة الفنية خصوصاً بعد خبر إعلان عدم صلاحية أربعة من أعمالها في المشاركة بمهرجان القاهرة التجريبي بقرار من لجنة تحكيم.. ضحكت وقالت.. هذا كلام غير صحيح.. ويكفي الفرقة أنها بدأت مشاركاتها منذ العام 2003م في مهرجان القاهرة التجريبي، ثم بدأت تدخل في العروض التنافسية ضاربة في خط تيار المسرح التجريبي ويحسب لها العروض التي قدمتها في الخارج ولم تكن أبداً ضعيفة.. إلا أن ما يحدث الآن هو عدم إيمان بفكرة الفرقة القومية في الاصل.. ودي لوحدها كارثة!! خلافات عادل فطر عضو الفرقة القومية قال أنهم لا يتباكون او يأسفون من أجل مشاركة فقدتها الفرقة فسبق وأن توالت مشاركاتهم في مصر، ودمشق والاردن، الا أن ما يأسفون له حقيقة هو عدم التخطيط للمسرح وضعف الميزانية.. والظلام الذي يحيط بالمسرح.. وقال فطر: نحن نريد أن نعرف هل المدير لا يستطيع توفير تمويل للمسرح أم أن الدولة ليس من إهتماماتها الثقافة أو المسرح؟! وأضاف أنهم يعملون وفق ضعف الانتاج وبالديكور القديم ومع ذلك لا يجدون التقدير بل وبسبب خلافات مع افراد يحل المكتب الفني للفرقة.. حنان الجاك عادت للقول أن آخر عمل لهم كفرقة قومية كان مسرحية (خيوط الآفق) ضمن عروض القاهرة التجريبي وقالت: نحن لا نريد أن نكون موسميين نعمل من أجل المهرجانات بل نريد مسرحياتنا الجماهيرية (حبيبو قسمتو ونصيبو.. الجوهرة.. الخال) وغيرها من المسرحيات وعادت بالذاكرة مع العهد القديم موضحة انهم في عهد مكي سنادة في العام 2005م قدموا.. (13) عملاً مسرحياً.. وقالت أن سنادة كان يوفر المناخ والجو الصالح للعمل.. وكان يوفر الامكانيات لتلك الاعمال.. بجانب أن حساب المسرح كان لوحده وشئون العاملين لوحدها.. الكفتيرة أهل المسرح كما قالوا أنهم منهمكون هذه الايام في مسرحية (الكفتيرة)، في إشارة الى بائعة الشاي التي يتحلقون حولها.. وهي تتوسط المسرحيين... ومن أقرب كرسي «للكفتيرة» قاطع حديثنا صلاح مدني مدير قسم الصوت بالمسرح، مبدياً إنزعاجه من تردي أحوال المسرح وقال (بالمسرح قرابة «87» موظفاً وعاملاً.. وبعضهم لا يعرف ماهي وظيفته بالضبط أو ماذا يفعل وناس تصرف مرتباتها دون أن تحضر.. واضاف.. وهذا يؤكد أن هناك فشلاً إدارياً بحتاً وحتى وزارة الثقافة منذ أن تشكلت لم تقدم شيئاً للمسرح ولا تعرف حقيقة الاوضاع فيه.. وقال بحنق ملوحاً بيديه (في ترابيز وهمية وناس ما قدر المكان القاعدة فيه..) وإعتبر الكندي الامين إدارة المسرح هي السبب المباشر في تردي أحوال المسرح.. لأن المدير - حسب قوله .. مشغول عن المسرح وليس لديه أي إنتماء لهذه المؤسسة.. ودلل كندي على قوله بأنه في وقت ضجة اتحاد الدراميين إبتعد مدير المسرح قائلاً (أنا موظف بكلية الموسيقى ولدي الجهة التي تحميني شوفوا ليكم جهة تحميكم!!). وقال: المسرح لا أحد يهتم به وبشئونه وبعد ذهاب محمد شاطر ، المدير المالي والمراقب لأحوال المسرح أصبحت (أنوار المسرح شغاله لليوم الثاني) دون رقابة لأن هناك رجلاً هميماً كان لا يذهب لمنزله قبل إطفائها وذهب.. وقال: المسرح أصبح انقاضاً.. والموسم المسرحي متوقف.. واصبحنا نتلم في بيت المسرحيين ننتظر التلفزيون القومي أو الشروق ولا نعرف من المسئول عن اوضاعنا المؤسفة.. أما ما يخص الفرقة القومية فقد كانت صرحا جميلا واصبحت خرابة.. بعد أن دخلت المشاكل الشخصية في العمل.. واضاف.. والادارة ضد الفرقة تماماً.. وتبعد عنها أي فرص عمل لأنها أسسها مكي سنادة ويبدو أنه مغضوب عليه.. ولو كان الهيكل الوظيفي تسهل نهايته لانتهوا منها بدل التهميش الحاصل.. وأنا لو كنت عضواً بالفرقة لطلبت إيقاف راتبي لانهم (لا يعترفون بي ولأني ما شغال).