سبعة أعوام قضتها القاهرة تستبيح ظهر الأسفلت فيها عربات أجرة عتيقة, فالترخيص لعربات اجرة جديدة متوقف تماماً, وذلك نسبة للزحام الكثيف الذي أثقل كاهل المدينة, وتأتي هذه الخطوة حداً لظاهرة الزحام, لكن هيهات, فكل يوم هناك عشرات السيارات الخاصة التي تتدفق في شرايين واوردة المدينة, وتسبب لها الانسدادات والتصلبات.. والحالة الوحيدة التي تجد فيها تاكسياً جديداً, ان يكون صاحبه نزع لوحات سيارته القديمة (التاكسي) ووضعها في سيارة جديدة, وهي تسير بنفس اللوحات القديمة.. لكن معظم أصحاب التاكسي في القاهرة لا يرون أن عليهم التغيير, فالسيارات الجديدة مكلفة, وكذلك هم يطمعون في أن تمد لهم الدولة يد العون وتملكهم سيارات جديدة بأقساط مريحة, تقيهم عناء دفع الكثير من المال, في ظل الظروف الاقتصادية الضاغطة.. ويقول عم رجب سائق التاكسي: العربية موديلها قديم, بس لسه فيها خير وبركة, واهي ماشة.. اوقفها ليه؟ ولا نرى أن عم رجب مكترث كثيراً أو آبه بما ينتج عن عوادم السيارات القديمة، فالتلوث تراه ماثلاً في شكل تعرجات وخرائط سريالية تلون معظم بنايات القاهرة، فهو يأتي بالغذاء له ولأولاده, وتأمين مصروفات الدروس الخصوصية لهم، في أعلى هرم أولوياته, وبعد ذلك بدرجات بعيدة في اسفل الهرم, يمكن أن يفكر عم رجب, وغيره من سائقي التاكسي, في تلوث البيئة!!