تقود منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة «الفاو» الجهود الدولية الرامية الى دحر الجوع، وقد باشرت المنظمة أعمالها في السودان منذ (40) عاماً وتوسعت في مناطق كثيرة لتعمل جنباً الى جنب مع الحكومة، بجانب التدخلات ذات الصلة لمختلف البرامج الاسعافية الطارئة وبرامج التنمية في مجال الأمن الغذائي وسبل العيش، ومنظمة الاغذية والزراعة للأمم المتحدة «الفاو» تعتبر وكالة الأممالمتحدة المختصة بالزراعة والتنمية الريفية. وفي ذات السياق أعلنت المنظمة أول أمس رسمياً عن بدء خطة أغسطس 2010م، لشمال السودان بفندق برج الفاتح بالخرطوم، برعاية ماي موسى أباري ممثل المنظمة بالسودان، وحضور مقدر من المنظمات والسفراء والمهتمين والجهات المانحة، وأشارت المنظمة في بيان صحفي ان برنامج العمل يكمل انشطة المنظمة الجارية التي تضطلع بها في شمال السودان في مجال التنمية طويلة الأجل، وبلغت الميزانية المقترحة لبرنامج العمل أكثر من (45) مليون دولار موزعة على اثنتي عشرة خطة من خطط البرنامج والتي من خلالها ستقوم المنظمة بتنفيذ التدخلات ذات الصلة في مناطق دارفور الكبرى، المناطق الثلاث، الولاياتالشرقية، والولاية الشمالية والخرطوم، حيث يعتمد البرنامج على نهج إدارة الكوارث للتغلب على الوضع المعقد في شمال السودان، وتسعى المنظمة لتوسيع انشطتها الحالية الى نطاق أوسع بالتركيز على سبل العيش واتباع استراتيجيات المرونة، بجانب عملها على بناء القدرات للمؤسسات المحلية لحماية واستعادة سبل كسب العيش وانعاشها، وحددت المنظمة أولوياتها خلال خطة عملها بشمال السودان والتي جاءت تحت شعار: «الاستجابة للطواريء وإعادة التأهيل في مجال الأغذية والزراعة» في تعزيز التنسيق في قطاع الأمن الغذائي وسبل المعيشة وبناء القدرات للمؤسسات السودانية ذات الصلة، وتعزيز مقدرة الحكومة على التأهب والاستجابة للأمراض الحيوانية الحدودية، وزيادة توافر البذور المحسنة والمنتجة محلياً، ودعم الانتاج المحلي من الثروة الحيوانية وتوفير الخدمات الصحية، وخلق فرص بديلة لكسب العيش من خلال دورات تدريبية، وقالت داليا أمين المسؤولة بمكتب «الفاو» بالخرطوم ل (الرأي العام) ان التدخلات ذات الصلة يقصد بها الانشطة حسب الوضع الحاصل بالمنطقة، خصوصاً في الحالات الطارئة وإعادة التأهيل، بالاضافة الى الانشطة الأخرى في مجال التنمية للمناطق المتأثرة بالحروب والكوارث الطبيعية، وأضافت: بتقديم ادوات عمل وبذور واغنام، التدريب على صناعة الاغذية وقالت داليا: دائماً المنظمة تقوم بمساعدة صغار المزارعين والمنتجين للثروة الحيوانية وذلك بدعمهم المباشر وغير المباشر حتى في مناطق الريف النائية، وأكدت ان الشريك الاساسي للمنظمة هو وزارة الزراعة الاتحادية والوزارات الولائية للزراعة والثروة السمكية، وتعمل المنظمة جنباً الى جنب مع الحكومة، من جانبه أشار أحمد البدوي وزير الزراعة السابق بالولاية الشمالية الى دعم «الفاو» لمزارعي الولاية عقب كوارث فيضاني 1988 - 1998م، حيث قدمت مجموعة من الطلمبات والاسبيرات والبذور المحسنة وقال البدوي: المنظمات دائماً دعمها محدود وغير مباشر يتمثل في بناء القدرات وتقديم المعينات لكنها تفيد الناس كثيراً، وأضاف (45) مليون دولار كميزانية لبرنامج عامين رقم كبير، وناشد بالاستفادة منه بتأهيل المشاريع الزراعية وقيام المصانع التحويلية لسكر البنجر الذي تتميز به الولاية الشمالية التي يعمل بها صغار المزارعين. وقال يمكن تجميع مجموعة من صغار المزارعين في مساحة (100) فدان وتقديم الدعم غير المباشر لهؤلاء، ويرى عبد الجليل تمساح وكيل وزارة الزراعة الأسبق ان ما تقوم به الفاو ومن مشاريع وبرامج غير فعالة، وتعتبر ابجديات اولية في مجال الزراعة، وناشد بالاتجاه إلى الدخول في مجال البنيات التحتية مثل كهربة المشاريع ونقل التقانة، وبناء محطات البحوث ومكاتب الارشاد الزراعي والحيواني، وتوزيع عربات بيطرية متحركة. وأضاف يمكن تقديم المعينات عبر اتحادات المزارعين والجمعيات التعاونية كاضافة جديدة فيما تقدمه الفاو، وناشد المنظمة بالعمل لدرء الكوارث لا أن تنتظر وقوعها، وقال: ان مبلغ (45) مليون دولار لعامين مبلغ ضعيف جداً مقارنة باحتياجات الولايات المذكورة سواء في الشمال أو الشرق أو الغرب وما تضطلع به المنظمة من انشطة في مجال الزراعة.