أخبارٌ تهرول خلفنا فنهرب منها أحيانا، فهى من نوع الأخبار التى لا تفعل شيئاً غَيرَ إثارتنا لنفرز هرمون التوتر... نهرب منها لنهرول خلفَ أخبارٍ تفرز فينا هرمون الاسترخاء! إفتتح مركز الخرطوم للرعاية بالثدى نفسه بالخرطوم قبل أيام قليلة... وهو الآن يقدّم خدماته الفحصيّة والتشخيصيّة بالمجان... هذا المركز عمل خيرى من أوّل السطر إلى آخر سطرٍ فيه، أنشأته مؤسسة (مو) وهى مؤسسة بريطانيّة يملكها سودانى... من بين هجمة الدولار وتذبذب اليورو ودلال الاسترلينى يخرج إلينا مركز الخرطوم لرعاية الثدى ليصافح مركز السلامة فى الجهاز العصبى للسودانيين! سرطان الثدى هو الشبح السرطانى الأوّل لسيّدات السودان، حتى وإنْ قُورنَ بالشبح السرطانى الأوّل للرجال: سرطان البروستاتا... فسرطان الثدى يتمدّد فى مساحة نسائيّة مقدّرة، ولا يوقف هذا التمدّد غير إشهار سلاح الكشف المبكّر فى وجهه! ربّما يقلق بعض الرجال حين يعلمون أنّ سرطان الثدى ليس مرضاً نسائيّاً مائة بالمائة، فله هامش نادر الحدوث فى الرجال... لكنْ فى الخريطة البيولوجية للإنسان غدّة (غير صمّاء) فى حالة السيّدات تصبّ إنتاجها اللَبَنى للمنفعة الحصريّة! أشتهر الثدى بأمراضه الإلتهابيّة و الورميّة، وأشهر تلك الأمراض فى كل العالم هو سرطان الثدى، فهو سرطان المرأة الأوّل فى كل العالم، لا فرق فى ذلك بين غرب العالم وشرقه ولا شمال الدنيا ولا جنوبها، ولا حتّى بين المؤتمر الوطنى والحركة الشعبيّة!... وخط الدفاع الأوّل هو خط الدفاع الأخير: الكشف الذاتى والفحص المبكّر بال mammography لدىّ تفويض من مركز رعاية الثدى بالخرطوم لتقديم بطاقة دعوة مجانيّة لكل سيّدة بلغت الأربعين فما فوق للتفضّل بزيارة مركز الخرطوم لرعاية الثدى (لالتقاط) صورة (تذكاريّة) بجهاز (الماموقرام)! فى هذا المركز وتحت عناية الدكتورة هانية اختصاصيّة التشخيص بالأشعة ومساعدين لها ذوى خبرات بريطانيّة يُسترد الثدى من الشِعْر الغنائى والرسم التشكيلى وكاميرا السينما للفحص عليه بعد أن ثبت أنّه عضو يتمرّد على المرأة، يخضع للكشف والفحص للإطمئنان عليه بمعايير الصحة العامة، ثمّ يُعَاد تارة أخرى للشعراء والرسّامين ومصوّرى سينما الإغراء!!