احتشد عدد مقدر من أبناء وبنات شعبنا السوداني العظيم بدار «الرأي العام» أمس مشاركين في الندوة التي أقامتها الصحيفة لمناقشة العنف ضد المرأة.. (الشابة سناء نموذجاً). منظمات المجتمع المدني كافة المدافعة عن حقوق المرأة وأهل القانون من محامين ومدير المباحث ورجال دين وجمهور غفير.. لم نتوقعه بذلك العدد الهائل. لقد تجاوب أبناء شعبنا مع هذه الشابة التي أحزنت مأساتها كثيرين وهزت وجدانهم.. وأكدوا جميعاً قصور القوانين في معاقبة مثل هؤلاء الذين يمارسون العنف ضد المرأة في أشكاله وألوانه كافة.. وطالبوا بتعديل الكثير من القوانين.. كما انتقدوا إجراءات التنازل الذي تم في حق زوجها الذي ارتكب جريمة شنعاء.. وهو الذي تزوج بينما هي في المستشفى تعاني من الآلام المبرحة. لقد انفقت هذه الأسرة المتواضعة كل ما تملك من أجل العلاج.. ولم تعد تملك شيئاً، وكانت استجابة أهل الخير من أبناء السودان في داخله وخارجه في أركان الدنيا الأربعة.. استجابة مدهشة ولكنها ليست غريبة على أبناء السودان. عدد من رجال الأعمال.. من أصحاب النخوة السودانية المعروفة أرسلوا دعمهم بالملايين ورفضوا ذكر أسمائهم.. رجل سوداني عرف بعمل الخير وبفروسية كاملة أعلن عن استعداده لعلاجها سواء في السعودية أو لندن أو حتى أمريكا.. وقال لي عبر الهاتف أتركوا تكاليف العلاج عليَّ واشتروا لأسرتها منزلاً من المال الذي تبرع به أهل الخير، ورجل أعمال آخر أعلن عن تكفله بعلاجها في القاهرة على حسابه الخاص.. ثم آخر.. طبيب من أمريكا أعلن عن استعداده للتكفل بعلاجها في مستشفى أمريكي متخصص.. ومجموعة من أطباء سودانيين يعملون في إيرلندا اتصلوا معلنين تكفلهم بالعلاج.. ومدير عام الشرطة الفريق أول محجوب حسن سعد الذي أعلن اللواء عابدين الطاهر من داخل الندوة عن دعمه في علاج الشابة سناء. لقد أكد الشعب السوداني أصالته.. وهو يؤكدها يومياً في الوقوف أمام المحن والكوارث والإبتلاءات وفي التكافل الاجتماعي. الحشد كان تعبيراً حقيقياً لمعدن هذا الشعب العظيم.. وأكد احترامه للمرأة واستعداده للدفاع عنها. الاستنكار لما حدث ل (سناء) كان مدوياً وكان عظيماً.. رفع كثيراً من روح سناء المعنوية.. وهي تسمع الإشادة بقوتها وبصمودها وشجاعتها في مواجهة المحنة. وقررنا في هيئة تحرير «الرأي العام» تخصيص صفحة نصف شهرية تحررها منظمات المجتمع المدني المدافعة عن حقوق المرأة وذلك لخلق وعي بقضايا المرأة.. ضمن حركة التنوير التي تقودها تلك المنظمات.. وقد طلبنا من الناشطة الأستاذة ناهد جبر الله والدكتورة ناهد محمد الحسن المساهمة في إعداد هذه الصفحة.. وقد اقترحت الأستاذة ناهد جبر الله أن تكون ضربة البداية لهذه الصفحة يوم 8 مارس وهو يصادف عام المرأة.. وذلك تقديراً للمرأة.. أماً وزوجة وبنتاً وشقيقة. و«الرأي العام» تقدم هذه الخدمة للمرأة.. مساهمة منها في حركة التنوير.. الذي يستفيد منها قطاع المرأة بشكل واسع. غابت عن الندوة.. وعن المساهمة في حل هذه المحنة والفاجعة الكبيرة.. منظمات الأحزاب النسائية والرياضيين بشكل أوسع ما عدا شخصيتين عرفتا بالمساهمة في مثل هذه الأعمال وغاب عنها كثير من رجال الأعمال. وكنا نتوقع أن تقام دورة رياضية رباعية يعلن عنها اتحاد الكرة.. للمساهمة في علاج سناء وهو علاج مكلف للغاية. التحية والتقدير لكل مساهم في إعادة الأمل والبسمة للمظلومة سناء. ونأمل أن تكون الجريمة الأخيرة ضد المرأة. والله الموفق وهو المستعان