تدخل الشابة سناء الأمين التي تم تشويه وجهها بماء النار بواسطة زوجها الذي لم تقبل العيش معه مرحلة جادة من العلاج في الولاياتالمتحدةالأمريكية بمبادرة كريمة من الشيخة فاطمة بنت مبارك.. حيث غادرت الخرطوم ظهر اليوم متوجهة الى دولة الإمارات العربية المتحدة ومنها الى الولاياتالمتحدةالأمريكية حيث ستجرى لها عدة عمليات في أكبر المستشفيات المتخصصة في أمريكا. وكان وفد إماراتي رفيع المستوى قد التقى الطالبة سناء قبيل سفرها، حيث وقف الوفد على احتياجاتها الإنسانية وذلك بحضور سعادة عيسى عبد الله الباشا النعيمي سفير دولة الإمارات العربية بالخرطوم الذي كان متابعاً لقصة سناء منذ لحظة نشرها ب «الرأي العام». وكانت الشيخة فاطمة بنت مبارك الرئيسة الفخرية لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي قد تكفلت بعلاج الطالبة سناء التي تعرضت لحروق شديدة في وجهها فقدت على إثرها إحدى عينيها وشعرها وأحدثت تشوهات شديدة في الوجه. وترأس الوفد سعادة الدكتور صالح موسى الطائي الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي وعضوية فلاح الخيالي ممثل مكتب سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء. الطائي قال إن مبادرة الشيخة فاطمة جاءت تجاوباً مع نداءات أطلقها ذوو القلوب الرحيمة لعلاج سناء. وقال السفير عيسى عبد الله الباشا في اتصال تلفوني تلقيته منه ظهر أمس من مطار الخرطوم بأن علاج سناء يأتي في إطار النهر المتدفق والخالد من العطاءات الإنسانية من دولة الإمارت للشقيقة السودان.ويؤكد اهتمام سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك أم الإمارات (حفظها الله) بأبناء هذا الشعب الصديق، وهذه تذكرنا بمكرمة صاحب السمو المغفور له الشيخ زايد بن سلطان لعلاج الطفل السوداني الناجي الوحيد من الطائرة السودانية التي سقطت في مدينة بورتسودان، كما تؤكد عمق العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين. إننا في «الرأي العام».. نفخر ونعتز بأننا نقلنا مشكلة الطالبة سناء الى أهلنا من رجال الخير بالسودان الذين لم يتأخروا على الإطلاق في المساهمة بعلاجها.. بل تدفق علينا دعمهم للعلاج.. بل أعلن الأخ صلاح أحمد إدريس عن كامل استعداده لعلاجها علاجاً كاملاً بأمريكا أو أي بلد متقدم في علاج مثل هذه الحالات واقترح أن يتم شراء منزل لأسرتها من الدعم الذي يأتي من الآخرين. كما أعلن رجل الأعمال الشاب جمال الوالي عن استعداده لعلاجها في خارج السودان على نفقته الخاصة، ومبادرة صلاح وجمال لم تكن غريبة، فقد عشت حالات كثيرة مماثلة تقدم لها الرجلان بقوة عندما كنت قريباً جداً منهما في يوم من الأيام، لذلك كنت متوقعاً أن يبادرا مثل هذه المبادرة. كذلك دعمنا أسامة داؤود عبداللطيف وكان أول الداعمين بمبلغ مقدر.. وكذلك جاء أنصار السنة وغيرهم من أهل البر والخير في بلادنا.ولكن إصرار الشيخة فاطمة جعلنا وجعل أهلها يفضلون دعوتها.. في علاجها في أمريكا والذي سيكلف أكثر من مائتي ألف دولار. وفاجأنا صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز وهو سلطان الخير والبركة باستعداده بأن يتكفل بعلاجها على نفقته الخاصة في أمريكا، واتصل بي السفير الراقي والسفير الإنسان الأستاذ محمد عباس سفير المملكة العربية السعودية بالسودان ناقلاً استعداد الأمير سلطان لعلاجها.. وجاهزيته في اللحظة لسفرها حيث أكد لي أن المبلغ جاهز. ونحن في «الرأي العام» نتقدم بجزيل الشكر والتقدير لكل الذين بادروا بدعم علاج سناء.. الذين دفعوا والذين أبدوا الاستعداد لدفع كل ما يتطلبه العلاج، وأخص بالشكر الأخوين الكريمين صلاح إدريس وجمال الوالي.. وأسامة داؤود عبد اللطيف وكل الذين سارعوا بالتبرع أو الذين أبدوا تعاطفهم معها.. والذين حضروا منبر «الرأي العام» الذي أُستضيفت فيه الطالبة سناء وعدد من المحامين واللواء عابدين الطاهر.. وعدد من ممثلي منظمات المجتمع المدني المدافعة عن حقوق المرأة. ونحن ما زلنا على استعداد أن نكمل المشوار بتنفيذ مقترح الأخ صلاح إدريس بشراء منزل لأهلها بالخرطوم.. لأن هذه الأسرة فقدت كل شئ في بداية علاج ابنتها، ونأمل أن تتسارع الخطى لإكمال هذا المشروع الإنساني العظيم. وهنا لابد لي أن أتقدم بجزيل الشكر لأخي وزميلي الأستاذ ضياء الدين بلال مدير التحرير الذي أول من فجر القضية ب «الرأي العام» عن طريق الأستاذ التاج عثمان رئيس قسم التحقيقات الذي استطاع أن يعكس مأساة سناء بشكل جذب كل أهل الخير والإحسان ولابد من شكرهما شكراً جزيلاً. ونحن في «الرأي العام» وعبر جمعية «الرأي العام«» الخيرية التي يديرها الاستاذ عوض الكريم أحمد سنواصل مشوار العطاء لعلاج كل الحالات التي تستدعي ذلك. والله الموفق وهو المستعان.