اعترف الاتحاد الاوروبي رسمياً بدخول قواته العاملة بتشاد (يوفور) الحدود السودانية واطلاق النار على نقطة مراقبة للجيش السوداني بمنطقة ام جرادل بغرب دارفور، فيما، طلبت فرنسا من السلطات السودانية مساعدتها للعثور على جندي تابع للقوات الخاصة الفرنسية اختفى بعد مواجهة في الاراضي السودانية قرب الحدود مع تشاد، كما اعلن ارفيه موران وزير الدفاع الفرنسي امس. وقال ارفيه للصحافيين لقد طلبنا من السلطات السودانية مساعدتنا في العثور على الجندي المفقود وهو برتبة (سرجنت) في القوات الخاصة ويعمل في اطار قوة «يوفور». واضاف لقد تم الاتصال بالحكومة السودانية منذ مساء (الاثنين) بواسطة (وزير الخارجية) برنار كوشنر. وقال وزير الدفاع الفرنسي ان العربة اجتازت دون انتباه الحدود لمسافة تتراوح بين كيلومترين إلى ثلاثة كيلومترات في الاراضي السودانية حين كانت تحاول تفادي منطقة مستنقعات. واضاف الوزير الفرنسي ان عناصر فرنسية اخرى قدمت للمكان في مسعى للعثور على الجندي المفقود، غير انهم تعرضوا مجددا لاطلاق نار ما دفعهم للرد دفاعاً عن النفس، مؤكداً ان الجنود الفرنسيين في «يوفور» لم تكن لديهم ادنى نية في دخول اراضي السودان، واكد لسنا هناك من اجل حرب او مواجهة مع السلطات السودانية. وقال علي الصادق الناطق باسم الخارجية السودانية صباح امس ان سيارة جيب عسكرية عبرت الحدود قادمة من تشاد في الساعة الخامسة بعد ظهر الاثنين وحصل تبادل لاطلاق نار بينها وبين نقطة تفتيش تابعة للقوات السودانية تتمركز على بعد «5» كيلومترات من خط الحدود مع تشاد ووقع تبادل لاطلاق النار داخل الاراضي السودانية. واضاف ان سيارة الجيب دمرت تماما وفر خمسة او ستة عسكريين الى الاراضي التشادية سيراً على الاقدام ولم تتم ملاحقتهم. وتابع انه بعد ساعة من هذه الواقعة دخلت ثلاث سيارات عسكرية تحميها مروحية الى المنطقة نفسها وحدث تبادل لاطلاق النار. وبحسب الوزارة ادى تبادل اطلاق النار الى مقتل مدني غير انه لم يتم اسر اي جندي اجنبي. وقال بيان صادر من مكتب الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية ان المنسق الاعلى لسياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية خافيير سولانا اكد لسفارة السودان في بروكسل ان بعض جنود (يوفور) دخلوا الحدود السودانية عن طريق الخطأ وقدم اعتذاره عن هذا الحادث كما قامت سفارة فرنسابالخرطوم بالاعتذار لوزارة الخارجية. واضاف البيان ان (يوفور) افادت بأن السيارات العسكرية التابعة لها ضلت طريقها ، وانه ما كان لها عبور الحدود السودانية وانهم لا يعلمون الاسباب التي ادت الى ان يطلق الجنود الاوروبيون النار على نقطة المراقبة السودانية وان ( يوفور) ستجري تحقيقا في هذا الصدد. واكدت الخارجية ان اعتراف قوات ( يوفور) بالخطأ واعتذارها عنه يعتبر خطوة في الاتجاه الصحيح وان السودان سيبدي من التعاون مع المعنيين ما يضمن عدم تكرار مثل هذه التجاوزات على سيادة ووحدة اراضيه وسلامة مواطنيه. واوضح البيان ان السودان اخذ علما من «يوفور» بفقدان جندي اوروبي داخل الاراضي السودانية وابان ان توجيهاً صدر للوحدات العسكرية والامنية السودانية الموجودة في المنطقة بتكثيف البحث عن ذلك الجندي وضمان سلامته وتسليمه للسلطات المختصة في الخرطوم للنظر في كيفية اعادته لبلاده.