يفتح توغل القوات الاوربية المعروفة ب (اليوفور) لثلاثة كيلومترات داخل الاراضى السودانية سواء بالخطأ ام عن قصد احتمالات التصعيد بين السودان وفرنسا ، كما ان هذا التوغل وتداعياته من شأنه تغذية مخاوف السودان المضمرة من تواجد قوات اجنبية على اطرافه، وهو الذى ما انفك يقاوم تواجدها داخله متمثلة فى قوات الاتحاد الافريقى والامم المتحدة او (الهجين)، وتوغل القوات الاوربية شكل من جهة اخرى بداية سريعة لسلسلة تعقيدات محتملة تواجه مهمة القوات الاوربية التى تنتشر فى شرق تشاد وافريقيا الوسطى بحجة حماية المدنيين فى شرق تشاد لا سيما اللاجئين السودانيين، وتشارك فرنسا بنصف القوة البالغة (3700) فرد ولكنها ، فقدت جنديا ضل طريقه فى الصحراء واصيب آخر فى اشتباك القوة التى عبرت الحدود مع القوات المسلحة السودانية ، هذا الاشتباك هو الاول من نوعه، وكشف ان القوات الاوربية تتحرك فى منطقة فوق قساوة الطبيعية الصحراوية تتقاطع فوقها سيادة ونفوذ جيوش رسمية ومليشيات عابرة للحدود مما يرشحها الى اشتباكات اخرى ومتاهات اكبر قد تلف كتيبة بحالها وليس جنديا فرنسيا ، تائهاً تطالب بلاده السودان التعاون فى العثور عليه بينما تنفى السلطات السودانية علمها بمكان الجندى ، وجاء الطلب الفرنسى على لسان وزير الدفاع الفرنسي ايرفيه موران فى حديث لراديو فرانس اينفو عندما قال «طلبنا من السلطات السودانية مساعدتنا في العثور على الجندي المختفي في الوقت الراهن، نحن قلقون لكن ليس لدينا أية معلومات على الاطلاق.»وقال موران «لقد عبرا الحدود دون ان يدركا ذلك ووجدا انهما على بعد نحو عشرة امتار فقط من قوات مسلحة سودانية فيما يبدو». ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الناطق باسم وزارة الدفاع الوطنى اللواء عثمان محمد الاغبش امس ان القوات السودانية تبادلت النيران مع قوات (غير افريقية) دخلت المنطقة الغربية للسودان مرتين قادمة من تشاد ما اسفر عن مقتل سودانيين احدهما عسكري والآخر مدني. وقال الاغبش للوكالة الفرنسية ان الحادث وقع بعد ظهر الاثنين عندما «دخلت سيارة تابعة لقوات غير افريقية قادمة من تشاد الاراضي السودانية وعندما تعرضت لنيران الجيش السوداني دخلت ثلاث سيارات اخرى الى نفس المنطقة». وكانت قيادة اركان قوة (اليوروفور) اعلنت مساء الاثنين ان جنديا فرنسيا من الكتيبة الفرنسية اختفى اثر دخوله خطأ الى السودان. وجاء في بيان لقوة يوروفور ان «الحادث الحدودي وقع في منطقة تيسي جنوب شرق منطقة العمليات» التي تنتشر فيها القوة الاوروبية. واوضح البيان ان «مركبة خفيفة من طراز لاند روفر اجتازت خطأ الحدود وتقدمت مسافة ثلاثة كيلومترات داخل الاراضي السودانية» موضحا ان «محاولة استعادة المركبة جوبهت باطلاق نار معاد» مما ارغم الجنود على مغادرة المنطقة. وأعلن الاتحاد الاوروبي ان مركبة تابعة لقوته في تشاد ضلت طريقها الي السودان وقوبلت بنيران من القوات السودانية في حادث أسفر عن فقد احد افراد القوة. وقال بيان أصدره مقر القوة قرب باريس يوم الاثنين «دخلت مركبة واحدة غير مدرعة من نوع لاندروفر بطريق الخطأ لمسافة ثلاثة كيلومترات خلف الحدود السودانية. دخول اليوروفور الى الاراضى السودانية بهذه الطريقة المريبة يؤسس الى ازمة جديدة بين فرنسا الطالبة من السودان التعاون معها للعثور على جندى تقول انه تائه فى منطقة تكاد تملك اسرارها الجغرافية والديمغرافية وهى التى تمول الرئيس التشادى ادريس ديبى بالمعلومات الاستخبارية التى شكلت اساس انتصاره على المعارضة ، وهو ما يطرح سؤالاً مهماً هل فعلا فرنسا لا تستطيع الوصول الى جنديها المفقود، وما حقيقة هذا الجندى المفقود، مما يؤشر الى بداية التصادم بين القوات الاوربية ومن خلفها فرنسا والسودان الى جانب ما قاله اللواء الاغبش لوكالة الصحافة الفرنسية عندما نفى فرضية دخول السيارات عن طريق الخطأ الى السودان وقال «الخطأ لا يتكرر مرتين». والسيناريو المتوقع ان يطالب السودان بتأكيدات واضحة وضمانات حاسمة بأن لا تتجاوز القوات الاوربية الحدود وتلتزم بالتفويض الممنوح لها، وتكرار هكذا الحادث يدخل من باب التعمد فى انتهاك السيادة الوطنية يدفع الى تصعيد وتوتر فى علاقات السودان بالمجتمع الاوربى ليست محسوبة النتائج.