اعلنت روسيا على لسان - فيتالى تشوركين سفيرها ا لدى الاممالمتحدة ان بلاده تقترح تقديم بعض طائرات الهليكوبتر التي تحتاجها الاممالمتحدة لدعم قوة حفظ السلام في اقليم دارفور بغرب السودان. واضاف تشوركين «السيناريو الاكثر ترجيحا لاستخدام طائرات هليكوبتر روسية هو أن تقدم روسيا طائرات الهليكوبتر على ان تأتي الاطقم من دول اخرى.»وتفيد التقارير الواردة من نيويورك ان الاممالمتحدة تسعى لتأمين ست طائرات هليكوبتر هجومية و18 هليكوبتر اخرى للنقل لدعم القوة المختلطة للامم المتحدة والاتحاد الافريقي ( يونيميد) التي من المزمع ان يصل قوامها الى 26 ألف فرد والتي بدأ نشرها في دارفور. وتقول ادارة حفظ السلام بالاممالمتحدة ان طائرات الهليكوبتر ضرورية حتى تتمكن يوناميد من العمل في منطقة بحجم فرنسا. وتتباطأ الدول في الرد. وقبلت الاممالمتحدة اربع طائرات هليكوبتر هجومية من اثيوبيا وتناقش طائرات للنقل مع اثيوبيا وبنجلادش. وقال تشوركين وفقا لما ذكرته وكالة رويترزللانباء امس ان روسيا تعرض ارسال بضع طائرات هليكوبتر يمكن استخدامها في الصحراء. لكنه لم يذكر تفاصيل أخرى. وقال ايضا ان بلاده مستعدة لارسال طائرات هليكوبتر بأطقمها للعمل مع قوة حفظ السلام التابعة للاتحاد الاوروبي في تشاد المجاورة للسودان. ونقص الهليكوبتر احد مشاكل كثيرة تبطيء بنشر يونيميد التي تحل محل قوة للاتحاد الافريقي قوامها 7000 فرد للمساعدة . وجاء الاعلان الروسى المفاجئ بعيد ساعات قليلة من انتهاء الروس من حمى الانتخابات التى فاز فيها دميترى ميدفيديف النائب الاول لرئيس الوزراء فى حكومة بوتن والذى من المتوقع ان يعين رئيسه السابق رئيس الوزراء وتأتي استجابة روسيا لدعم القوات الهجين مرتكزا ظاهريا على النداء الذى وجهه الامين العام للامم المتحدة خلال فى تقريره الذى تلاه بمجلس الامن فى فبراير الماضى مطالبا فيه المجتمع الدولى توفير عدد من الطائرات لدعم قوات (الىونميد ) فى دارفور وطالب حينها الدول التي تعهدت بالمساهمة في القوات المختلطة في دارفور الإسراع بنشر قواتها على الأرض، وحث الدول الأعضاء على توفير الإمكانيات اللازمة للقوات بما فيها القدرات الجوية المتمثلة فى الطائرات. وتقول ادارة حفظ السلام بالاممالمتحدة ان طائرات الهليكوبتر ضرورية حتى تتمكن يونيميد من العمل في منطقة بحجم فرنسا. ,وهذه الخطوة التى وصفها رئيس البعثة المشتركة (الىونيميد ) رودلف ادادا بانها صعبة و الذى ألح على توفير المروحيات لها والاسراع بنشرها ، راهنا المعالجات الجذرية لحل الازمة، بتوفير هذا الدعم الذى يصفه اندرو ناتسيوس المبعوث الامريكى السابق للسودان بالسلحفائية. ورغم هذه المبادرة الروسية التى تجد الاستحسان سياسيا يثور حديث فنى حول جدوى الطائرات الروسية التى يعتبرها البعض هاجسا يؤرق مستخدمى هذه الطائرات ( بعد ان كثرت حوادثها) ويرى العميد امن معاش حسن بيومى ان الآنتينوف الروسية تعانى من عدم القبول متوقعا أن لاتقبل الاممالمتحدة بهذا النوع من الطائرات. اما الفريق محمد بشير سليمان نائب رئيس هيئة الاركان السابق فيصف الخطوة الروسية الداعمة للقوات الهجين بانها جاءت لتدعم موقفها وموقعها فى المنظومة الدولية لكونها احدى الدول دائمة العضوية في مجلس الامن (الفيتو) ولايمكن ان تعزل نفسها فى مثل هذه الحدث فضلا عن ان الخطوة تأتى فى مصلحة السودان الذى هو فى حاجة الى احداث توازن فى الازمة التى تسيطر على مفاصلها الولاياتالمتحدة ,لكن بشير اشار الى ان الطائرات الروسية محل احترام ومعروفة فى السودان متوقعا ان ينعكس وجودها ايجابا على مهمة القوات الهجين فى الرقابة والاستطلاع .والملاحظ فى رأى المراقبين ان الاممالمتحدة لم تكشف حتى الآن عن حجم حاجتها الحقيقية لتلك الطائرا ت الا ان مصدرأ ببعثة الىونميد بالخرطوم فضل حجب اسمه قال ل(الرأي العام) ان حاجة الهجين من الطائرات تحددها وصول ماتبقى من القوات والصعوبات المتوقعة بعد نزول هذه القوات على الارض ولكنه اشار الى امكانية قبول الاممالمتحدة بالطائرات الروسية ( بالرغم من عدم كفاءتها) وذلك لضغط المجتمع الدولى بسرعة نشر الهجين الى جانب الحاجة الماسة لنشر القوات وكشف المصدر نفسه عن ضغوط داخل الاممالمتحدة تبحث عن ايجاد حل لكافة العقبات التى تقف امام نشرالقوات البالغ عدد (26) الف جندى وصل منها حوالى (9) آلاف فقط . ومهما يكن من امر ستظل عملية القوات الهجين مرهونة بتوفير اكبر قدر ممكن من طائرات الهليوكوبتر وآلىات الرقابة والاستطلاع ولكن هذه الاحتىاجات لاتزال عالقة مابين نداءت المنظومة الدولية وبطء بعض الدول الرافضة بهدف الضغط على الحكومة السودانية لفرض افراد فى قوة الهجين من دول تتحفظ الحكومة على مشاركتها.