في قضية السيدة سناء التي نشرتها «الرأي العام» ونظمت لها ندوة جامعة، غابت الحقيقة الواضحة التي لم يقف عندها ويجليها ويوفيها حقها الكثيرمن الذين تناولوا هذه القضية أزمة سناء كانت في (المحاية) نعم (المحاية ) التي فعلت بها ما فعلت والمحاية هي أزمة المجتمع السوداني وهي أزمة تكشف عن مشكلة ثقافة ومشكلة فهم سليم للتدين والدين ومشكلة قدوة في المجتمع وتقدير كبير للمال وأهل المال. ولم يعد أهل العلم والمعرفة والثقافة والخلق هم من يحظون بمكانة. في المجتمع تسود مفاهيم تتعامل مع الشعوذة والدجل ويخوض المجتمع السوداني في كثير من الأوهام وكثير من صور التدين الغريبة. رموز في المجتمع بل وفي الدولة يتخذ كل منهم شيخا يعود إليه في كثير من شأنه في عمله وعمل الدولة وفي رزقه- قيادات في الخدمة المدنية تسلم عقلها وروحها لمشايخ وطرق ومدائح وضربات طبول وسكرات عشق وهيام صوفي حالما تخرج من عملها الذي تمارسه. بثقافة مختلفة من كرة القدم وإلى العلاج ينتعش سوق الشيوخ وسوق الدجل ولا ترى وزارة مثل وزارة الثقافة أنها معنية بمحاربة ظاهرة الشعوذة السائدة في كرة القدم. ولا يعني وزارة الصحة في شئ صور العلاج التي لا تقوم على علم صحيح ومنهج معلوم وتسود صفحات الصحف بإعلانات عن علاج بحبة سوداء وآلة تعيد الصبا والشهوة وأوهام تشفي من الأمراض كافة التي فشل الطب في علاجها، ولا تلتفت وزارة الصحة لكل هذا العبث ومناهج التعليم لا تخرج موظفين قادرين على العمل، ولا تخرج قادة في المجتمع يملكون القدرة على الريادة والتوجيه والصحف حافلة ب (نواطين) الكرة وإعلانات الحبوب الملونة زرقاء وسوداء والفضائيات في الغناء واللغط. ولهذا فقد وجد من خرب وجه سناء أن الجميع يمكن أن يصدقه وينقاد له وأنه يمكن ان يخرج سليما. الوهم طريق آمن للسلامة سواء كان محاية أوشيخ طريق أوصاحب (عروق). لم يعد الدين حافزا للنهضة والتطور والنماء. لم يعد الدين ثقافة تقود المجتمع وسلوكا يوجه الأفراد. هذا زمان الظلمات ظلمات: العقل والسلوك والفهم والعبادة.