في مبادرة في غاية الاهمية عقد معهد أبحاث الطاقة التابع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي ندوة بالعنوان اعلاه، دعا لها عدداً من العلماء العرب وكعادة مثل هذه الندوات الهامة في السودان ،ان الاعلام يكون ضعيفا قبل انعقادها لذلك لم اتمكن من متابعتها ولم اتحصل على معلومات مما خرجت به ،الا النذر القليل لكن ذلك لم يمنعني من تسليط الضوء عليها ولفت انتباه الناس اليها بحسبانها تتناول قضية هامة من اهم قضايا العصر التي تثير اهتمام العالم وبالطبع تثير اهتمام السودان أيضا. الندوة ناقشت قضايا الطاقة البديلة للطاقة الحالية المستخرجة من النفط من منطلق القول او الحكمة التي تقول إن العالم لا يمكن ان يعتمد على مصدرواحد للطاقة وهو النفط. لذلك جاءت الأبحاث والدراسات بالطاقة المتجددة المولدة من الرياح ونوع آخر من الطاقة يسمى الطاقة الجديدة المولدة من المخلفات. لكن النتائج التي توصل اليها العلماء من هذه البحوث والدراسات بعد التجارب على هذه الانواع من البدائل أثبتت ان الطاقة الكهربائية المولدة منها لم تكن كافية لمقابلة احتياجات المشاريع الكبرى التي تحتاج الى معدلات عالية من الطاقة تتراوح ما بين (200- 300) ميقاواط فما فوق، وهذا المعدل العالي لا يمكن الحصول عليه من الشمس او الرياح او المخلفات . لذلك بدات الدول مؤخراً في الحصول على معدلات عالية من الطاقة النووية للأغراض السلمية للحصول على معدلات الطاقة الكهربائية ، وهذا البديل الجديد قادر على توفير الطاقة في حدود (1500- 2000) ميقاوات وهي كافية للصناعات الثقيلة وللمختبرات الفضائية ولتشغيل أجهزة اطلاق ورصد الصواريخ في العمليات العسكرية. إذاً ثبت علميا عجز الطاقة المتجددة والجديد ة في توفير القدر الكافي من الطاقة الكهربائية للمشروعات الضخمة وان كل ما يمكن ان توفره هو (190- 240) كيلو فولت KV ( كافية فقط لتوليد تيار متذبذب في حدود العشرين امبيرamP) وهذه المقادير يمكن استعمالها داخل المنازل لتشغيل الادوات الكهربائية او ما يسمى ب Home Appliance اولى الدول التي سبقت الجميع لتوليد الطاقة من الرياح هي دولة هولندا او النيزرلاند فقد استخدمت الطواحين الهوائية او ال(Wind Mills) لتوليد طاقة يمكن استعمالها في تشغيل طواحين الغلال لكنها فشلت في ذلك، ثم الان بدات الولاياتالمتحدة في مشروع توليد الطاقة الكهربائية من الرياح والشمس ورغم إن النتائج النهائية لم تظهر بعد الا انها قل حماسها لهذا المشروع مؤخراً. والامر الجازم لعجز هذه البدائل وعدم استمراريتها حسمها العالم البريطاني (لوف لوك) وهو ان البحث عن بدائل للطاقة ليس هو الحل الجذري لقضية تلوث البيئة وحدوث الكوارث او الخوف من نضوب النفط لان هذه القضايا ليس لها حل منظور في الوقت القريب لكن يمكن الاتجاه لتوليد الطاقة من المحطات النووية للأغراض السلمية لتخفيف حدة الكارثة المرتقبة او الحظر المقبل. في النهاية ومهما اختلفت الاراء فاننا نشيد بهذه الندوة وبمجهودات القائمين عليها ،ونظرا لاهميتها فضلنا تسليط الضوء عليها هنا ،مثلما درجنا في السابق على تسليط الضوء على القضايا التي هي حديث العالم اليوم مثل قضايا البيئة والتغيرات المناخية والجفاف والتصحر والنقص في الغذاء العالمي وهذه كلها قضايا تهم الوطن والغرض الأساسي من طرحها أولا باول هو ربط المواطن العادي بما يجري في العالم بقدر الامكان رغم علمنا انه مشغول بمكابدة الحياة اليومية.