بالأمس.. كادت تحدث كارثة بمنزلنا بسبب تماس كهربائي.. أشعل النار في مفاتيح التأمين.. وانطلقت سحابة كثيفة من الدخان.. مصحوبة بنيران. وسارعت بالاتصال بمكتب كهرباء الحارة التاسعة بمدينة الثورة الذي يبعد عن منزلنا مسافة دقيقتين بالسيارة من مكتب الحركة. كانت الساعة تقترب من الثانية عشرة والربع مساء.. وظل الموظف المسئول عن سجل البلاغات يسألني عن رقم العداد.. وقلت له.. يا أخي النيران والدخان أعمياء بصرنا.. ولم نتمكن من رؤية العداد.. وقال لي حسناً.. ومرت نصف ساعة ولم تحضر سيارة الكهرباء ثم عاودت الاتصال مرة أخرى وأصر الرجل على معرفة رقم العداد.. لم اتمالك اعصابي وأنا ارى الدخان يتكاثف.. واطفالي مذعورين.. ثم اتصلت بأحد شباب الأهل الذي اسرع إلى مكتب الكهرباء.. وكانت المفاجأة عدم وجود سيارة أو فني.. وقال المسؤول انهما يمتلكان سيارتين فقط واحدة لاندكروزر وآخرى بوكس تايوتا. اللاندكروزر في عمل في غرب الحارات.. أما البوكس يعالج عطلاً في احد الأعمدة في الحارة العاشرة.. ولو لا لطف الله وعنايته لحدثت كارثة في منزلنا.. ثم جاء فريق من الكهرباء.. وكل ما فعلوه ايقاف التيار الكهربائي.. إلى أن انطفأت النيران.. وخف الدخان.. وقال لنا أحدهم لا بد من احضار كهربائي لمراجعة كل الاسلاك.. قلت له لماذا لا تراجعونها حتى لا يعود مرة أخرى.. قال هذا ليس من اختصاصنا ولا عملنا.. والسؤال الذي يجب ان نطرحه على قيادة هيئة الكهرباء والوزير صاحب الهمة العالية الاستاذ اسامة عبد الله وزير الكهرباء والسدود.. وهو لماذا لا توفر وزارة الكهرباء سيارات كافية لتلبية استغاثات المواطنين.. خاصة ان فصل الصيف معروف بانتشار الالتماس الكهربائي .. خاصة ان وزارة الكهرباء تملك مليارات الجنيهات وتحصد المليارات كل شهر.. ان توافر الكهرباء دون حماية من مخاطرها لا فائدة منها.. ان العاملين بالكهرباء لا أحد يلومهم.. لانهم لا يملكون وسائل حركة تلبي مثل هذه الحالات مع الأخذ بعين الأعتبار ان مكتب الكهرباء بالحارة التاسعة يغطي مساحة كبيرة من الحارات.. لا يمكن ان يغطيها إلا اسطول من السيارات.. وعدد وفير من الفنيين. يا باشمهندس اسامة هذه ارواح وممتلكات المواطنين سيسألك الله يوم القيامة إذا قصرت في حماية هذه الأرواح والممتلكات.. حيث لا يفيد في ذلك اليوم أي اعذار لهذا القصور. لقد انجزت إنجازاً كبيراً بقيام سد مروي وما تعمل فيه الآن.. لكن كل ذلك ينساه المواطن إذا قصرت إدارة صغيرة من ادارات وزارتك تجاه المواطنين.. ونحن لا نريد ان ينسى شعبنا انجازاتك وجهدك المعروف لدى كل الناس. وفرت الكهرباء ولكنك لم توفر ما يمكن ان ينتج من توفر الكهرباء خاصة ان كل الشبكات خارج وداخل المنازل قديمة آكل عليها الدهر وشرب.. ونأمل ان تقوم بثورة تجديد شبكات الكهرباء كتلك الثورة التي قام بها والي الخرطوم الدكتور عبد الرحمن الخضر لتجديد شبكات المياه في كل الأحياء. كلامي هذا ليس شكوى.. لان ما حدث قضاء وقدراً بجانب قلة الامكانيات وانما انتباهة لما هو قادم.. في الماضي كان الاتصال بالباشمهندس مكاوي عندما كان مديراً للكهرباء متاحاً لكل الناس وقبله.. كان ياسين عابدين.. حتى مسؤولي الكهرباء الكبار.. متاحون للناس.. الآن الوضع تغير.. لا يمكن الاتصال بأي مسؤول بالكهرباء.. أما الاتصال بك يا سيادة الوزير فمن سابع المستحيلات. نحن نقدر مشغولياتك.. لكن من غيرك في هذه الوزارة يشعر بمشاكل وهموم المواطنين وهذا عشمنا فيك. لك الامنيات الطيبة والتوفيق.. والله الموفق وهو المستعان.