عندما يأتي الخريف يشعر الناس بالفرح والسعادة لبداية موسم جديد للزراعة بالجزيرة ولكن هذه الفرحة يقتلها قطاع وسط الجزيرة للكهرباء حيث أصبحت مكاتب المبيعات بجميع المناطق سوقًا لبيع الكهرباء بإضافة جنيه على الرغم من وجود هذه الخدمة عبر رسائل نصية لشركات الاتصال حتى أصبحت هنالك فتيات صغار السن يمارسن هذه المهنة الهامشية في مظهرها والمربحة في داخلها.. كما أن مكتب مدني شرق يمثل فوضى في هذا العمل فأصبحت عبارة «الشبكة طاشة» القول السائد حتى لدى حراس شركة الهدف الذين يخبرونك بأن هنالك أشخاصًا يجلسون في مكاتب حول مكتب مدني شرق لبيع الرصيد مقابل هذا المبلغ. كما أن سياسات الهيئة القومية للكهرباء في ذلك الوقت لتكريم الرواد الذين أسهموا في تطوير عملها فأطلقوا اسم بعضهم على «المحطات الفرعية «بلو، ود المبارك» وما أدراك ما قصة محول «ود المبارك» حيث أصبح سكان الأحياء الشرقية عندما تهب نسمة هواء يسألون الله أن لا ينقطع التيار الكهربائي حتى لا يقضوا يومهم من دون تيار.. أما قصة رقم الطوارئ والبلاغات فهل تعلم أنه مغلق دائماً والرقم الاخر مشغول دوماً وتغلق المكاتب الفرعية من الساعة التاسعة مساء وتحول البلاغات إلى بلاغات الرئاسة والتي توجد بها عربة واحدة بينما تقف السيارات آخر موديل أمام دور كبار المهندسين الذين هم خارج التغطية أما محمد أحمد البسيط فكان الله في عونه. ففي الوقت الذي تتحدث فيه وزارة الكهرباء والسدود أن السودان قد وصل إلى مرحلة الاكتفاء من التيار الكهربائي وتوصيل الكهرباء لقرى نائية نجد أن مستوى ضبط الجودة لا يزال ضعيفاً مع استجلاب تجربة العداد المقدم من جنوب إفريقيا.. والتي أصبحت في بعض الأماكن ملاذاً للطيور وأعشاشاً لتفريخ صغارها . كما أن مراجعة طلبات استبدال العدادات أصبحت السمة السائدة. انها رسالة لوزير الكهرباء أسامة عبد الله للقيام بزيارة لهذا الاقليم حتى يرى بام عينيه حتى يستطيع اصلاح مايمكن اصلاحه من اجل مستقبل مشرق في عهد الجمهورية الثانية التى يعول عليها المواطن كثيراً. احمد الطيب المنصور