وجدت جمهورية جنوب السودان، فور الاعلان الرسمى عنها، سلسلة من الاعترافات الدولية والتعهدات بالدعم لهذه الدولة الاحدث فى العالم وكان الجوار الافريقى حاضرا فى حفل العرس الكبير بجوبا ، فى الحدث الذى وصفته افتتاحية صحيفة الصندى نيشن الكينية بانه الابرز فى القارة الافريقية منذ انهاء عهد الابرتايد فى جنوب افريقيا، وقيام دولة الجنوب طرب له الافارقة كافة وقال بعضهم كالرئيس الجنوب الافريقى جاكوب زوما ان قيام دولة الجنوب فخر لأفريقيا، وهو كذلك حيث تمت عملية الانفصال بسلاسة غير متوقعة لدى الكثيرين من المراقبين بحكم علاقات الشد والجذب التى ميزت السنوات الانتقالية الست بعد اتفاق نيروبى للسلام بين الشمال والجنوب، ولكن جهمورية السودان اوفت بالتزاماتها فى القبول والاعتراف بنتائج الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب التى افضت الى قيام الدولة الجديدة التى قضمت ثلث مساحة السودان جغرافيا وفصلت تاريخياً وارثاً اجتماعياً وثقافياً كبيرين. افريقيا تتطلع الى جنوب السودان القادم الجديد من زوايتين: سياسية واقتصادية، فدول مثل جنوب افريقيا وزامبيا وزيمبابوى التى حضرت مراسم الاحتفال بتمثيل رؤسائها تنظر الى الجنوب كامتداد لحركات التحرر الوطنية فى افريقيا وان فى قيام الدولة الجنوبية انتصاراً للافريقانية الخالصة، بينما تتطلع الدول المحيطة بالجنوب الى الاستفادة اقتصاديا من هذا الارتباط مع الجنوب منذ سنوات الحرب وخصوصا يوغندا وكينيا واثيوبيا التى استضافت فى السابق اللاجئين الجنوبيين وحتى المقاتلين فى الحركة الشعبية ، هذا الدول تراقب الحدث المهم فى الجنوب بعين وبالعين الاخرى تراقب بعضها البعض حتى لا تنفرد دولة دون الاخرى بكامل (الكيكة) والتنافس سيكون محموماً بين هذه الدول وبين الدول الكبرى التى بدأت مبكرا فى احتواء الدولة الجديدة إذ أعلنت الولاياتالمتحدة عن قيام مؤتمر دولى لدعم جمهورية جنوب السودان فى سبتمبر المقبل. الكثير من افتتاحيات الصحف الافريقية الصادرة امس الاحد - أول يوم فى عمر الدولة الجديدة - حملت مع التهانىء والامنيات حزمة نصائح للحكومة الجديدة بضرورة الاهتمام بالتنمية والخدمات ومحاربة الفساد فضلا عن ابداء حرص كبير على تطوير العلاقات مع جمهورية السودان ودول الجوار الاخرى من اجل استدامة السلام والاستقرار حيث (لا يمكن لشعب خاض غمار الحرب لاكثر من خمسين عاما من اجل الاستقلال ثم يعود الى الحرب مرة اخرى فى قضايا يمكن حلها عبر التفاوض السلمى وخلق جوار آمن للدولة الجديدة ذات الطبيعة الجغرافية المنغلقة التى تتطلب تعاوناً مع جيرانها من اجل النفاذ الى العالم الخارجى لتبادل المنافع الاقتصادية). دول شرق افريقيا اعتبرت فى اكثر من مناسبة بان قيام دولة جديدة فى جنوب السودان سيمنح المجموعة قوة دفع نحو تحقيق مشروعها للتكامل الاقتصادى والسياسي، مع التأكيد على ان قيام دولة الجنوب لن يكون له أى تأثير على مستوى التعامل والعلاقات بين جمهورية السودان ودول شرق افريقيا.