بدأت بمقر الاممالمتحدةبنيويورك اجتماعات الدورة رقم (66) رفيعة المستوى لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة و التى يشارك فيها السودان بوفد يضم عددا كبيرا من المسئولين و السفراء برئاسة علي احمد كرتى وزير الخارجية الذى وصل نيويورك أمس. و تحمل المواضيع المنتظر ان تنظر فيها اجتماعات الجمعية و المتوقع مشاركة فاعلة للسودان فيها جملة من القضايا و الموضوعات التى تهم شعوب و دول العالم أبرزها القضية الفلسطينية التى ظلت تحتفظ لنفسها طوال العقود الماضية بكونها الابرز و الاهم فى كافة الاجندة المطروحة غير ان الموضوع المنتظر طرحه هذه المرة بشأن فلسطين يتعلق بحمل الاعضاء فى الجمعية العامة للامم المتحدة للاعتراف بدولة فلسطين رغما عن المعارضة الشرسة من قبل بعض الدول النافذة و التى بدأت بحديث الرئيس الامريكى باراك اوباما الرافض للاعتراف و المهدد باستخدام الفيتو و بقية الدول دائمة العضوية الحليفة لاسرائيل .و تشمل الموضوعات ايضا الوضع فى ليبيا و سوريا و مكافحة الارهاب على الصعيد العالمى .و حسب المراقبين فان مشاركة السودان فاعلة فيما يلى الوضع فى ليبيا خاصة بعد ان افلح السودان ممثلا فى مندوبه الدائم بالاممالمتحدة السفير دفع الله الحاج علي في اخذ موافقة المجموعة الافريقية التى يترأسها السودان هذا الشهر رغم معارضة عدد من الدول التى ما زالت تساند القذافى باعتماد المجلس الوطنى الانتقالى فى ليبيا الممثل الشرعى لليبيا فى اجتماعات الجمعية العامة اضافة الى مشاركة السودان فى القضايا الاخرى المطروحة كاتفاق الحضارات و حظر الاسلحة النووية و المجاعة فى الصومال و التصحر فى افريقيا خاصة و ان للسودان ادوارا ملموسة و فاعلة فى كل تلك القضايا. مدير الادارة السياسية برئاسة الجمهورية السفير عبد الوهاب الصاوى يرى ان القرارات الظالمة و غير المنصفة التى سعت بعض الجهات المعادية للسودان دمغه بها حرمته من المشاركة على مستوى الرئيس باعتبار ان الاجتماعات تتم بمشاركة على مستوى الرؤساء و برأيه ان صوت السودان كان يمكن ان يكون اقوى . و يضيف ان الاجتماعات تعد محفلا تلتقى فيه كل شعوب و دول العالم لبحث مشاكلها و البحث عن حلول للقضايا و الخلافات فيما بينها , و يرى ان مشاركة السودان على مستوى وزير الخارجية ستكون سانحة و فرصة مواتية لعقد لقاءات مهمة مع رصفائه فى دول العالم خاصة النافذة و المؤثرة فى قضايا السودان اضافة الى مشاركة و للقاءات مباشرة يجريها مع المجموعات العربية ,الافريقية,والاسلامية و مجموعة ال( 77) التى تدعم السودان و يقول الصاوى ل( الرأى العام) ان هناك سانحة توفرت للسودان لطرح وجهة نظره و شرح ما يدور و يجرى فى السودان خاصة الاحداث التى جرت مؤخرا بولايتى النيل الازرق و جنوب كردفان و دور الحركة الشعبية فيها و بالتالى مطالبة الحكومات التى تقف الى جانب السلام فى السودان باتخاذ موقف اكثر جدية و وضوحا تجاه السلام بجانب ممارسة مزيد من الضغط على الحركة الشعبية و حكومة الجنوب للسير فى الاتجاه الصحيح. خبير دبلوماسى كبير رهن استفادة السودان من عرض قضيته خاصة فيما يلى قضية التمرد الاخير فى الولايتين النيل الازرق و جنوب كردفان و ابرازها بصورة تثير اهتمام الدول خاصة تلك النافذة و الراعية لاتفاق السلام الشامل باجراء اتصالات و تحركات حثيثة ومسبقة تجريها البعثة والوفد المرافق للوزير خاصة وان المعلومات فى هاتين القضيتين مغلوطة و سلبية تقف من ورائها بعض الجهات التى ليس من مصلحتها بقاء السودان مستقرا ولقاء الوزير بالمسؤولين ربما يكون سانحة لعرض وجهة نظره ورؤيته مباشرة دون وسائط و اقناع الآخرين بها هذا اذا اخذنا فى الاعتبار اشادة الرئيس الامريكى باراك اوباما بتجربة السودان فى التوصل للسلام عبر التفاوض والحوار مستشهدا بذلك بالقضية الفلسطينية. و يبقى ان استثمار هذا المدح من الرئيس الامريكى باراك اوباما بشأن السلام الذى تحقق فى السودان و استغلاله فى طرح قضية الولايتين داخل المؤسسة الدولية و مع الدول الكبرى ذات الثقل اضافة لوضعها كاجندة اساسية فى لقاءات كرتى مع كبار المسؤولين فى الادارة الامريكية بواشنطن و المقرر لها منتصف الاسبوع المقبل تكسب السودان زخما و تعاطفا دوليا ربما يثمر لاحقا فى ايجاد فرص للحل تضع حدا لنقض العهود و الاتفاقيات التى تواثق عليها الجميع و تنصل منها الآخرون.