اطلع الرئيس السوداني المشير عمر البشير علي نتائج مشاركة وفد السودان في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي انعقدت مؤخراً بنيويورك ، وذلك خلال لقاءه وزير الخارجية السوداني علي كرتي. وفي تصريحات صحفية عقب اللقاء أكد كرتي أن وفد السودان بدأ مشاركاته بإتصالات مع الصين ومصر والجامعة العربية قبل انعقاد اجتماع 24 من الشهر المنصرم بخصوص السودان بنيويورك لتنسيق المواقف مع هذه الدول والتجمعات الإقليمية قبيل الإجتماع. وقال وزير الخارجية السوداني أن وفد السودان أجرى (25) لقاءا مع رؤساء دول ووزراء خارجية قبل الاجتماع المعنى حيث صدرت من هذه الدول إشارات محددة أشادت فيها بأداء الحكومة السودانية في تنفيذ اتفاق السلام الشامل ودعم السودان للإيفاء بمتطلبات السلام في جنوب السودان وإقليم دارفور غربي السودان ، والإعتراف بمجهودات الحكومة السودانية في إحلال السلام رغم العقوبات المفروضة علي السودان ومواقف بعض الدول المعادية له وضرورة الترحيب بمتابعة الحكومة للمتفلتين أمنياً ومحاسبتهم. وأكد كرتي أن الوفد السوداني استطاع الحصول علي الإشادات التي سعى إليها ، مشيراً الي أنه بذلك انتزع للسودان حقاً لم يكن موجوداً في السابق. وأثنى وزير الخارجية علي البيان الختامي لاجتماع 24 سبتمبر وترحيبه بسياسة وإستراتيجية الحكومة السودانية الجديدة لحل قضية دارفور ، مشيراً الي أن تلك الإشارات الإيجابية تمت بمجهودات الوفد السوداني وبعثته بنيويورك. وأوضح كرتي أن الإجتماع كان رفيع المستوى شاركت فيه أكثر من 40 دولة ومنظمة دولية وإقليمية و أن نقاط البيان الختامي للاجتماع كانت إيجابيه دعت المجتمع الدولي لدعم طرفي السلام في السودان حتى يتمكنا من تنفيذ إتفاق السلام الشامل وقيام الإستفتاء فى موعده بصورة صحيحة مؤكداً أنها نقاط مشرفة تظهر لأول مرة في بيان لتجمع دولي رفيع المستوى من هذا النوع تجاه السودان. وأكد وزير الخارجية السوداني ضرورة الاستفادة من هذه الإيجابيات التي حددت من اجتماع 24 خاصة ثناء المجتمع الدولي علي الإستراتيجية الحكومية السودانية الجديدة تجاه دارفور واعتبار منبر الدوحة المنبر التفاوضي الوحيد لحل قضية دارفور وحث الحركات الدارفورية المشاركة فيه. وأشار كرتي إلي تأكيدات المجتمع الدولي علي قيام إستفتاء نزيه وشفاف لأن ذلك يقطع الطريق أمام من يريد التلاعب بالإستفتاء أو يحيله لموقف مسبق ينادى بالإنفصال منوهاً بضرورة وجود الرقابة منذ التسجيل وحتى الإستفتاء. واستعرض وزير الخارجية مشاركة الوفد السوداني في اجتماعات المنظمات الإقليمية ، وقال إن السودان شارك في اجتماعات دول عدم الانحياز والإيقاد والإتحاد الأفريقي وتجمع دول أفريقيا وجنوب أمريكا وتجمع الدول العربية ، مشيراً الي أن السودان شارك بفعالية في هذه الإجتماعات حيث وجد الدعم والمؤازرة لكل قضاياه. وأوضح كرتي أن وفد السودان شارك في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة عبر الكلمة التي ألقاها علي الجمعية نائب الرئيس السوداني رئيس الوفد السوداني علي عثمان محمد طه ، مشيراً الي أنه طرح فيها سياسات الدولة في الفترة القادمة والوفاء بإلتزام تطيبق إتفاق السلام الشامل ، وطلب دعم المجتمع الدولي لحل قضية دارفور. وأكد كرتي أن كل الإيجابيات التي تحققت عبر هذه المشاركات سيتم العمل بها مع كل التجمعات الدولية والإقليمية والدول والمنظمات وستكون مرشدا لسياسات الدولة في الثلاثة أشهر القادمة. وفيما يختص بزيارة وفد مجلس الأمن الدولي للسودان أكد وزير الخارجية أن الزيارة عادية كانت مقررة قبل أكثر من شهر لتتم في الأسبوع الأول من شهر أكتوبر ، وأضاف أن الزيارة ستعطي دعما للسودان في ظل الموقف المتوازن لمجلس الأمن علي ضوء مقررات إجتماع 24 مؤكداً أنها لن تخرج عن ما تم الإتفاق عليه في ذلك الإجتماع ، معرباً عن أمله أن يتلقى السودان الدعم المرجو لمساعدته في حل قضاياه ، مشيراً إلي أن السودان لديه العديد من الأصدقاء داخل مجموعة المجلس ال 15 ، وأكد وزير الخارجية السوداني أن الزيارة تأتى لمتابعة الأوضاع الخاصة بتنفيذ إتفاق السلام الشامل ومتابعة الأوضاع عن دارفور ، وأشار الي أن وفد المجلس سيزور دارفور وجوبا. وحول اجتماعات أديس أبابا المقبلة بين الشريكين قال كرتي أنها ستتناول نقاط الخلاف بينهما والمتعلقة بأبيي والأصول والديون والجنسية ، مؤكداً أن العلاقات السودانية الأمريكية لا تصل لمستوى طموحات السودان ، وأضاف أن الإدارة الأمريكية قامت ودون أسباب وجيهة بوضع السودان ضمن القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب في الوقت الذي أكدت فيه المؤسسات الأمريكية المهتمة بقضايا الإرهاب أن السودان لا علاقة له بالإرهاب ، مؤكداً أن ذلك ألحق ضرراً بالغاً بالسودان وحرمه من حقوقه في الحصول علي دعم المؤسسات الإقتصادية الدولية وأثر سلبا علي علاقاته الإقتصادية مع أوربا. وأضاف وزير الخارجية السوداني أن هناك إرادة سياسية داخل الولاياتالمتحدة لها علاقة بأطراف ذات مصلحة لإيذاء السودان وإبعاده عن محيطيه الإقليمي والدولي وحصره في مربع الإدانات وإعاقته دولياً وإقتصادياً مؤكداً أنه لابد من حل هذه القضايا في المقام الأول.