وصف د. مندور المهدي نائب رئيس المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم، المؤتمر الشعبي، بأنه أكثر الأحزاب التي تنشط في سبيل تفكيك نظام الانقاذ، وبأنهم يديرون حركة القوى المعارضة بشكل عام لتحقيق ذلك الهدف، وقال إن الحوار مع الشعبي ذو طابع شخصي وليس هناك حوار رسمي. ونفى مندور في حوار نشرته (الشرق الأوسط) أمس، أن يكون حزبه فكك أحزاب المعارضة، وقال: ليس من صالح الحكومة أن تفتت الأحزاب، وليس من مصلحتها وجود معارضة ضعيفة، وأكد أن الانقاذ لم تسع في يوم من الأيام لتفكيك القوى السياسية وإضعافها، وأشار إلى أن الحزب الاتحادي الديمقراطي لم ينجح حتى في عقد مؤتمره العام، ويتعثر في تكوين أجهزته المختلفة، ووصف المجموعات الاتحادية التي خرجت أخيراً بأنها مجموعات رئيسية داخل الحزب ومؤثرة، وأقر مندور بأن التظاهرات التي حَدثت في الخرطوم الأيام الماضية كانت بسبب شح المياه، وأشار إلى وجود غلاء في أسعار السلع، وأكّد أن الأسباب التي أدت لقيام الثورات في العالم العربي غير موجودة وغير واردة في الخريطة السياسية في السودان بصورة عامة، وأشار إلى أن الحكومة تعترف بغلاء الأسعار والشعب يعلم حقيقة وأسباب الغلاء، وقال إن الحكومة أجرت معالجات اجتماعيّة، وتم تثبيت أسعار المواد الأساسية مثل القمح والبترول، ومن المعالجات الجديدة سيتم تثبيت أسعار أخرى مثل الأرز والعدس واللحوم البيضاء ودعم أكثر من (100) ألف أسرة، وقال مندور إن حكومة جنوب السودان ما زالت ترفض الوصول إلى اتفاق مع الشمال بشأن انتاج البترول وتكريره وتصديره عبر خطوط الأنابيب، وأكد أنها غير راغبة في استمرار الحوار بشأن تسوية قضية البترول وتبحث عن مخارج أخرى، وأشار لوجود دول لم يسمها تساعد الجنوب حتى يمر البترول عن طريق دول أخرى. واتهم مندور دولة الجنوب بمعاداة الشمال وبذل مجهودات كبيرة في سبيل إضعافه، وحذر من أن هذا التوجه سيكون له ضرر على الجنوب أكثر من الشمال، وقال إن دولة الجنوب حال استمرت في هذا الاتجاه ستشكل خطورة على العرب، وأعرب مندور عن أسفه من أن النظام الليبي السابق ظل على الدوام يقدم الدعم اللوجستي والمدني والعسكري للحركات المتمردة في دارفور، وأضاف: كنا في لقاء مع العقيد القذافي ومعنا عدد من أبناء دارفور، قال فيه القذافي إنه قدم الدعم إلى الحركة الشعبية بأسلحة تكفي لأكثر من (13) ألف مقاتل، ويدعم حركات التمرد في دارفور، وزاد: على الرغم من الاتصالات المستمرة معه وعلى الرغم من الوعود منه إلا أنه استمر في دعم هذه الحركات الدارفورية. وقال مندور إن الحكومة ستطبق كل ما جاء في الاتفاق الذي وقعته مع حركة التحرير والعدالة بزعامة التجاني السيسي، وستوفر الأرضية المناسبة للاتفاق حتى ينجح ويخمد نيران الفتنة في دارفور، وأكد أن الاتفاق جاء بآثار ايجابية على الأرض.