تبيان توفيق: من ذاكرة التاريخ .. ولقاءات الطاهر    شاهد بالفيديو.. البرهان يعزي في استشهاد الملازم أول معاش محمد صديق بمسقط رأسه    فيصل محمد صالح يكتب: كيف يتم تفعيل إعلان جدة؟    البليهي يرد على التشكيك في قوة الدوري السعودي    وضع الجيش أفضل عسكرياً وعملياتياً .. وأن مليشيا التمرد تحت الضغط والمضاغطة    مليشيا الدعم السريع يصادر مركبات النقل العام في أم بدة    البطل محمد صديق ..هل تم تسليمه..؟    ولاية الخرطوم تشرع في إعادة البناء والتعمير    هؤلاء الزعماء مطلوبون للجنائية الدولية.. لكنهم مازالوا طلقاء    شاهد بالصورة والفيديو.. سائق "أوبر" مصري يطرب حسناء سودانية بأغنيات إيمان الشريف وعلي الشيخ الموجودة على جهاز سيارته والحسناء تتجاوب مع تصرفه اللطيف بالضحكات والرقصات    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الثلاثاء    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تشعل مواقع التواصل بوصلة رقص مثيرة وهي تدخن "الشيشة" على أنغام (مالو الليلة) والجمهور يتغزل: (خالات سبب الدمار والشجر الكبار فيه الصمغ)    شاهد بالفيديو.. الناشطة السودانية الشهيرة (خديجة أمريكا) ترتدي "كاكي" الجيش وتقدم فواصل من الرقص المثير على أنغام أغنية "الإنصرافي"    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني في السوق الموازي ليوم الثلاثاء    مصر.. وفيات بغرق حافلة في الجيزة    قادة عالميون يخططون لاتفاق جديد بشأن الذكاء الاصطناعي    صلاح ينهي الجدل حول مستقبله.. هل قرر البقاء مع ليفربول أم اختار الدوري السعودي؟    عائشة الماجدي: (أغضب يالفريق البرهان)    رئيس لجنة المنتخبات الوطنية يشيد بزيارة الرئيس لمعسكر صقور الجديان    إجتماعٌ مُهمٌ لمجلس إدارة الاتّحاد السوداني اليوم بجدة برئاسة معتصم جعفر    معتصم جعفر:الاتحاد السعودي وافق على مشاركته الحكام السودانيين في إدارة منافساته ابتداءً من الموسم الجديد    حكم الترحم على من اشتهر بالتشبه بالنساء وجاهر بذلك    سعر الجنيه المصري مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    موعد تشييع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ومرافقيه    الحقيقة تُحزن    علي باقري يتولى مهام وزير الخارجية في إيران    مانشستر سيتي يدخل التاريخ بإحرازه لقب البريميرليغ للمرة الرابعة تواليا    إخضاع الملك سلمان ل"برنامج علاجي"    السودان ولبنان وسوريا.. صراعات وأزمات إنسانية مُهملة بسبب الحرب فى غزة    الطيب علي فرح يكتب: *كيف خاضت المليشيا حربها اسفيرياً*    متغيرات جديدة تهدد ب"موجة كورونا صيفية"    مطالبة بتشديد الرقابة على المكملات الغذائية    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    آفاق الهجوم الروسي الجديد    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. مندور المهدي ل "الشرق": طلب المهدي والترابي "تفكيك الانقاذ" للمشاركة في الحكومة غير مقبول
نشر في سودان سفاري يوم 02 - 10 - 2011

اشاد الدكتور محمد مندور المهدى عضو المكتب القيادى فى حزب المؤتمر الوطنى الحاكم فى السودان بمواقف قطر السياسية الثابتة تجاه السودان وقال فى الحوار الذى اجرته معه الشرق ان قطر ظلت داعمة للسودان منذ امد بعيد فى كل توجهاته.
وثمن الدور القطرى الرامى الى تحقيق الاستقرار والسلام فى السودان ولفت الى دور قطر فى تحقيق السلام فى الجنوب والى دورها فى ادارة ملف المحكمة الجنائية الدولية التى كانت اصدرت قرارا بطلب الرئيس السودانى الى العدالة ليمثل امامها.
واكد ان قطر ادارت بصبر وحنكة ملف دارفور الى ان تم التوصل الى الاتفاق المعروف بين الحكومة السودانية وحركة التحرير والعدالة الذى تم مؤخرا وقال ان قطر لا تزال توالى اتصالاتها لاقناع الحركات الدارفورية الاخرى للانضمام الى قطار السلام.
ووصف دور قطر فى مجال الاستثمار فى السودان بانه دور رئيسى وقال ان توجيهات صدرت الى المستثمرين القطريين للاستثمار فى السودان للاستفادة من امكانياته الكبيرة واشار فى هذا الصدد الى المشروع الاستثمارى الكبير الذى تقوده شركتا الديار القطرية وحصاد فى الخرطوم فى مجالى العقارات والزراعة واكد ان هناك توجها قطريا شاملا لمساعدة السودان فى مختلف الجوانب
واضاف: ان السودان حكومة وشعبا يقدرون هذا الدور القطرى الكبير.
تفكيك الانقاذ غير ممكن
والمعروف ان الحكومة السودانية ادارت حوارات مع الاحزاب بشأن تشكيل حكومة ذات قاعدة عريضة وقال محمد مندور فى هذا الشأن ان الحوار تم مع كل القوى السياسية واكثر الحوارات التى كانت جادة تمت مع الحزب الاتحادى الديمقراطى وحزب الامة اذ ان هناك لجنة مع حزب الامة يرأسها الدكتور نافع على نافع مساعد رئيس الجمهورية شخصيا.
وقال ان اللجنة الخاصة بالحوار مع حزب الامة بحثت ورقة الاجندة الوطنية وان غالب ما جاء فى ورقة حزب الامة تم الاتفاق عليه وتبقت بعض القضايا الخلافية حيث تم الاتفاق على ان ترفع هذه القضايا الى لقاء رئاسى بين الرئيس البشير والصادق المهدى رئيس حزب الامة حتى هذه اللحظة لم يتم اللقاء وخرجت بعض الاحاديث من رئيس حزب الامة من خلال خطبة الجمعة قبل الاخيرة قال فيها بعدم رغبة حزب الامة فى المشاركة فى الحكومة الجديدة الا من خلال مشروع يهدف لتفكيك الانقاذ كليا مع اعادة صياغتها وترتيبها من جديد.
وقال الدكتور مندور ان معنى حديث الصادق المهدى هو ان كل منظومة الدولة على مستوى السودان يجب ان يحدث فيها تغيير وهذا الامر غير مقبول من طرف حزب المؤتمر الوطنى.. مشيرا الى ان الاجندة الوطنية تم ارجاء النقاش حولها والحديث مع المهدى كان يدور حول تشكيل حكومة قومية ذات قاعدة عريضة ولم يكن هناك حديث حول تفكيك الانقاذ بصورة كاملة.
واضاف:ان باب الحوار لن يقفل اذ ليس الهدف من الحوار ليس المشاركة فى الحكومة فقط وانما هناك اهداف اخرى من بينها تحقيق الاستقرار السياسى ووحدة الجبهة الداخلية والوصول الى خطوط حمراء لا ينبغى ان يتم تجاوزها فى بعض القضايا الوطنية..
واكد القيادى فى حزب المؤتمر الوطنى ان الحوار مع حزب الامة ينبغى ان يتم حتى لو لم يشارك حزب الامة فى الحكومة المقبلة.
وقال ان الحوار مع الحزب الاتحادى الديمقراطى يتم من خلال اكثر من لجنة
وهناك لجنة خاصة بقضية المشاركة ونسب المشاركة فى الحكومة.
الحوارات مع الترابى
ولفت القيادى محمد مندور المهدى الى ان حزب المؤتمر الشعبى بقيادة الدكتور حسن الترابى هو اكثر الاحزاب التى تنشط فى سبيل تفكيك نظام الانقاذ وعبر قادة الحزب عن رفضهم اى حوار مع حزب المؤتمر الوطنى لانهم اختاروا طريق تفكيك النظام وما زالوا يديرون حركة القوى المعارضة بشكل عام لتحقيق هدفهم وهو تفكيك النظام وقال ان الحوار مع المؤتمر الشعبى ذو طابع شخصى وليس هناك حوار رسمي وكان حزب المؤتمر الشعبى حدد شروطا للحوار لم يقبل بها الحزب الحاكم وكان هذا الاخير اعلن عن استعداده للحوار دون شروط مسبقة.
من فكك الاحزاب؟
وفى رده على القول بان حكومة الانقاذ الوطنى هى التى فككت الاحزاب الوطنية الكبيرة وتسعى الان للتفاوض معها وهى مقسمة قال الدكتور محمد مندور المهدي: ليس من صالح الحكومة ان تفتت الاحزاب وليس من مصلحتها وجود معارضة ضعيفة بل العكس يجب ان تكون هناك معارضة قوية لانه من خلال التحدى يمكن ان تطوير القدرات والامكانات والسياسات وان كانت هناك معارضة ضعيفة فهذا يقود الى ضعف الانقاذ وجمودها فى المستقبل.. واكد ان الانقاذ لم تسع فى اى يوم من الايام الى تفكيك القوى السياسية واضعافها.
وقال ان القوى السياسية فى السودان ضعفت لعوامل داخل القوى السياسية نفسها واشار فى هذه الاثناء الى الحزب الاتحادى الديمقراطى حتى لم ينجح فى عقد مؤتمره العام ومتعثر فى تكوين اجهزته المختلفة وهذا الامر يقود الى عدم رضا داخل الحزب ويؤدى الى خروج مجموعات وقال ان المجموعات الاتحادية التى خرجت مؤخرا هى مجموعات رئيسية داخل الحزب ومؤثرة.
الثورات لم تقم بسبب الجوع
المعروف انه خلال الايام القليلة الماضية اندلعت مظاهرات فى مناطق مختلفة فى العاصمة الخرطوم بسبب الغلاء الذى استشرى فى السودان..وفى هذا الشأن قال الدكتور مندور المهدى ان الحكومة تعترف بان مظاهرات خرجت فى الفترة الماضية جزء من هذه المظاهرات كانت بسبب الشح فى مياه الشرب فى العاصمة الخرطوم ثم تطورت المظاهرات الى حديث حول قضية الغلاء فى السودان.
وقال ان الحكومة تعترف ان هناك مشكلة فى المياه فى الخرطوم وتنحصر المشكلة فى التوزيع وليس فى الانتاج لان شبكات المياه فى الخرطوم قديمة جدا ومهترئة واستبدال هذه الشبكات يكلف الحكومة اكثر من 350 مليون دولار وبالتالى ليس بمقدور الحكومة ان تغير هذه الشبكات وهو سبب الاختناقات من يوم لآخر. الا انه قال ان حكومة الخرطوم تبذل مجهودات كبيرة من اجل حل هذه المشكلة بحفر العديد من الابار داخل الخرطوم كما تم تأهيل محطات المياه.
وقال ان الغلاء فى السودان موجود لاسباب مختلفة من بينها الارتفاع فى سعر صرف الدولار الامر الذى زاد من اسعار السلع بصورة كبيرة جدا
وعزا الدكتور المهدى زيادة الاسعار وارتفاع سعر صرف الدولار الى فقدان الحكومة السودانية للبترول وما يعود منه من اموال واصبح هناك ضعف فى موارد الدولة من العملات الصعبة.
وعزا الدكتور مندور ما حدث فى السودان الى مشكلة الانتاج الذى لا يزال ضعيفا رغم المحاولات التى بذلت فى سبيل استخدام التقنية واشار الى ان السودان يزرع مساحات كبيرة ولكن الناتج ما يزال ضعيفا ولذلك هذه القضية تستدعى عملا مكثفا من الحكومة السودانية لزيادة الانتاج وزيادة الصادرات وقال ان برنامج النهضة الزراعية نشط فى الفترة الاخيرة.
وقال ان البلاد التى قامت فيها الثورات لم تقم بسبب الجوع او ارتفاع الاسعار بل هناك اسباب كثيرة من بينها قضايا متعلقة بتوريث الحكم والفساد او وقوع الحكومة فى احضان الدول الغربية او بسبب غياب الحريات السياسية او بسبب غياب الانتخابات الديمقراطية واكد ان جزءا كبيرا من هذه الاسباب التى ادت الى الثورات فى العام العربى غير موجودة وغير واردة فى الخريطة السياسية فى السودان بصورة عامة.
الغلاء فى السودان
واشار الى ان الحكومة تعترف بغلاء الاسعار والشعب يعلم حقيقة واسباب الغلاء وقال ان الحكومة اجرت معالجات اجتماعية حيث تم تثبيت اسعار المواد الاساسية مثل القمح والبترول ومن المعالجات الجديدة سيتم تثبيت اسعار اخرى مثل الارز والعدس واللحوم البيضاء ودعم اكثر من 100 الف اسرة ولفت الى برنامج دعم احتياجات الفقراء من المواد الاساسية حيث تم توزيع مواد غذائية الى نحو 15 الف اسرة على مستوى السودان.
ولفت الى ان الحكومة السودانية عملت برنامجا ثلاثيا يهدف الى زيادة الصادرات لتعويض عائدات البترول التى فقدها السودان عقب الانفصال وقيام دولة جنوب السودان وقال ان البرنامج يغطى الفترة حتى عام 2017 لتحقيق الاكتفاء الذاتى من البترول ثم صادر البترول.
وقال ان الحكومة السودانية وضعت برنامجا مكثفا لاستغلال خام الذهب عبر تعدينه بواسطة الشركات الكبيرة وبواسطة الاهالى واشار الى ان الحكومة صدرت خلال ستة شهور (من يناير حتى يونيو) من هذا العام كميات من الذهب تقدر بنحو 700 مليون دولار.
واكد ان خام الذهب عنصر جديد دخل الميزانية وقال ان الحكومة كانت تصدر الذهب من منطقة ارياب فى شرق فى حدود 6 الى 7 اطنان من الذهب الا انه الان يتم تصدير حوال 74 طنا من الذهب وتبذل الحكومة جهودا كبيرة لتصدير كميات كبيرة من الذرة الى دول الجوار التى قال انها فى حاجة ماسة الى كميات كبيرة من هذا المحصول.
والمعروف انه خلال الايام الماضية فى السودان حدث اضراب عام عن شراء اللحوم فى كل مناطق السودان بسبب ارتفاع اسعارها وفى هذ الصدد قال الدكتور محمد مندور المهدى ان الحكومة السودانية بصدد انشاء شركات للعمل فى تجارة اللحوم.
وقال ان السودان سيصدر نحو مليونى رأس من الماشية الحية للمملكة العربية السعودية هذا العام لمقابلة احتياجات الحجاج من الهدى
وشدد على ان الصادرات السودانية اليوم افضل بكثير مما كانت عليه فى الفترة السابقة
واضاف: ان صادرات السودان غير البترولية كانت فى حدود 700 مليون دولار فى حين سيصدر السودان هذا العام حوالى مليار و500 مليون دولار.
الحوار بشأن البترول
وقال ان حكومة جنوب السودان ما زالت ترفض الوصول الى اتفاق مع الحكومة السودانية بشأن انتاج البترول وتكريره وتصديره عبر خطوط الانابيب التى يملكها السودان واكد ان حكومة جنوب السودان غير راغبة فى استمرار الحوار بشأن تسوية قضية البترول وتبحث عن مخارج اخرى وهناك دول لم يسمها تساعدهم فى هذا الاتجاه حتى يمر البترول عن طريق دول اخرى.
وقال ان حكومة الخرطوم قررت ان يكون يوم 31 اكتوبر هو اخر يوم يتقرر فيه ان يكون بترول الجنوب يمر من خلال الشمال الى الموانىء العالمية وقال انه اذا لم تحسم فان الحكومة فى الخرطوم لها خيارات اخرى يمكن ان تتخذها فى هذا الاتجاه لذلك سيستمر الحوار حتى نهاية اكتوبر لكنه لن يستمر الى الابد واعرب عن امله ان يتم حسم هذه القضية قبل التاريخ المحدد.
ولاحظ المراقبون ثمة بوادر عداء بين دولة جنوب السودان وبين السودان وقد ظهر ذلك فى النزاعات التى حدثت فى جنوب النيل الازرق وفى جنوب كردفان الا ان الدكتور مندور المهدى قال ان الحكومة عندما وقعت اتفاقية السلام مع الجنوبيين كان الهدف الاساسى هو تحقيق السلام وقبلت بحق تقرير المصير والحكومة تعلم ان هذا الحق قد يقود الى الانفصال وعلى الرغم من ذلك ارتأت الحكومة ان الاستقرار هو قضية مقدمة على قضية اخرى
وزاد القول: كانت الحكومة تعتقد ان الطرف الجنوبى سيقدر هذا الحق ويقابل الحكومة وفاء بوفاء لكن هناك عناصر داخل حكومة الجنوب تريد خلق عدم الاستقرار فى السودان وتفكيكه وتريد تطبيق ما يسمى بمشروع السودان الجديد وان يبقى حيا على الدوام
واشار الى ان حكومة جنوب السودان تريد ان تتمدد حتى تحيط بالسودان باجمعه ويصبح السودان جزءا مما يسمى بالسودان الجديد
واضاف: هذه نوايا بعض المجموعات داخل الحركة الشعبية وتعاونهم فى هذا الاتجاه دول بهدف تطبيق مخطط تقسيم السودان
وقال ان حكومة الخرطوم كانت تتمنى عندما يقوم جنوب السودان ان تقوم دولة مسالمة تقابل الشمال وفاء بما قدم من اجل قيام دولتهم
واعرب عن اسفه ان يبدأ الجنوب عقب استقلاله دعم الحركات المتمردة فى النيل الازرق وجنوب كردفان وقال ان الحرب فى هذا الجزء من السودان (جنوب كردفان) دون اى سبب منطقى. واشار الى ان الحكومة اجرت انتخابات حرة وكانت نزيهة شهد لها العالم الا ان الحرب قامت لان هناك تخطيطا دقيقا ومحكما لاحتلال مدن ولاية جنوب كردفان.
ولفت الى ان انتخابات حرة اجريت فى منطقة النيل الازرق فاز فيها مالك عقار حاكم الولاية وقد وفرت له الدولة كل اسباب استقرار الحكم كما وفرت له اموالا كبيرة ورصفت اكثر من 300 كيلو متر من الطرق فى هذه الولاية وقد قامت بهذا العمل اكثر من ثلاث شركات كبيرة وعلى الرغم من ذلك بدأت الحرب فى النيل الازرق.
واكد انه لولا دعم حكومة الجنوب للحركات المتمردة لما قامت الحرب فى هذه المناطق وقال ان دولة الجنوب( ارتمت) فى احضان الغرب بصورة عامة كما ارتمت فى احضان اسرائيل وهذه الاخيرة لها توجهات عدائية ضد السودان مشيرا الى ما قاله وزير الامن الداخلى:اننا نستهدف السودان منذ استقلاله عام 1955 وظللنا نقدم الدعم للحركات التى نشأت فى هذه المناطق.
وقال ان دولة الجنوب هى تعادى الشمال وتبذل مجهودات كبيرة فى سبيل اضعافه وحذر القيادى فى المؤتمر الوطنى من ان هذا التوجه سيكون له ضرر على الجنوب اكثر من الضرر على الشمال.
وقال ان علاقة التمرد فى جنوب السودان علاقة قديمة باعتراف الاسرائيليين انفسهم واشار الى ان نتنياهو قابل رئيس حكومة جنوب السودان فى الامم المتحدة وطلب منه رفض قيام الدولة الفلسطينية وهذا دليل على حميمية العلاقة بين اسرائيل ودولة جنوب السودان
وقال ان دولة جنوب السودان اذا مضت فى هذا الاتجاه فانها ستشكل خطورة على العرب بصورة عامة وقد رفضت دولة الجنوب الانضمام الى جامعة الدول العربية على الرغم من ان هذه الاخيرة تقدمت خطوة فى قبول عضوية دولة الجنوب.
واعرب عن اسفه فى ان النظام الليبى السابق ظل على الدوام يقدم الدعم اللوجستى والمدنى والعسكرى للحركات المتمردة فى دارفور
واضاف: كنا فى لقاء مع العقيد القذافى ومعنا عدد من ابناء دارفور قال انه قدم الدعم الى الحركة الشعبية الجنوبية باسلحة تكفى لاكثر من 13 الف مقاتل وفى الوقت ذاته ظل يدعم حركات التمرد فى دارفور على الرغم من الاتصالات المستمرة معه وعلى الرغم من الوعود منه الا انه استمر فى دعم هذه الحركات الدارفورية
وقال انه من الواضح ان هذه الحركات قد قاتلت معه الثوار الليبيين حتى آخر لحظات انهيار النظام الليبى.
وجدد القول ان القذافى ظل داعما للحركات الدارفورية الا انه قال ان قضية السلام والحوار هى قضية استراتيجية بالسودان وقضية الوفاء بالعهود والمواثيق ايضا قضية مهمة جدا لنا.
وكان وزير الخارجية السودانى حمل العقيد القذافى انفصال جنوب السودان وفى هذا الاتجاه اكد الدكتور محمد مندور المهدى ان القذافى كان وراء انفصال جنوب السودان اذ ظل القذافى هو الداعم الرئيسى للحركة الشعبية فى الجنوب والداعم الرئيسى لكل حركات التمرد فى افريقيا كافة.
وقال ان الحكومة ستطبق كل ما جاء فى الاتفاق الذى وقعته مع حركة التحرير والعدالة التى يتزعمها الدكتور التيجانى السيسى مشيرا الى اولى الخطوات المتمثلة فى تعيين الدكتور التيجانى السيسى رئيسا للسلطة الانتقالية فى دارفور وستأتى خطوات اخرى تباعا فى هذ الاتجاه واكد ان الحكومة ستوفر الارضية المناسبة لهذا الاتفاق حتى ينجح ويخمد نيران الفتنة فى دارفور واكد ان الاتفاق جاء بآثار ايجابية جدا على الارض واكد ان التمرد يكون قد انتهى فى ولايات دارفور بصورة عامة ولم يتبق الا مجموعات صغيرة للنهب.
وقال انه من آثار هذا الاتفاق بين الحكومة وحركة التحرير والعدالة الانقسام الحاد فى حركة العدل والمساواة حيث انشق القائد الثانى عن خليل ابراهيم زعيم الحركة خلال الايام الماضية وقال ان تيارا باتجاه السلام سيكون داخل حركة العدل والمساواة وسيبقى خليل وحده فى مرحلة من المراحل ولم يبق معه الا اهله او المحيطون به.
المصدر: الشرق القطرية 2/10/2011


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.