الدول الغربيةوالولاياتالمتحدة وحتى وقت قريب كانتا حائرتين ماذا تفعلان ازاء الاوضاع الجديدة فى بلدان الربيع العربي ؟هل تدعمان اقتصادات تلكم الدول ام الانتظار حتى تظهر النتائج النهائية ؟ هذا هو بالتقريب موقف الجانبين منذ ان تفاجأتا باندلاع الثورات العربية لكن الآن وفى هذه الايام بالذات وبعد ظهور نتائج الانتخابات فى التونس والمغرب وفوز الاسلاميين فيها اضف الى ذلك توقع فوزهم فى مصر وفى ليبيا ثم ربما فى المستقبل القريب فوزهم فى اليمن وسوريا تأكد تماما خوف وقلق الجانبين الغربي والولاياتالمتحدة على مستقبل العلاقات مع هذه البلدان وخاصة الخوف على المصالح الاقتصادية الحيوية فى المنطقة. الولاياتالمتحدة واسرائيل بالذات قلقتان بشدة من ان وصول انظمة اسلامية الى الحكم سيخلق وضعا خطيرا خاصة اذا تعاونت هذه الانظمة مع ايران وحزب الله وان سلاح الحصار الاقتصادي او المقاطعة الاقتصادية الذي فرضته هاتات الدولتان ربما ينقلب السحر على الساحر هذه المرة والولاياتالمتحدة تدرك تماما مدى قوة الدول الاسلامية التى تملك الموارد والمال والعلم والقوة البشرية والتى يمكن ان تستعملها كاسلحة لكن نجد فى الجانب الآخر من العالم ان معظم الدول فى القارات الاخرى لا تخاف ولا تقلق من وصول الاسلاميين المعتدلين الى السلطة بل العكس ربما لديهم التفاؤل ظاهر ان العلاقات السياسية والاقتصادية فى الغالب تزدهر فى ظل الحرية المسئولة والديمقراطية الشفافة ودولة القانون . هذا الخوف والقلق الذي اثار جدلا هذه الايام ليس له ما يبرره في اعتقادى الشخصى لايمانى أن الاسلام لم يكن يوما عائقا في وجه العلاقات بين الشعوب لا للعلاقات السياسية ولا العلاقات الاسلامية فى العالم الخارجي وخير دليل على ذلك هو انتشار صيغ الاقتصاد الاسلامي فى الغرب مؤخرا وان صيغ النظام الاسلامي المصرفي وجد قبولا منقطع النظير فى عدد من المجتمعات الغربية خاصة فى فرنسا وبريطانيا وكل الدلائل تشير على انه سيتوسع مستقبلا وينتشر اذاً فان الخوف لا مبرر له خاصة اذا ما اطمأنينا الى المعلومة التى رشحت بعد الانتخابات التونسية والمغربية ان الاحزاب التى فازت سوف تطبق النموذج التركي للاسلام السياسي الذي نجح فى مسايرة نهج العالم الاسلامي ومسايرة نهج الغرب وبهذا النظام بين نظم العلاقة الاقتصادية يمكننا ان ندحض خوف الخائفين وقلق القلقين بان الاسلام هو دين المعاملة وان الاسلاميين على درجة عالية من الوعي بالتطورات الاقتصادية والعالمية وعلى درجة من المعرفة بان الدول العربية والاسلامية تحتاج الى الغرب بمثل ما يحتاج الغرب اليها فالدول العربية والاسلامية تحتاج الى التبادل التجاري مع الغرب وتحتاج الى التكنلوجيا والتدريب والغرب يحتاج الى الاموال والى علم وخبرة الغرب فى مجالات معينة لايمكن الاستغناء عنهم فقط المفقود هو التعامل (بالندية) الكافية والفهم الجديد بان الانظمة الجديدة ربما لا ترضى (بالوصاية ) او بالتبعية ومتي تحقق هذا الفهم فان العلاقات الاقتصادية والسياسية سوف تنمو وتزدهر فى مناخ الاحترام المتبادل . تقول احدث الدراسات السياسية ان (الديمقراطية) دورها الاساسي هو اختيار نظام الحكم وليس دورها الاساسي اختيار النظام الذي سوف يسير عليه الاقتصاد اي بمعنى ان الاقتصاد ربما لا يتأثر بتغير الانظمة الحاكمة وقد يمضي فى طريقه القديم رغم تغيير الحكومات سواء كان الطريق جيدا او غير جيد لكن الانظمة الديمقراطية المنتخبة والشفافة قد تستطيع تغيير المسار السئ للاقتصاد وتتغير طاقات الشعوب وخاصة طاقات الشباب وتشجيعه للابتكار وللابداع اذا فان مستقبل الاقتصادات ما بعد الثورات يعتمد على طاقات الشباب وتشجيعة للابتكار وللابداع اذا فان مستقبل الاقتصادات ما بعد الثورات يعتمد على طاقات الشباب التى سوف تفجرها تكنلوجيا الغرب وامكاناته العالية والتدريبية تحت مظلة (الندية) والاحترام المتبادل واذا فشل الغرب فى تحقيق هاتين الميزتين فان الانظمة الاسلامية الجديدة لديها الخيار . النظر شرقا وجنوبا حيث دول الاقتصادات الناشئة التى يمكن ان توفر لهم كل شئ وبذلك يكون الغرب قد خسر المنطقة .